أبابيلُ غَزَّة المُقَاوِمَة هَدَمَت عامود السحاب الصهيوني
إب نيوز ١٤ نوفمبر
*إسماعيل النجار
هيَ أيامٌ ثمانية كانت كافية ليفهم العدو الصهيوني حدود مقامِه ومقالهِ في غَزَّة،
وكانت تَكلِفَة وثمن إغتيال القائد العسكري الكبير أحمد الجعبري باهظاََ جداََ على الصهاينة سياسياََ ومعنوياََ، حيث قالت المقاومة كلمتها، زمنُ الهزائم قد وَلَّىَ وجاء زمن الإنتصارات،
والزَمَن الذي كانت إسرائيل تقتلنا فيه وتنجو بفعلتها أصبَحَ من الماضي،
إن كل دَمٍَ فلسطيني أهرقته آلة الحرب الصهيونية بقصد وفعل فاعل وأوامر صريحة وتخطيط مسبق أزهرَ وأثمرَ إنتصاراََ على كيانها الغاصب،
[قال الله تعالى في مُحكَم كتابه العزيز:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ).
[من هنا إنطلقَ رجال الله في غزة في عملية الرَد على جريمة الصهاينة بإغتيال القائد العسكري الكبير في كتائب القسَّام،
كان للإسم الذي أطلقته على عمليتها العسكرية (حجارة سجيل) رمزية للصواريخ الفلسطينية التي ستدُك معاقل ومستوطنات العدو الصهيوني ومواقعه العسكرية.
**الأهداف الإسرائيلية من عملية الإغتيال كانت إعادة الإعتبار لجيشها بعد الهزيمة النكراء التي مُنِيَ بها عام ٢٠٠٨ خلال ما أسمتهُ عملية (بُقعَة الزيت اللاهب) او (الرصاص المسبوك).
وكان للعملية أيضاََ أهداف أخرىَ منها الضغط على الفلسطينيين للقبول بهدنه طويلة الأمد بشروط تل أبيب،
وأيضاََ تدمير البُنية العسكرية الأساسية للمقاومة وتحديداََ قواعد الصواريخ، ومرابض المدفعية، وغُرَف العمليات الألكترونية والقيادة والسيطرة.
الفلسطينيون ردوا عليها بعملية عسكرية أسموها (الفرقان).
الصهاينة خططوا للعملية لتكون خاطفة وسريعه يتم من خلالها إستعادة قوة الردع التي تآكلت منذ تحرير قطاع غزة نتيجة صمود المقاومة وتصعيد ضرباتها والرد على كل إعتداء إسرائيلي بلغة العين بالعين، وهذا ما لم تكُن تتوقعه إسرائيل بتاتاََ وخصوصاََ أن القطاع محاصراََ عربياََ وصهيونياََ براََ وبحراََ وجواََ وممنوع على المقاومة إفتتاح مطار لتسهيل عمليات السفر والتنقل خارجهِ ولتبقى رقبة الفلسطينيين المليونين داخله تحت سكين إسرائيل والنظام المصري المحكوم بإتفاقيات معهم.
**العمليات العسكرية*
[في اللحظات الاولى من اليوم الاول لعملية الإغتيال ١٤ تشرين ثاني من العام ٢٠١٢ بدأت المقاومة الفلسطينية في غزة الرد على الغدر الصهيوني بإستهداف المستوطنات والمواقع العسكرية القريبة من غلاف غزة،
إستغلت تل أبيب الأمر لِجَر القطاع الى حرب واسعه بهدف تحقيق اهدافها واطلقت على عمليتها (عامود السحاب)،
لكن الصدمة كانت عندما واجهت عملية عسكرية فلسطينية شَرِسَة أطلقوا عليها إسم (حجارة سجيل) حيث وَسَّعَت المقاومة دائرة القصف وكَثَّفَت قوة النار بوحه العدو ونَوَّعَتها لتصل مجموع الصواريخ والقذائف التي أطلقتها خلال إسبوع ما يزيد عن الألفي صاروخ وقذيفة أصابت أهدافها بدقَة وأصابت المستوطنين وجيش العدو بالذهول وللشلل.
