الشهداء العظماء .. الثمار والبركات !!
بقلم / زيد الشُريف
أرواحُهم تطوف من حولنا باستمرار، وبركات تضحياتهم تمر بنا على الدوام، لهم في كل موقف إيجابي مشاركة، وفي كل عمل عظيم مساهمة، وفي كل إنجاز مهم مبادرة ، أما الانتصارات والمتغيرات فَهُمْ من صنعوها بجهادهم ودمائهم وعطائهم الذي بلغ مستوى بذل الروح لمن بيده ملكوت كل شيء ، إنهم الشهداء العظماء الذين صدقوا مع الله تعالى وتحركوا في سبيله بجد واجتهاد وصدق وإخلاص فكان لهم فضيلة السبق في التصديق العملي بما أمر الله به وبما وجه إليه وفضيلة الانطلاقة الجهادية في سبيل الله فكانوا أهلاً للتأييد الرباني والمعية الإلهية في ميادين الصراع وأهمها ميدان المعركة العسكرية في مواجهة الطواغيت المستكبرين المفسدين في الأرض فتحققت بفضل الله تعالى الكثير من الانتصارات على أيديهم ونصروا الله فنصرهم من منطلق قرآني مستوحى من قوله تعالى { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} وصدقوا ما عاهدوا الله عليه فاتخذهم شهداء، كما وعد سبحانه بقوله {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} وهذا وسام شرف إلهي يستحقه الشهداء العظماء لصدق إيمانهم وعظمة مواقفهم.
في الذكرى السنوية للشهيد نستطيع القول إن كل يوم من الأيام على مدار العام هو ذكرى لشهيد من الشهداء العظماء وإن كل ذكرى من ذكرياتهم الإيمانية هي تحمل في طياتها مواصفات راقية ومواقف عظيمة ودروساً وعبراً مهمة يمكن الاستفادة منها والتأسي بها والإشادة بعنفوانها والاعتزاز بمضامينها ، لِمَ لا وكل شهيد من الشهداء سطر أروع المواقف الجهادية في ميادين العزة والكرامة من منطلق إيماني قائم على الصدق مع الله تعالى بأعمال بطولية قوية في مواجهة الباطل صنعتها مواصفات إيمانية عملية وسلوكية تجسدت في الواقع قولاً وعملاً فصنعت المتغيرات والإنجازات والانتصارات في ميادين الصراع في مواجهة الطواغيت والمستكبرين، إن لكل شهيد من الشهداء العظماء مشواراً على صراط الله المستقيم بدأه بالجهاد وختمه بالتضحية والعطاء والشهادة في سبيله تعالى، وبين البداية واللانهاية ألف حكاية وحكاية لمواقف إيمانية استثنائية وأعمال جهادية قرآنية.
الشهداء هم أكثر الناس صدقاً مع الله، ويشهد على ذلك قول الله تعالى {صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} والشهداء هم أكثر المؤمنين تضحية في سبيل الله ولهم مكانة عالية ورفيعة عند الله تعالى بلغت مستوى مقام الأنبياء والصديقين والصالحين إضافة إلى الحياة الخالدة التي لا موت فيها ولا فناء حين اتخذهم الله شهداء وفضَّلهم واصطفاهم ومنحهم من النعيم والرضوان ما يليق بعطائهم وتضحياتهم، ومن الواجب علينا كمجتمع مسلم قدم الشهداء وحصد الكثير من ثمار تضحياتهم الاعتراف بفضلهم وحقهم علينا وعدم التنكر والجحود لدمائهم وأرواحهم التي بذلوها في سبيل الله وفي سبيل عزتنا وكرامتنا وحريتنا واستقلالنا وتضحياتهم العظيمة والجسيمة والمباركة التي أثمرت في واقعنا الإيماني والجهادي والمادي والنفسي والمعنوي الكثير والكثير من الثمار التي لا يمكن الإحاطة بها حُجَّة علينا يوم نلقى الله ويوم نلقاهم في الموعد المحدد الذي وصفه الله تعالى في القرآن بقوله {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ}.
ولو نأتي إلى بركات الشهداء الأبرار وإنجازاتهم سنجدها كثيرة ومتعددة في مختلف المجالات ومن أهمها وأبرزها نصرة دين الله ونصرة المستضعفين ، والدفاع عن الأرض والعرض ، وتحرير مساحات جغرافية واسعة من شر الطواغيت المجرمين ، وتحرير الأسرى ، وردع الأعداء ، والتصدي للمشاريع الاستعمارية ، وإفشال مخططات الأعداء ، والانتقام للمظلومين ، وحماية المجتمع من شر التنظيمات الإرهابية الداعشية التكفيرية التي صنعتها المخابرات الأمريكية والصهيونية ، وصناعة الانتصارات والإنجازات في مختلف الجبهات ، وتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع ، وصناعة الحرية والاستقلال للوطن والشعب ، وصناعة المنظومات العسكرية الدفاعية والهجومية الحديثة والمتطورة ، وبفضل تضحياتهم سقطت الوصاية الأجنبية وتحرر القرار السياسي الداخلي ، وغير ذلك الكثير والكثير من بركات وإنجازات الشهداء الذين يستحي الإنسان ويخجل من عظمة وكرم بذلهم وعطائهم الذي ليس له حدود ، ولهذا نجد أن الشهداء العظماء ثروة مباركة وعظيمة يجب علينا الوفاء لهم والإحسان إلى ذويهم والمضي على نهجهم لكي نحظى بالمزيد من ثمار بركاتهم في الدنيا والآخرة.