التآمر السعودي على اليمن
إب نيوز ١١ نوفمبر
أحمد يحيى الديلمي
بفعل الاستبسال والصمود الأسطوري وما أعقبه من انتصارات عظيمة في جبهات العزة والكرامة ، هاهي أوراق السعودية تتكشف وتتضح حقيقة هذا النظام الذي لا يزال يتآمر على الأمة بشكل عام واليمن على وجه الخصوص، فالسعودية تُريد أن تلتهم هذا البلد ولن تتوقف عن ذلك إلا إذا أوجدت نظاماً كالأنظمة السابقة عميلاً لها يأتمر بأمرها، الإشكالية أن السعودية الآن بدأت تستخدم دول كبرى ومنظمات دولية لتنفيذ رغباتها الخبيثة ، واستكمال خطتها الإجرامية لمسخ قيم الأمة وهوية الانتماء للحضارة العربية ، وفيما يخص اليمن تحاول فرض حلول عليها بشكل عام ، وفي الوقت الذي لا يزال فيه العملاء والمرتزقة بعيدين كل البُعد عن فهم كل ما يجري ضد البلد ، والقرار السياسي مرتهن إلى السعودية ذاتها وهي الحامي وهي التي تتحكم في كل صغيرة وكبيرة وتتعمد إقصاء اليمن تماماً من وجه الحياة ، وهنا يستغرب المرء عندما يسمع عن توافد المبعوثين الدوليين ومحاولتهم لإعادة الحوار كما يُقال ، لا أدري عن أي حوار يتحدثون وهم يشاهدون بأم أعينهم مئات الضربات الجوية والطائرات السعودية تصب جام غضبها على أبناء هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره والعالم كله يتفرج أو يأخذ الثمن من البقرة الحلوب .
كما قال الأستاذ عبد الباري عطوان- الصحفي العربي الحر- بأن السعودية لن تتوقف وتحتاج إلى قوة عربية تصدها وتوقف زحفها الخبيث على اليمن وكل الدول المجاورة لها حتى لا تستنفد مخزون المال الذي لديها ويتحول أبناء هذا البلد البائس إلى فقراء يتكففون الناس، وهذا هو المتوقع بعد أن يُغادر هذا النظام الحكم ويحل محله نظام وطني ينتمي إلى الدين والعقيدة والأرض .
من الأشياء الغريبة أن يظل الهاجس السعودي في كيفية الحصول على منفذ بحري إلى المحيط الهندي وتظل عينها على اليمن ، وفي هذا الصدد تُحيك المؤامرات ، فعلى الواقع لم يعد معسكر الخراخير- كما سمته الرياض في صحراء الربع الخالي- الحد الفاصل بين اليمن الجنوبي والسعودية وفق معاهدة جدة عام 2000م، فقد أقدمت السلطات السعودية على اقتلاع أعمدة الإسمنت التي وُضعت كعلامات حدودية بين اليمن الجنوبي سابقاً والنظام السعودي في الصحراء من جوار معسكر الخراخير في محافظة حضرموت.
في هذه المنطقة ابتلعت السعودية (42)ألف كم مربع من الأراضي اليمنية خلال شهور ، كما جاء في برنامج خاص بثته قناة “العربي” الذي كشف تفاصيل سيطرة السعودية على أراضي حضرموت من مفرق شرورة بنجران إلى الخراخير ، ومع مرور الأيام تتكشف الحقيقة الخفية لحرب «التحالف» في اليمن، بحسب المغتربين الذين عملوا في نفس المنطقة لم يتبق للسعودية حتى تخفي جريمتها سوى قرية الخراخير التي تقع مساكنها في قلب الصحراء ويقطنها أكثر من 6000 مواطن يتحدثون اللغة المهرية وينتمون لعشائر المنهالي والعوامر والمهري، وفق نفس البرنامج الذي نقله إلي الأخ العزيز الأستاذ / عبد الباقي نعمان يتعرض سكان القرية لمعاملة أبشع مما يتعرض له الفلسطينيون على يد الصهاينة بقصد تضييق الخناق عليهم وإجبارهم على مغادرة المنطقة ، وكما جاء في البرنامج ذاته عن مغتربين يمنيين، أشارت القناة إلى أنها تحتفط بأسمائهم عملوا إلى ما قبل شهرين سائقي شاحنات وجرافات مع الشركات السعودية التي تنفذ مشروع النظام التوسعي في الأراضي اليمنية الجنوبية بحضرموت ، أفصحوا بمرارة وعجز عن ما يحدث من قبل عتاولة هذا النظام ، وجاء في التفاصيل أن النظام السعودي تمكن من ابتلاع مساحة الأرض التي سبق ذكرها خلال سنوات العدوان الذي بدأته في 26 مارس 2015م، فقد استقدمت جرافات وشاحنات نقل ثقيل ومئات العمال يعملون ليل نهار في منطقة مغلقة يُمنع الاقتراب منها بعد تطويقها بنقاط مستحدثة لحرس الحدود السعودي.
