بين تصريحات قرداحي واستقالته ــ سيادة وطن
إب نيوز ١٤ نوفمبر
دينا الرمــــيمة .
لم تكن تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي مسيئة للنظام السعودي إلى الحد الذي اثار غضبهم و جعلهم يشنون تلك الهجمه الشرسة والعدائية جدا عليه وعلى الجمهورية اللبنانية بكلها، مع ان قرادحي أوضح ان تصريحاته تلك والتي وصف فيها الحرب على اليمن بالعبثية انها لم تكن إلا نصيحة محب بعد ان رأى أن سبع سنوات من الحرب لم تحقق فيها السعودية اي انتصار وأن كل ماجنته هو زيادة رصيدها في القتل والتدمير وخسارة طالتها اقتصاديا وسياسيا !
لكن السعودية التي ومنذ إعلان عاصفة عدوانها على اليمن وإلى جانب مااستجلبته من اسلحة وقوات عسكرية هي ايضا عمدت على شراء المواقف والولاءات والأعلام والمنظمات الحقوقية والإنسانية بمايضمن لهامسبقا عدم إدانة ماستقوم به من جرائم حرب بحق الشعب اليمني وعليه سارت تحت قاعدة من ليس معنا فهو ضدنا وفعلا كان لها ذلك فالجميع كان يتغاضى عن كل ذلك الأجرام والحصار والإنتهاكات والتدمير للبشر والحجر باليمن ،
وكما ظنت السعودية ان كل تلك القوة التي دخلت بها اليمن ستمنحها النصر هي ايضا ظنت ان شرائها للمواقف والإعلام وكثير ماعولت على مالها ونفطها بأنهما سيمنحاها نصرا مؤزرا وجرائم تدفن تحت الثرى دون حساب !!
بيد ان بعض ظنونها كانت أثمة سيما ومع تحرك الإعلام اليمني الذي كشف للعالم حقيقة جرائم عدوانها وحقيقة سير المعارك والهزائم التي لحقتها واظهرت صورة للعالم عن اليمنيين الذين كسروا هيبتها وسطروا اروع البطولات ببأسهم و بصمودهم الذي اذهل العالم،
من هنا بدأت الامور تخرج عن سيطرة النظام السعودي وبدات تتعالى الأصوات المنادية بايقاف الحرب على اليمن وتغيرت الكثير من المواقف بل وخرج من يصف هذه الحرب ليس بالعبثة فقط إنما بالإجرامية والعدوانية والخبيثة والكثير من المسميات التي لم تغضب السعودية بل مضت بعدوانها غير مكترثة ولامبالية!!
وهذا مايؤكد ان تصريحات قرداحي لم تكن هي السبب لكل تلك الزوبعة التي شنت على لبنان والتهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها وخرج السبب الرئيسي لذلك في تصريحات وزير الخارجية السعودي الذي اوضح ان سبب الغضب السعودي على لبنان لم يكن الا لأن حزب الله المدعوم من إيران مسيطر على الكلمة والقرار اللبناني!!
في محاولة منهم لتفكيك الحكومة اللبنانية التي مالبثت أن رأت النور بعد غياب مايقارب الثلاثة عشر شهرا في ظل ازمة عاشتها لبنان اقتصاديا وسياسيا لا احد يشكك ان السعودية كانت من المتسببين فيها في محاولة لجر لبنان لحرب اهلية تخدم فقط الكيان الاسرائيلي!
ومع فشلها في مخططها السابق ورؤية لبنان تسير نحو الاستقرار والتعافي
هاهي اليوم تعود لإستهدافه وانتهاك سيادته متخذة من قرداحي شماعة لشن حربها على حزب الله الذي رد مسؤولون فيه على وزير خارجيتها بانه لو ان حزب الله مهيمن على لبنان، لكان رأى لبنان آخر، ولما كان لكل الطغاة في لبنان والمنطقة والعالم، اي كلمة هنا في لبنان، ولو كانت كلمة الفصل في لبنان لنا، ليس فقط لا نقبل ان يتعدى احد على كرامتنا، وانما الذي ينظر لنا بعين، سوف نقلع له عينتاه، ولكن ليس نحن من يأخذ القرار في البلد!!
وكأن التأريخ يعيد نفسه فبنفس الاسباب والذرائع التي شنت السعودية حربها على اليمن (محاربة انصار الله اتباع ايران) هاهي اليوم تتخذ منها ذريعة لتدمير لبنان بما يؤكد ان النظام السعودي ليس إلا أداة خبيثة بيد الكيان الصهيوني وامريكا يحركانها في وجه كل من يعارض سياستهما في الأرض العربية او يعلن تضامنه مع فلسطين!!
وهنا على لبنان ان يفهم حقيقة مايحاك ضده وان لايسمح للنظام السعودي بفرض الاملاءات والشروط عليه التي بدايتها استقالة قرداحي واعتذار الحكومة اللبنانية للسعودية وهي بمثابة فتح ثغرة للنظام السعودي ويجعلها فيما بعد دولة مرتهنة لارباب السعودية
ويجب ان يكون الرد اللبناني على هذه العنجهية (الذي ينظر لنا بعين، سوف نقلع له عينتاه الاثنتين)