سيد الوجود وقفت ببابك الكريم
إب نيوز ٢٤ نوفمبر
سيد الوجود وقفت ببابك الكريم
سيدي انا عبد ضعيف من لي غيرك.
هشام عبد القادر
الوجود وكل موجود لا يعلم ما في خفاء الوجود إلا رب الوجود ومن كان له باب هم سر الوجود طرقت الأبواب في السموات والأرض بأنة القلب الذي هو الوجود الخفي ونادت النفس بخفايا التفكير ونطقت اللسان عما في الحواس فكان القلب الاسير لا حول له ولا قوة وكان العقل الضعيف لا خوارق له وكانت الروح السقيمة لا مشيئة لها وكانت النفس الحائرة المضطربة لا يد لها ولا حيلة فحبست كل الجوانح وصار الجسم والروح كالطائر المذبوح هامت النفس وانقبض القلب واستسلم العقل وراحت الروح برياحها تقصد ريحانها مسبلة في الخضوع كإنها اجفان العيون تطرق اصل العقل والقلب والروح والنفس عندك يا من انت اولى بنا من انفسنا ..فوضت كل حالها وأحوالها إليك بالتدبير والتيسير لتسلك بها سبيل النجاح والفوز والصلاح وحسن الخاتمة والبقاء والسكن جوارك لتكون في سكينة امنة بباب دارك السلام ..لتسلم من كل شر وتدخل في كل خير وتقضي حوائجها فهي كالسائل الذي يهوى قلبه بقضاء حاجته ليشبع جوعه ويأمن خوفه ويمتلك الزاد والمأوى والسكينة ويمتلك الحاجة المقصودة فأي شئ نحن في ساعات فانية وأيام تمضي ونحن موعودين بالفناء فنحن بحاجة الفناء الذي يكون بعده حياة ابدية ..وعودة تعود صنعنا اجود من ما خلقتنا اول مرة فالجودة في الصنع بعد تمحيصنا بدار البلاء قد انهكت واستهلكت حواسنا واجسادنا بغير الطاعة فكيف لنا ان نطلب ان نكون مثلما كنا بل نطلب ان نكون اجود من ما كنا حتى تسكنا في جوار خير كائن او يكون ..انا لا شئ في الأشياء وان كنت شئ فانا لا املك الشئ والمشيئة التي تحدق المسير والمصير لإن المسير والمصير لا محدود ولا معدود ولا عين تراه في الظاهر او الباطن إلا بخيال العقل. الضعيف تحت جدران العظام. والقلب الاسير بين اقفاص الضلوع .ولكن جوهر الكينونة والغاية والمقصود هو التفويض بالأمر إليك والتوكل والتوكيل بالتصرف إليك. نوكل شدة الصعاب ويسرها فإن كانت ميسرة فهي منك وان اشتدت فهي من انفسنا لتبلاء إما تطهيرا لنا وإما جزاء اعمالنا ..وفي كل احوال الشدة والرخاء نطلب العون منك ونطلب غاية الرضا ترضى عنا بصفح جميل وتجعل زادنا منك لا ينقطع كيف تترك من هو ببابك واقف يمد يده بالسؤال وانت اكرم الأكرمين ووقوفنا ليس وقوف السائل المحتال ولا السائل الصحيح بل وقفة السائل العزيز متلثم بلثام الحياء يطرق الباب ليقراء السلام والتحية والأكرام يمد يده بالسلام والتحية لا بالمسكنة التي تفصح عن ذل السائل المتوكل على الغير وهو القادر بل عزة المؤمن تقول يا خير مقصود بحال المتكلم من خلف الجسد المبتلى بألفاظ توحي التوسل لا وسيلة لها غير بابكم عن علم وإحاطة إن مكنون السر لديكم واخبار البلاد والعباد لديكم حتى جوهر الروح والنفس بعينكم ..لقد اشتد المصاب حتى قلنا انا لله وانا اليه راجعون الرجعة إليكم عن حق وعلم وحقيقة ودراية وبوعي فلا تردونا إلا بالصلاة والسلام التي تزكينا وتطهرنا وتبارك فينا وتغشانا بالرحمة الواسعة ..وعلمكم فوق كل علم وعلمنا ليس له علم إلا ما علمتنا ايدينا بالحاجة إليكم في كل وقت وحين اه لا نشمت بالسائلين في الدنيا لدار المعاش فبهي تعليم لنا كيف نتوجه لرب الوجود وكل موجود. فكلنا سائلين وكلنا مسؤلين. واضعف مسؤول يسئل. عن السمع والبصر والفؤاد.
واعظم سائل من تحوطت عليه الخطايا والذنوب حتى تاهت الخواطر والضنون ولو لا تحذيرك من اليأس ليأسنا من شدة البلاء وطول العناء ..
فيا من هو قريب لا تبعدنا عنك الخطايا والذنوب ..لي حاجة لديك هي العجل العجل العجل عجل لنا ما وعدت على لسان رسلك ووعدت ملائكتك وقلت إني اعلم ما لا تعلمون. وخلقت الوجود لأجل تحقيق وعدك وتشرق الأرض بنور ربها لا تحديد فقط ان تشرق ارضك وانت نور السموات والأرض ولكن الأرض المفعمة بالبلاء فقد استعرضت الخلائق كلها جيل بعد جيل بإنها الخلافة والملك. وبقي عبادك الصالحين هم الوارثين.
فأجعلنا من الوارثين.
يرونه بعيدا ونراه قريبا
والحمد لله رب العالمين