مع ذلك لم تُفلح كل تلك الممارسات التعسفية في طمس هوية الخراخير اليمنية لتبقى العلامة الأبرز للحد الفاصل بين اليمن ومملكة الشر وسط رمال الصحراء المتحركة ووفق معاهدة جدة، ليصدر في مطلع العام 2015م أمر ملكي انحصر تداوله في نجران وبعض الصحف المحلية، قضى بـإلغاء محافظة الخراخير ونقل تبعيتها إلى منطقة نجران، حسب المصدر ذاته لا تزال الشاحنات تتقاطر من غرب نجران محملة بالخرسانة لاستحداث طريق في شمال محافظة حضرموت بطول 700كم، بعدما تركت السلطات السعودية رمال صحراء الربع الخالي تزحف على الطريق الإسفلتي السابق حتى طمرته، وقامت بتوزيع عشرات الجرافات على امتداد الطريق الجديد لمواجهة زحف الرمال .
بالمقابل منعت السلطات السعودية سكان قرية الخراخير من بناء مساكن جديدة، وعرضت عليهم التنازل عن مساكنهم القائمة مقابل مبالغ مغرية والانتقال إلى منازل بديلة تم تجهيزها لهم كمدينة سكنية في منطقة الشقق بداخل نجران على بعد 120 كم من القرية الحالية ، لكن السكان الأبطال أصحاب الإرادة الفولاذية رفضوا كل العروض متمسكين بأرضهم الغالية، مما اضطر السلطات السعودية إلى إغلاق مدارس الخراخير الثلاث وحرمت أطفالها من التعليم ومن سبق له الالتحاق بصفوفها عليه الذهاب إلى شرورة على مسافة501 كم غرب القرية ، وهناك يحظر على المعلمين التحدث بلغتهم المهرية حتى فيما بينهم ويطلب منهم التحدث باللهجة السعودية لغة التعليم في المملكة.
مع الفشل الذريع في إقناع أبناء المنطقة بالمغادرة قدمت في مطلع العام 2017م عشرات المدرعات والأطقم برفقة مسؤولين سعوديين من الدفاع والداخلية والشؤون البلدية والقروية لاقتحام القرية وتهجير سكانها بالقوة إلى الداخل السعودي، ولم تتراجع الحملة إلا بعد خروج النساء لمواجهتها بالسكاكين والأدوات الحادة التي يمتلكونها ، ورافقت الحملة سلال غذائية علها تقنع المواطنين لتغيير بطائقهم ببطائق تابعية سعودية من الدرجة الثانية ، لكي يتمكنوا من التنقل داخل الأراضي السعودية لا بد من تجديدها نهاية كل شهر.
وهذه الخطوات هي استكمال لمحاولات سابقة مرت على مدى السنوات الماضية لتحقيق هذه الغاية ويندرج في هذا الإطار العدوان الحالي الذي تشنه مملكة الشر وحلفاؤها على اليمن ، فالعدوان ليس كما قيل ضد الحوثيين أو لنصرة الشرعية كما يدَّعي التحالف ولكنه لاستعمار الجنوب ونهب ثرواته والتوسع في أراضيه ولتحقيق الغاية الأزلية لهذا النظام ممثلة في إيجاد منفذ على المحيط الهندي .
طرفة ..
السعودية هي الدولة الوحيدة في كوكب الأرض التي فيها مسجد “حرام” وديسكو “حلال” ولاجئون سياسيون “عيال حرام”