إصرار سعودي، بدعم رسمي عربي على تركيع لبنان!
إب نيوز ١٢ نوفمبر
كتب. اسماعيل النجار:
هي السيمفونية ذاتها، جاء يعزفها حسام زكي مندوب الجامعة العبرية في لبنان.
صندوق بريد سعودي خاوٍ من احترام الأصول الدبلوماسيةالدولية، مختصرةََ بوجهٍ رسمي عربي تمثَلَ بشخصه الكريم.
مع بعض الِانبطاح والتوسل الرسمي اللبناني استُقبِلَ الضيف العربي الرسول وبحفاوة، الأخوة والأشقاء غمروه بلطفهم وضعفهم ووهنهم!
وعندما طلب من المسؤولين اللبنانيين إقالة الوزير قرداحي، كان الجواب ما باليَد حيلة، هو يرفض الِاستقالة مدعوماََ من حزب الله!من أسباب رفض حزب الله إستقالة القرداحي هوَ إيقاف المهزلة السعودية ومنع تكرار إهانة لبنان محدداََ كما حصلَ مع لبنان بإقالة الوزير شربل وهبي التي لَم تحترم المملكة الوقوف عند كرامتها والطلب منه الاستقاله، إنما استمرت في غَيِّها وتمادت أكثر وها هي اليوم تطلب استقالة او إقالة وزير آخر!
[الوزير المستهدف الذي اتُخِذَ تصريحه حُجَة لإشعال الساحة اللبنانية لن يستقيل، وميقاتي عاجز عن إقالته، وممنوع عليه الِاستقالة.
الضغط السعودي على الحكومة اللبنانية سببه وهن الحكومةاللبنانية التي قَبِلَت بإقالة سَلَفِهِ الوزير شربل وهبه، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حفظه الله.
والتمادي السعودي زداد حين وجَدَ انبطاحاََ واسعاََ أمام قراراته من قِبَل حقراء لبنان.
لكن كما هو معلوم ومنطقي في كل الدنيا، أن كل قصر له حَمَّام، ومن البديهي أن يكون في لبنان طبقة منبطحة خاوية من الكرامة، وأُمِّيَّة لم تعرف عالم السيادة والكرامة.
[بقيَت لقمة عيش الفقراء آخر السلاح السعودي بوجه اللبنانيين، فهل ستشهر الرياض هذا السلاح؟
نأمل أن لا يحصل؟
ولكن في حال حصوله هل سيبادل حزب الله الرياض التحية بأكبر منها؟
الجواب بكلِّ تأكيد…
لأن الغباء السعودي يكون قد دفعَ بابن سلمان للعب كل أوراقه صولد،مع لبنان المقاومة، الذي يعتبر الساحة العربية الفريدة المفتوحة نارياََ على إسرائيل، والتي اختَل ميزان النفوذ فيها بين الرياض وطهران،وتفَوَّقَ حزب الله على حلفاء المملكة داخلها.
السيد نصرالله يقف اليوم مراقباََ نهاية اللعبة السعودية على أرضه، وهو الذي يجيدالدفاع والهجوم وتوجيه الضربات الإستباقية للأعداء، كما يجيد الحوار والتسامح وتدوير الزوايا في مواضع أُخرىَ.
وما جاء في خطابه بالأمس، من تقديم أدِلَّة منطقية على الِافتعال السعودي للأزمة مع لبنان، كانَ ساحة نقاش واسعة بين المتابعين والمثقفين والكُتَّاب، فأدلى كُلٌّ بدلوهِ في هذا الأمرالذي لاقىَ ترحيباََواسعاََ من،فئات مجتمعية مثقفة ومطَّلِعَة.
بعد ورقةخلدة الفاشلة، وورقة الطيونة التي قطعت أرجُل فاعليها، وسحب السفراء، ماذا بقيَ لدى السعودية من اوراق لتلعبها على الساحة اللبنانية؟ ورقة واحدة نتمنى أن لا تكون آخر الوصل بيننا وبينهم.
إسرائيل بدورها خائفة ومرعوبة، وهيَ غير مستعدةلشن حرب على حزب الله، اقله في الوقت القريب.
والّذين اعتمدت عليهم، في لبنان، يرتعدون خوفاََ، من انفلات الأمور وغضب سيد المقاومة.
وحتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، ويخسر الأميركي كل شيء في لبنان، قَرَّرالتراجع قليلاََ إلى الخلف، عن قراره بإشعال الشارع ونشر الفوضى، كما أنّ
هناك خوفاً فرنسياً، على مصالح فرنسا في لبنان غير مَخفي، إذْ تتناقش باريس مع واشنطن حوله، وتتبادلان الأفكار والأدوار.
هل علينا،كلبنانيين،أن نُرشد ابن سلمان إلى حلول، أو نفتح له نافذة خلفية ليخرج منها، بعيداََ عن أزمة افتعلها بنفسه، وهوَ العارف بخبايا الأمور في لبنان وخفاياها، وهوَ العارف بقدرة المقاومة وعنادها؟!!
الحمدلله، أن عامل الجغرافيا يحول بيننا وبينه.
[ واقع الأمر في لبنان يشهد أن إسرائيل مرتعدة من المقاومة وقوتها.
والإرهاب المدعوم سعودياََ وأميركياََ وإسرائيلياََ، كُسِرَت شوكته منذ زمن، ودَفْعُ الأموال للزبانية والغلمان لم يعُد ينفع مملكة المنشار بشيء.
إذاََ، لماذا لا يُسَلِّمون بهذا الواقع، ويجلسون على طاولة الحوار مع اللبنانيين نداََ بنَد، ويبدأون رحلة اتفاقٍ جديد يحفظ كرامة البلدين الشقيقين، من دون استعلاء وتكبُر من أي طرفٍ كان؟!
التقديرات الأوّلية تقول: إنه في حال أقدمت الرياض على ترحيل اللبنانيين منها، ستخسر لبنان إلى الأبد، ولن يبقى لها أيُّ موطئ قدَم فيه،هذا ليسَ جنوناََ، ولا حكياً من فوق السطوح، لأن خطوة قطع الأرزاق لمواطنين لا ذنب لهم، ولم يرتكبوا أي جريمة في بلاد الحرمين،ويحترمون القوانين السعودية ويطلبون الأمان، سيخلق نقمةً شعبية واسعه ضد المملكة، وليس ضد حزب الله، وسيدفع اللبنانيين للقيام بردفعل ضد المصالح السعودية بكل تأكيد، ولن يبقىَ،في لبنان، مَنْ يَجرُؤ على أن يرفع صوته تمجيداََ للسعودية،أو تحدياََ لحزب الله.
إنَّ مَن يراهن على هدوء المقاومة وسيدها، وعلى صبرهم، يجب يتذكر أيضاََ شِدَّة بأسهم، وحزمهم.
الجامعة العربية،المسيطر عليها سعودياً، طَرف في الأزمة المفتعله سعودياََ مع لبنان، وهي شريك في الضغط على اللبنانيين، وليست وسيطاََ نزيهاََ، إنما هي صندوق بريد ملكي سعودي، وهذا مخالفٌ لطبيعة دورها الذي يجب أن يكون راعياََ، لكل دُوَلها، وأن لا يصب في خانة الانحياز السلبي الذي يهدف إلى تفجير لبنان وتغيير المعادلات.
إنّ الجنون السعودي سببه خسارة السعوديين في مأرب، وهو الأمر الذي دفعهم للتفكير بتفجير ساحة عربية أخرىَ، للتعويض عن هذه الهزيمة، واستخدامها كورقة للتفاوض والمقايضة عليها!
و وقع اختيار السعوديين على لبنان،فكانَ خياراََ سعودياََ خاطئاََ، بسبب قوة حزب الله المهولَة والرادعة.
إنَّ استمرار السعودية في رؤية، أنّ تحقيق طموحاتها يتِمُّ وفقاً لوُجهَة نظر وليد جنبلاط وسمير جعجع وفارس سعيد وسعد الحريري، يُعتَبَر قِصَرَنَظَرٍ سياسيّ، لأنّ لبنان الحقيقي الذي يتكلم اليوم هوَ القوة الحقيقية صاحبة الحق والتاريخ، والشهداء الذين دحروا العدوّ الصهيوني والإرهاب، ومعهم الجيش اللبناني البطل، وليسَ روّاد الكباريهات والملاهي الليلية.
من هنا،فإنّ على المسؤولين السعوديين استبدال نظاراتهم، بأُخرى أكثر توضيحاََ للرؤية في لبنان، حتّى لا يستمرّ تعثُرهم والوقوع أرضاََ، لأنّ أحذية المقاومين ستدوسهم وتسحقهم، بلا شفقة او رحمة.
*12/11/2021*