فرار ضباط سعوديين كِبار، وهم الآن بحماية أميركية.
إب نيوز ٤ نوفمبر
كتب د. اسماعيل النجار:
ليسَ أمراََ عادياََ أن تخالف، كقائدٍ أو كملك،الطبيعةالبشريةالعنيدة، بفرض أوامر وإملاءات عسكرية، وتوجيهات غير منطقية وغير عادية، على أُناس اختلط في عقولهم وقلوبهم حُب الدنيا، وهَوَس المناصب الرفيعة والرفاهيةوالنساء، وغيرهامن مغريات الدنيا، وتأمرهم بشَنِّ حربٍ تسميها “عاصفة الحزم”، وتطلب منهم الذهاب نحو الصحراء القاحلة الجافَّة والجبال الشاهقة ذات الصخور المحدّبَة والمحدّدة، كالسكاكين والوديان، ليعيشواهناك ويقاتلوا، حيث لاسيارات “لمبرغيني”، ولا فراش نظيف ولا مكيفات هوائية ولاتدفئة،وحيث الموت يُحيط بهم من كل الجوانب، ويُحَوِّمُ فوق رؤوسهم كطير السَمَرمَر(السنونو) عند فصل الشتاء،و الأفاعي السامّة القاتلة والعقارب والحوش البَرِّيَة، وقصف وموت وقلة راحة هيَ رفيقة دربهم في تلك الحرب القذرة.
هذا من جانب،
ومن جانبٍ آخر،فإنّ الجندي السعودي، كمعتدٍ على دولةجارةوشقيقة، وشعب طيب وآمن ومحترم وأصيل، لا يمكنه الخلطُ بين الحق والباطل، ولا قلْبُ الأمور، ليصبح هوَ صاحبَ الحق ويتّهِم جاره الذي يدافع عن نفسه،بأنّه المعتدي.
من هنا واجهت السعودية، بقيادة ابن سلمان، ما لم تكن تتوقعه من بأسٍ وشجاعةٍ ورجولةٍ، وعزمٍ وحزم وتصميم لدى الأشقاء اليمنيين، الذين حملوا أرواحهم على راحات أكُفِهِم، وواجهوا بشجاعة،ومنعوا ذاك المعتدي الخارج عن شرع الله الناكرلمنطق الحق القالب للحقائق، من احتلال وطنهم العربي الأصيل، ولقّنوه دروساََ لن ينساها ما بقيَ حياََ.
*ضباط المهلكة، الرفيعي المستوَىَ الذين أُرسلوا للجبهات الملتهبة على حدود اليمن، رأوا ما لم يكن في حسبانهم، وما لا يتوقعونه، أو رأوه في مناماتهم؛ فسيطرالذُّعرُ والهلع والجُبن على كيانهم، حتى وصلَ الأمر بالبعض منهم إلى إطلاق النار على قدمه، ليُخرجوه من ساحات الموت الأحمر التي سيطرَ عليها رجال الله اليمنيون الأشاوس،١١ وكأنها رحلة نزهة بالنسبة لهم!
بدأ خروج الضباط من المملكة، خلال إجازاتهم، بعدالإصابات الّتي أُصيبوا بهاخلال المعارك التي فَرُّوامنها،وخلال إجازاتهم العادية، فمنهم من دفع مبالغ كبيرة لكي يحصل على إجازة خارج البلاد، ومنهم مَن فَر إلى قطر وغادر إلى أمريكا أو بريطانيا، والأغلبية خرجوا عبر مُهَرِّبين، مع عيالهم أو بمفردهم، حيث تمَ احتجاز عوائلهم في المملكة،! ووضعوا في السجن، لحين عودة الفارِّين وتسليم أنفسهم.
[سعد الجبري واحدٌ بين الأسماء التي لَمَعت في عالم الحرب والِاستخبارات، وأحدهؤلاءالضباط الفارِّين، و يُعتبَر الصندوقَ الأسودَ للمملكة، بكلِّ ما للكلمة من معنى.
رجلٌ آخر ، هوَ أبو عبدالله: ضابط برتبة عقيد يعيش مع عائلتهِ في إحدى الولايات الأمريكية، مع مجموعة كبيرة من الضباط الذين فرُّوا من السعودية، ويتلقون مساعدات مالية أميركية، بعدما أُوقِفت بطاقات إئتمانهم الصحية والمالية، وهم يلتقون في نادٍ يجمعهم في ولاية فرجينيا، بحماية المخابرات الأميركية وتحت نظرها،
يتحدث أبو عبدالله عن المعاناة التي يعيشهاضباط وأفراد الجيش السعودي في الحرب التي لَم يجرِّبوها من قبل،
و لم يكونوا يتوقعونها أو يعيشون أهوالها، وكانوا يقضون حياتهم برفاهيةٍ مطلقة، حيث لا أفاعي ولا عقارب، ولا قصف ولا موت زُقام؛ وفجأة تغيَّر كل شيء، وأصبحَ الأمل مقطوعاً نهائياََ من العودة إلى منازلهم ولم يبقَ أمام أعينهم إلّاالموت بأشكاله المريعة، وإلّا الرُّعب يختلج مع شرايين قلوبهم،الأمر الذي دفع بمن بقي منهم، أو قُل، بأغلبيتهم، إلى التفكير في كيفية البقاء على قيد الحياة، وبدأوا بالتفكير جدياََ في الفرار.
ووصفَ أبو عبدالله الجنود السعوديين بالأرانب أمام الشبّان اليمنين الأُسُود، حيث أنّ أكثر الضباط والجنود لم يتمكنوا من الوقوف على أرجلهم، في المعارك، إذ أُصيبوا بالشلل وارتِخاءٍ في المفاصل حلّ بهم جَرَّاء هَول المعارك التي كانت أشبه بنزهةٍ لدى اليمنيين.
كثيرة هي الأحاديث التي راوها العقيد أبو عبدالله، عن عاصفة الهزيمة التي أصيبوا بها، والتي تثبت شجاعة المقاتل اليمني وجُبن الجنديّ السعوديّ فكانت أحاديثه مِصداقاً للمقولة الشهيرة: “وشهدَ شاهدٌ من أهلهِ.
*4/11/2021*