[إذاََ هنا نستطيع التأكيد أن الهدف الصهيوني الأساسي الذي سَعَت تل ابيب إلى تحقيقه هو إستعادة هيبة الجيش المهزوم على تخوم غزة وقوة الردع اللذآن فَشِلآ فشلاََ ذريعاََ،
وكانَ حصاد العملية صهيونياََ خيبة أمل جديدة وتكريس لواقع الهزيمة والعجز والإنكسار لدى جيشهم أمام عزيمة وقوة وصمود وإصرار المقاومة في قطاع غزة. الأمر الذي أضعف الاوراق التفاوضية الصهيونية في الجانب السياسي وخصوصاََ أن حجم القصف الإسرائيلي المبالغ فيه وحجم الدمار والاضرار وعدد الشهداء والجرحى من المدنيين الذي خَلَّفته عمليتهم القذِرَة كان مهولاََ ومبالغاََ فيه من حيث إستخدام القوة العسكرية مقارنةََ بقوة المقاومة الفلسطينية المحدودة داخل القطاع.
الامر إنعكس على الصعيد الدولي بشكلٍ سيء إعلامياََ وسياسياََ ضد الكيان الصهيوني المجرم،
**على الجانب الفلسطيني كانت غرفة العمليات العسكرية تدير المعركة بحنكة وذكاء وكان الهدوء القيادي الفلسطيني بإدارة المعركة يعكس تفوق العقل الفلسطيني والإرادة والشجاعة الفلسطينية،
بينما ثبتَ أن الإفراط بإستخدام القوة العسكرية الصهيونية دَلَّ في إشارة واضحة على الفشل الذي دفعهم الى تكثيف قوة النار لتحقيق ولو هدف واحد من بين الاهداف التي كانوا يصبون اليها.
[في خِضَم المعركة شَكَّلَ الرد الفلسطيني الثلاثي على ألإعتداء الصهيوني صدمة لدىَ دوائر القرار الإسرائيلية،
لأنها لم تكُن تتوقع من المقاومة رد عسكري سريع ومُنَسق، ومدروس وعملي، وتنسيق عمليات رفيع المستوَىَ بهذا الحجم،
ثانياََ : هجوم إعلامي كبير من المقاومة على العملية العسكرية الصهيونية وآلتها العسكرية التي تفتك بالمدنيين والتي غَطَّت على الإعلام الصهيوني رغم حجب مواقع حركة حماس على منصات التواصل الإجتماعي في كل أنحاء العالم.
والمفاجئة الفلسطينية الثالثة :
تمثلَت بهجوم سيبيري كبير على مراكز حيوية صهيونية منها حكومية وتجارية وعسكرية، شاركَ فيها وبتنسيقٍ عالٍ مع الوحدة الألكترونية الفلسطينية مقاومون من إيران ولبنان والعراق والكثير من دوَل العالم الحُر.
الفلسطينييون نجحوا في صد الهجوم الصهيوني، وأفشلوا أهدافه العسكرية والسياسية،
وأظهروا وجه الكيان الغاصب الحقيقي أمام جميع دوَل العالم بشكلٍ واضح وجَلي،
واستطاعت المقاومة من الحفاظ على قواعدها الصاروخية سالمة وحَيَّدَت مراكز قياداتها عن خطر الإصابه والتدمير، من خلال استهدافها كافة المواقع العسكرية الصهيونية المؤثرة على الأهداف الفلسطينية،
وارباك سلاح الجو وإبعاده عن السماء الفلسطينية.
[كرَّست المقاومة معادلة الردع حسب قانونها هيَ، وحددت ان غزة أول ارض فلسطينية يتم تحريرها بقوة المقاومة، وأن الزحف نحو القدس قريب جداََ بإذن الله.
عاشت المقاومة،
عاشت فلسطين،
*14*11*2021