كاتب و محلل لبناني : اليمن على عتبة الانتصار النهائي
تقترب لحظة إعلان الانتصار النهائي لشعب اليمن وقواه الوطنية التحررية بقيادة أنصار الله ومن الآن ينبغي التعامل مع واقع الإقليم والمنطقة تحت عنوان ما بعد انتصار اليمن والأصح ما بعد الهزيمة الأمريكية الصهيونية الرجعية وبالذات السعودية في اليمن.
وإذا كانت التداعيات ستطرح حشدا من الأسئلة والتوقعات حول تأثير وتداعيات هزيمة مجلجلة للضواري الاستعمارية الرجعية وانعكاسها على ميزان القوى في المنطقة وما تبشر به تفاعلات النصر اليمني المؤزر والتاريخي على الشرق العربي فإن هذه الخاتمة ستكون خيبة وفشلا مبرما واندحارا للحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي في المنطقة العربية هو الأول من نوعه منذ طرد الاحتلال الصهيوني من لبنان عام 2000 ثم انتصار المقاومة المؤزر في تموز وبين هذين النصرين العظيمين يقوم قوس التحولات الكبرى في الشرق.
ما نتوقعه في تداعيات ونتائج النصر اليمني الوشيك كبير ونوعي وهي ستطلق تفاعلات نتوقع شمولها سائر بلدان الإقليم بحيث لن تنحصر النتائج الملموسة سياسيا وعمليا في اليمن وشبه الجزيرة العربية التي تمثل دولة محورية في الإقليم وستخطى ملحمة انتصار اليمن وهزيمة النظام السعودي وملحقاته بإشعاعها وتأثيرها أي حد افتراضي متوهم في الحسابات الاستعمارية الرجعية فاليمن هي نموذج مشع للنهوض التحرري ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية وكما تحولت ملحمة طرد الاحتلال الصهيوني واقتلاعه من لبنان نموذجا ملهما لأحرار فلسطين والوطن العربي ستكون تجربة اليمن مدرسة لجميع المناضلين والأحرار في الوطن العربي.
إن المجازر التي ارتكبها النظام السعودي ضد اليمنيين لم ولن تمنع تقدم أبطال اليمن وزحفهم وانتصارهم بل هي تزيدهم تصميما وإصرارا على متابعة القتال حتى انجاز انتصار حاسم ونهائي على حلف العدوان وقد جسد أبطال اليمن صورة الروح المقاتلة بتحول الشهداء إلى قوة اندفاع وتحفز في تحقيق الانتصارات وتغيير المعادلات وخيضت المعارك بروح قتالية عالية ومدهشة أذهلت حلف العدوان ومراكز التخطيط والقيادة التي تشرف على عميات الميدان وباتت أسيرة صدمة وذهول وهذيان سياسي في حلقة انتصارات يمنية متلاحقة.
الحروب كما عرفت قديما هي صراع ارادات وعقول ومباراة في التخطيط والإدارة القتالية وكفاءة ادارة الموارد وقد بلغ بعض المفكرين الاستراتيجيين حد الاستنتاج أنها صراع يثبت التفوق الحضاري لمن يحقق النصر واليمنيون يثبتون أنهم الأكثر تفوقا في بيئتهم الإقليمية وسيبقى اليمن منارة مشعة بنموه وتقدمه وهو سيفاجئ العالم بتقدمه الحضاري في جميع المجالات اقتصاديا وتقنيا بعد النصر الحاسم وبأي حال إن قدرة اليمنيين على تمثل وهضم تقنيات صناعة الصواريخ تثبت لكل من لم يفهم أن اجيالا متقدمة في استيعاب التكنولوجيا تتمرس تبدع في توطينها واستعمالها هي واقعيا روح اليمن الجديد ولا حدود لقوتها الهادرة وأحلامها الخارقة للسقوف والمصاعب وهذا ما برهنت عليه معارك بطولية متلاحقة ضد قوات العدوان وسلسلة إنجازات كبرى تقارب المعجزات يشهد بها حصاد الميادين ولن يطول انتظارنا بعد النصر لنعيش مع أبطال اليمن ملحمة بناء وتقدم في جميع المجالات.
الكاتب و المحلل السياسي اللبناني
*غالب قنديل