طيري يا طيارة !

إب نيوز ١٠ نوفمبر

عبدالملك سام

لا حديث اليوم يفوق ما يتناقله الناس عن أخبار الطائرات وإسقاط الطائرات وصولا إلى تصنيع الطائرات ! بل أن الأمر وصل إلى أن يضطر المتحدث بإسم القوات المسلحة اليمنية إلى أن يعقد مؤتمرا للحديث عن الموضوع حتى تهدأ معارك “السوشيال ميديا” .. فماذا يجري ؟!

هناك فضيحة أقترفها العدوان عندما قام بضرب مرتزقته مجددا ، والفارق هذه المرة أن الحادثة تم تصويرها ونشرها ، والأقسى أن من شهدوا هذه الواقعة من المرتزقة لم يكونوا على إستعداد ليصدقوا ما يجري أمامهم ، ولغبائهم المفرط كانوا يقسمون بأشد الأيمان بأن الطائرات “حوثية” ! وهو فعلا درس مر لكل من أرتضى أن يقاتل في صف العدوان الذي يسترخص دماء اليمنيين حتى لو كانوا خونة يقاتلون في صفه !

ولأن الجريمة واضحة ، والخطأ فادح ، فقد أنبرى – كالعادة – مرتزقة الإعلام لتبرير ما حدث بنشر إدعاءات وأكاذيب حول الموضوع للتغطية على حماقة سادتهم المجرمين ، وهو ما تلقفه البعض منا بسرور لينطلقوا في نشر الأمر دون تحري أو حذر ، وهم بهذا ساهموا في تبرءة المجرم وإخراجه من دائرة الإتهام واللوم ، فخبر كهذا كان كفيل بأن يؤدي لإنسحاب الكثيرين من المغرر بهم من صفوف العدوان !!

كلنا نعلم أن العدو يسيطر على الأجواء منذ بداية العدوان ، فهو يمتلك أحدث الأسلحة الأمريكية والطائرات الحديثة والأقمار الصناعية ، ومنذ بداية العدوان – وقبله حتى – حرص الأعداء على التخلص من الطائرات الحربية ووسائل الدفاع الجوي التي كان يمتلكها اليمن ، وكلنا نعرف ذلك ! بل أنهم أستهدفوا الطيارين والضباط قبل أن يشنوا عدوانهم بأعوام ، وبالطبع قيادتنا لم تقف مكتوفة الأيدي وأطلقت مشاريع عدة لتحييد الطائرات المعتدية قدر الإمكان ، وأستطعنا بفضل الله أن نقطع شوطا لابأس به في هذا المجال ، ولكن الطريق مايزال طويلا لنحقق التحييد الكامل لقوات العدو الجوية ، وربما أن السبيل المتوفر حاليا هو قصف المطارات ، وهذا ما يحصل فعلا .

المساهمة في نشر هذه الإشاعات قبل التأكد منها قد أدى لنتيجتين لصالح الأعداء طبعا ، أولهما هو تبرير ما أقترفه العدوان بحق مرتزقته كما قلنا ، والثاني هو التقليل من أهمية الإنتصارات التي يحققها جيشنا الباسل في جميع الجبهات عندما يفرح الناس بخبر كاذب ويتضح فيما بعد عدم صحته ! ولنتأكد من ذلك دعونا نتسائل : لماذا تنتشر أخبار كاذبة عن إسقاط الطائرات الحربية عقب كل تقدم أو إنتصار يحققه جيشنا في جبهة ما ؟!

الحل كما قلنا منذ البداية أن نلتزم بعدم نشر أي أخبار أو مقاطع إلا تلك التي تصدر من جهات رسمية أو مصادر موثوقة تابعة للإعلام الرسمي ، ففي هذه الوسائل ما يثلج الصدور ويزيد ، ولا داعي لما يفعله البعض من محاولات لتحقيق سبق صحفي أو شخصي قد يؤدي لنتائج عكسية . نحن ننتصر لأن الله معنا ، وبسواعد رجال اليمن الأبرار سيتحقق النصر لا محالة ، وبعدها سنستطيع أن نحقق كل ما نتمناه ونصنع المجد بأيدينا إن شاء الله ، فلا تتعجلوا .

 

You might also like