ألم تعرفونا بعد..؟!

إب نيوز ٣ يناير

سعاد الشامي

مهلًا أيها المجرمون..
أوقفوا إلقاء القنابل على رؤوس المدنيين، أعطوا طائراتكم المشؤومة فترة استراحة على الأقل؛ لتكفّ عن مزاولة التدمير التي باتت هوايتكم المفضلة، خففوا من شهيتكم المتفتحة لإراقة الدماء البريئة وبعثرة الأشلاء المفتتة بفعل نوبات الهستيريا التي صارت ملازمة لكم حد الإدمان، فقد أثبتّم للعالم أجمع أنكم بلغتم مرتبة الهَوس الإجرامي، وتجاوزتم بشاعة المذابح الصهوينية و”الهولوكوست” النازية والبربرية المغولية في كل حروبهم ومجازرهم، وكل ذلك لم يُجدِكم نفعًا، أو يُحرز لكم نصرًا، أو يُحقق لكم حلمًا، بتركيع يمن الإباء والشموخ وموطن العزة والكرامة..!
رفقًا بأنفسكم التي أجهدها العناء بلا جدوى والقتل بلا طائل والهزائم بلا توقف..
توقفوا قليلًا وأعيدوا النظر إلينا لتعرفونا حقًا..
لقد رأيتم بأسنا كما حكاه الله عنا في كتابه الذي تقرؤونه ولكن لا تفقهون!
وقد شاء الله أن يظهر فينا هذا البأس مرة أخرى حين رأيتم تماسكنا وصمودنا أمام غاراتكم التي لا تتوقف ولا تنتهي، وشاهدتم اقتحاماتنا المستمرة لمواقعكم العسكرية تحت قصفكم الهستيري الذي يحاول عبثًا إنقاذ فئرانكم من بطش أسود الأنصار الباسلة وهي تتقدم بشجاعة لم يشهد لها التاريخ مثيلا..
وأنّى للتاريخ أن تعرف صفحاته جيشًا يتقدم حافي القدمين ليواجه أعظم ترسانة عسكرية تضم أرتالًا من المدرعات والدبابات فيصمد أمامها ويصد زحفها ثم يتقدم منها ساخرًا ليحرقها مستخدمًا “كرتونا وولاعة” متحديًا طائراتكم التي لا تكف عن التحليق عاجزةً عن إنقاذ الموقف أو تلافي الهزيمة!

ومن آياته أن رأيتمونا نستخدم السلالم لنصعد نحو مواقعكم المحصّنة، وحاميتها المدججة بكل أنواع الأسئلة تقف عاجزة عن المواجهة ومنتظرة مصيرها المأساوي برصاص مقاتلينا أولي البأس الشديد..
وهاهي اليوم إحدى بوارجكم الحربية تقع في قبضتنا وهي بكل عتادها الحربي المجهّز لضرب موانئنا وسواحلنا، بيد أن البحر يخبركم أن بارجتكم لقيت مصير سابقاتها، وأينما تكونوا يدرككم جنودنا البواسل.. فتعجزوا عن إنقاذها وتستجدوا العالم عبثًا أن يدرأ عنكم هذه الإهانة والخزي، ولكن لاتَ حين مناص!

ألم ترَوا فشلكم الذريع عن إيقاف مقاتل يمني يحمل أخاه الجريح على ظهره تحت وابل رصاص لا يتوقف، لكن ذلك لم يُثنِ صموده ولم يوهن عزيمته، وباءت محاولاتكم الدنيئة في النيل من جريح الحرب بالفشل الذريع والعار المهين..
إن عجزكم عن إحراز أي نصر تتلهون به، دفعكم لهذا السلوك الدنيء والتصرف المنحط، متجاوزين أخلاقيات الحروب ومعايير الرجولة..
ورغم صلفهكم هذا؛ لم تظفروا بما أردتم ولم تنالوا ما يشفي حقدكم، لتخبركم الصحراء التي رَوت هذا المشهد أنكم لن تحققوا شيئًا وأن ذلك عنكم ببعيد!

ومازال يتكرر لكم هذا المشهد في مختلف جبهات القتال، التي تشهد يوميًا بأس اليمانيين وشراسة مقاتليهم؛ لتلقنكم أعظم دروس الشجاعة والصمود، لعلكم يومًا تعقلون!
قد أسفر الصبح لذي عينين، وكل من يتابع سير المعارك منذ بدء الحرب، بات مدركًا أن بطولاتنا نستمدها من قوة إيماننا وثقتنا بخالقنا الذي أمرنا بقتال المعتدي علينا ووعدنا بالنصر عليه مادمنا ندافع عن أنفسنا وأرضنا، ونثأر لمظلوميتنا التي لا تخفى على كل ذي قلبٍ مُبصر وعقلٍ متدبّر..

كل هذا ولديكم من السلاح ما يكفي لتدمير كوكب بأكمله، ومن المال ما أمكنكم به شراء الصمت الأممي المخجل والضمير العالمي المنافق، وخلال سبعة أعوام مازلتم عاجزين أن تحققوا شيئًا مما توهمتم بتحقيقه وأمّلتم أنفسكم ببلوغه، غير الإجرام المتعمد بحق المواطنين العزّل والتدمير الممنهج لمساكنهم وممتلكاتهم..
أليس هذا كافيًا لتعرفونا؟!

لا تكلفوا أنفسكم عناء التفكير، مادمتم مدركين لخجل الإجابة!
ولنكفيكم مغبّة ما جلبتموه على أنفسكم بعدوانكم السافر بحق يمن الإيمان والحكمة؛ سنخبركم من نحن، عسى أن تكفوا عما أنتم فيه من صلف وعنجهية، وتعودوا إلى رشدكم وجادة صوابكم..

نحن الأشلاء المتناثرة، والجثث المتفحمة، والطفولة الموؤودة، والبراءة المذبوحة..
نحن أهل البيوت المدمَّرة، والمزارع المحرقة، والمباني المهدّمة، والمطارات المقفلة، والموانئ المحاصرة، و المنافذ المغلقة..
نحن دماء الأبرياء، ونواح الأمهات، ودموع الثكالى، وصراخ اليتامى، وأنين الجرحى، وعذاب الأسرى، ورغيف الجوعى، ودواء المرضى..
نحن صوت المظلومية في عهد النفاق، وأبناء الوطنية في عصر الارتزاق، ومصانع الرجولة في زمن أشباه الرجال..
نحن قرابين الشهادة والفداء، وثمار التضحية العطاء، وشرر النيران التي أوقدتموها بأيديكم فكانت وبالًا عليكم ودرسًا لن ينساه من بعدكم..
نحن لغة الضمير الإنساني المترسخة في قواميس الدفاع المقدس عن المستضعفين، التي لا ترقى عقولكم المتحجرة وثقافتكم البربرية لاستيعابها..
نحن صانعو المعجزات في لحظات البؤس، وحائكو أثواب العزة في زمن الرضوخ، والنصر القادم من معارج الغيب، والدروس العظيمة التي سيكتبها التاريخ للأجيال القادمة في كل أرجاء المعمورة..!

You might also like