الهجرة من الريف إلى المدينة ظاهرة تبحث عن حل ّ!
إب نيوز ١٠ يناير
محمد صالح حاتم.
من الظواهر السلبية التي انتشرت وتفشت في مجتمعنا اليمني ظاهرة الهجرة من الريف إلى المدينة، وهي ظاهرة خطيرة لها عواقبها الوخيمة واضرارها الكبيرة.
فهذه الظاهرة لها اسبابها والدواعي لتزايدها، منها انعدام الخدمات العامة في الريف، والسبب هو اهمال الريف وحرمان ابنائه من الخدمات العامة المتمثلة في المدارس والمراكز الصحية، والطرقات، والاسواق وغيرها اجبرت الناس لترك قراهم والتوجه نحو المدينة بحثا ًعن الخدمات، والبحث عن عمل ، كذلك غياب الوعي بخطورتها والذي تشارك فيه المؤسسات الحكومية.
وهو ماجعل منها ظاهرة خطيرة ولها نتائجها الكارثية ومنها الازدحام الشديد في لمدن الحضرية وارتفاع اجور المساكن وهذا ماتشهده هذه الايام المدن اليمنية من ارتفاع في الايجارات للمساكن خاصة ً مع موجه النزوح من مناطق الحرب والقتال، حيث اصبحت صنعاء وبقية المدن تكتض بالسكان والقرى خاوية على عروشها، ومن الكوارث هي تدهور في الاراضي الزراعية واهمالها بسبب ترك المزارعين قراهم والتوجه نحو المدينة،للعمل البيع فوق العربيات، وازدياد اعمالة الاطفال، والذي بدوره يتسبب في ارتفاع البطالة، وارتفاع تكاليف المعيشة، ونقص شديد في المنتجات الزراعية، وارتفاع فاتورة الاستيراد، وكذلك تلوث كبير للبيئة سواء في المدينة بسبب كثرة وسائل المواصلات، او في الريف بسبب تصحر الاراضي الزراعية، وانجراف التربة، وقلت الغطاء النباتي.
كل هذه الاثار والنتائج تحتاج إلى ايجاد حلول وتبني الدولة لخطة لتشجيع الهجرة العكسية من المدينة إلى الريف عن طريق رفع الوعي بخطورة ترك القرى واهمال الارض الزراعية، والعمل على توفير الخدمات العامة في الريف،( مدارس، مراكز صحية، طرقات) وتشجيع إقامة اسواق ريفية، واستثمارات في الارياف من مصانع ومعامل الصناعات الغذائية، وتوفير معاهد مهنية وتقنية في الارياف، وفروع للكليات التعليمية، ودعم المزارعين وتشجيعهم بالتوجة نحو الارض الزراعية وايجاد سياسة تسويقية لمنتجاتهم، وتزويدهم بالمرشدين الزراعين، وكذلك دعمهم بسلالات من الثروة الحيوانية، وتشجيع تربية الدواجن والنحل، وغيرها من اوجه الدعم، وفي ظل الاوضاع الحالية مع ازدياد النازحين يتوجب على الدولة العمل على نقل النازحين من المدن إلى اطراف المدن والقرى المجاوره لها، وتسكينهم في البيوت القديمة وعمل ترميمات لها، بهدف الحفاظ عليها، وتوفير مساكن مجانية للنازحين، وتوفير فرص عمل لهم في الارياف والعمل في الاراضي الزراعية.
كما يتوجب ايجاد استراتيجية وطنية لنقل المواطنين الساكنين في المدن الذين لايجدون عمل إلى محافظة الجوف الواسعة والغنية بالاراضي الزراعية الكبيرة،وكذلك مأرب، وتهامة وايجاد مساكن لهم وتوزيع اراضي زراعية ، وان يكون للهيئة العامة للزكاة دور كبير في ذلك،وبقية الجهات ذات العلاقة.