يا ليتني أم الشهيد!
إب نيوز ١١ ديسمبر
كتبت : وفاء الكبسي .
لا تستغربوا من عنوان المقال فهذه العبارة ليست تعبير إنشائي لعنوان مقال لشد الانتباه، أو مجرد كلمات عابرة، بل هي أمنية حقيقية قالتها بحرقة وحزن وآسى إحدى أمهات الأسرى وهو تواسي أم شهيد في استشهاد ولدها .
ما إن سمعنا عبارتها “يا ليتني أم شهيد” حتى التفتنا جميعاً نحوها، وهي تتنهد الآهات وتتابع كلماتها قائلة: “يا ريت أعرف مصيره، واضم جثمانه وازور قبره ويطمئن قلبي بعيداً عن الكوابيس التي أعيشها وأنا اتخيل السجان في سجون العدوان كيف يعذب ابني بوحشية ويمتهن كرامته، فمن يوم أُسر ولدي لدى مرتزقة العدوان وأنا لا أنام الليل غير ساعتين، ثم افزع من نومي استغيث الله وادعوه أن يخفف عنه سجنه وعذابه، وأن يربط على قلبي، أما أنتِ يا أم الشهيد فلا تحزني بل افرحي واستبشري فولدك عند ضيافة الرحمن مع الشهداء والأنبياء حيث لاخوف عليه ولايحزنون”.
هذه الكلمات أدمت قلوبنا وادمعت أعيننا ، لأنها خرجت من قلب مكلوم على ولدها، الذي يظهر عمق جرحها بعمق تجاعيد وجهها وعلامات الحزن البادي كحزن نبي الله يعقوي على ابنه يوسف- عليه السلام- ، فكل يوم تنتظر عودة أسيرها بلوعة وحزن وألم ، لأنها تعلم بوحشية السجان الخبيث الذي امتسخت آدميته وتشيطنت، فكلما سمعت قصة تعذيب أسير يُدّمى قلبها ويحزن فؤادها وتكاد عيناها تبيض من الكمد والحزن والآسى، ولا تجد غير المناجات والدعاء لله لها متنفساً .
هذه رسالة لكِ يا أم شهيد بأن لاتحزن ولاتآسى فقلبك مطمئن على ولدك أما عن الفراق فماهي إلا أيام وسنوات قليلة ويأتي اليوم الذي يفرح قلبك ويمسك ابنك بيدك وتدخلان الجنة بفرح وسرور فاطمئني واستبشري ، وتبقى رسالتنا لكِ يا أم أسير: بأن لاتحزني ولاتآسي فولدكِ مجاهد بطل بحجم هذا الوطن، وكل سنين أسره في قبضة السجان ستكون- بإذن الله -برداً وسلاماً، وسيأتي اليوم الذي تقر به عينكِ بعودتهِ وهو رافعاً رأسه شامخاً عزيزاً ، وكل عملية تحرير لكل شبر في هذا الوطن هي تحمل صبر وجهاد ولدكِ على السجان، واعلمي أننا لم ننساه وكلنا يحمل همه ويعمل جهده لتحريره خاصة رفقائه المجاهدين في الجبهات من يواجهون هذا العدوان ويقدمون التضحيات الجسيمة لتحريره هو وكل أسرانا الأبطال ،واعلمي أيضاً بأنكِ عندما تحتسبي وتصبري فأنتِ بمنزلة أم الشهيد، لكِ نفس أجرها وثوابها وعند الله يكون الجزاء الأوفى، وكم أنتِ عظيمة أنتِ وأم الشهيد منكنّ نستمد الصبر والعنفوان، و لابنائكنّ ننحني إجلالا واعظاماً وإكباراً لتضحياتهم وصبرهم ومعاناتهم وجهادهم، وتذكري يا أم الأسير بأن السجن خير من حياة المذلة والمهانة فاصبري وصابري فابنكِ في عرين الأسود رابض وبين الجبال شامخ ، وماهي الإ أيام وسنوات تقضيها في هذه الدنيا بصبر وجهاد ثم يكون الجزاء الأكبر واللقاء في الجنة فلا تجزعي ولاتحزني فابنكِ نال مرتبة الأنبياء الشرفاء الذي حال لسانهم يقول” ربي السجن أحب إلي” فصبراً أمهات الأسرى فموعدكنّ وابنائكن الجنة بإذن الله.