شكرا جورج قرداحي
إب نيوز ٤ نوفمبر
لسنا بحاجة لتلوين أقلامنا حين نبث العالمين حقيقة ما ، و لسنا بحاجة لتنميق حروفنا حين تختار هذه الحروف الصراط المستقيم لاختراق قلب الظلم ،
هكذا لو نطق بما يمسّ كرامتهم لكنّه نطق بالحقيقة فكان ثمّة باطل و زيف و خداع و ظلامية في صدورهم لهذا أوجعتهم كلماته التي لم تكن إلّا قمة في الرّقي و ما عهدنا منه إلّا ذلك ،
نعم : جورج قرداحي الاسم اللامع في سماء الإعلام العربي و ربّما العالمي ، هو ذاته ..
و أمّا ما كان فسجال حروف هو الذي دار يومها بين الذين اجتمعوا لباطل و سمّوا أنفسهم برلمان و بين رجل أحبّ الحقّ فأحبّه الحقّ،
جورج قرداحي : و قد سحبت ثقتك بذلك الاستدراج الذي ظنّوه لك بينما هو استدراج من اللّه لهؤلاء المأفونين ،
شباب في شخوصهم لكن عقولهم شاخت و عفا عليها الزمن ،
يردّدون ما قاله إخوان الوهابية في بداية العدوان على اليمن ، و الذين طالت لحاهم المحنّاة حتّى سكنها القمل و الضفادع و الجراد و الدم ، و جاءت كلمات قرداحي كعقاب اللّه لبني إسرائيل ، جاءت طوفانا جرف معنوياتهم ..أحرق كرتهم .. استنفد دعاويهم و أسقط أقنعتهم ،
جورج أيها العربي المغوار : لقد قارعتهم بسيف ذي الفقار ، فأصبتهم في مقتل إذ لم يتوقعوا حروفك المجلجلة تخبرهم أن السعو إمارات معتدية على شعب اليمن الأبي و حين رأوا أنفسهم كبارا بغطرستهم و إعلانهم سحب الثقة ( كما قالوا ) منك سحبت كبرياءهم و وضعته إلى جانب عقولهم تحت الأقدام .
جورج قرداحي : أمّا شعب اليمن فمتوقع بل مؤمن بأنك الحرّ الجريء الذي لم تهزّك و لن غير الحقيقة الدامغة للباطل ،
نثق بعنفوان فكرك و قد رأينا فكرك متقدا بالجمال حين لم تذوِ نفسك خلف دائرة الظلام و الظلم .. لم تكن يوما متقوقعا مثلهم بل إنك روح سامية تجاوزت ضيق الفكر الذي غصّنا به شيوخ الإخواجية و شقيقتها الوهابية باسم الإسلام ، بينما اتسعت لتبحر في عمق الإسلام ، و ربّما عرفت الإسلام أكثر منا المسلمين ، و ربّما بل روحك مؤمنة بكل قيمه السّمحاء قبلنا ،
فأي رجل يطلبون تكميمه ؟! ،
أهو عبدالله صعتر القاضي بقتل العدوان لأربعة عشر مليونا ليبقى مليون أم الزنداني الذي حلّل عاصفة الحزم ( المهينة ) أم شيخ من الأزهر خانع متطبع مع كيان بني صهيون أم نوبلية اليمن موظفة الاستخبارات الأمريكية أم سكان فنادق و شقق الرياض و عواصم دول العدوان و ما أذلّهم و أحقرهم و ما تخصّصهم إلّا ملازمة الرّاقصات و العواهر ؟
أولئك الانموذج العميل لبني البشر في زماننا هذا ، لكنك جورج قرداحي الرجل الحرّ في زمن العمالة و الارتزاق ؛
فشكرا جورج قرداحي ..
شكرا أيها الإنسان النّبيل ، و عليك السّلام .
أشواق مهدي دومان