حريق شبوة سيُخمّد بصاروخ !!
إب نيوز ١٣ يناير
عبدالملك سام
ما يحدث اليوم في شبوة يعد إنعكاسا لما يحدث في مأرب ، والإمارات تكشف عن حقيقتها في دعم الجماعات الإرهابية هناك ، ولذلك نزلت بثقلها في معركة شبوة لعدة أسباب ، منها أنها خائفة أيضا مثل السعودية من خسارة ما تمثله مأرب من ثروات ومنطلق للجماعات الإرهابية ورمزية لنجاح أو فشل العدوان ومشروع الإحتلال .
صحيح أن تمركز حزب الإصلاح هناك جعل مأرب تابعة للإحتلال السعودي أكثر ، ولكن النظام الإماراتي كان يعول على تغيير هذا الأمر عندما تضعف قبضة آل سعود مع مرور الوقت ، وتركز دور الإمارات في السواحل والجزر وبعض المنشآت النفطية ، وحرص النظام الإماراتي على إظهار نفسه كصاحب دور فرعي فيما يحدث بعد أن تأكد أنه ورط النظام السعودي بشكل يدفع فيه الأخير معظم تبعات ونتائج المعارك .
التغيير الذي يتم ليس مفاجئا ، بل أنه يأتي ضمن مخطط إماراتي في محاولة لكسب المزيد من النقاط ، فقد أعتقد النظام الإماراتي أن الفرصة سانحة لإبتلاع غاز شبوة والإسئثار بالمكاسب في إنتظار أن يؤدي الصراع في مأرب لإنهاك كل الأطراف لينتهز النظام الإماراتي الفرصة لحظتها ويملي شروطه على الجميع ، كما أن أستقرار الأوضاع في شبوة في ظل حكم نظام صنعاء يهدد بلحاق باقي المناطق – خاصة المهرة – للتحالف مع صنعاء وطرد قوى الإحتلال من شرق وجنوب اليمن .
الطرف الأضعف هنا هي قوات العميل طارق ، ولكن إقحام قوات هذا المرتزق كانت ضرورية لتحل مكان قوات الإخوان التي تميل أكثر بالولاء للنظام السعودي ، وهذا الأمر سيصر النظام الإماراتي على إكماله مهما كانت الخسائر كبيرة في صفوف مرتزقته ، كما أن النظام الإماراتي متأكد من صعوبة أن يحتمل الجيش اليمني الإستمرار في جبهة شبوة وهو يرمي بثقله كله في محافظة مأرب .
بالنسبة لقوات الجيش اليمني فمعركة شبوة لم تكن مهمة بقدر ما كانت عملية تأمين وملاحقة لفلول الإرهابيين المندحرين من البيضاء ، وفي عدم وجود البيئة الحاضنة لمشروع التحرير ، وغياب وعي الناس في الجنوب بخطورة المخططات التي تستهدفهم من النظامين السعودي والإماراتي وتأثرهم بالدعايات ، كل هذا يجعل عملية البقاء هناك صعبة ، ولكن الخسائر التي سيمنى بها النظام الإماراتي ومرتزقته قد تجعل ثمن هذه الخطوة باهضا جدا ، خاصة لو قام الجيش اليمني بعمليات صاروخية محدودة ضد مواقع في عمق الإمارات ، فجميعنا يعرف بأن هذا سيؤدي إلى خسائر فادحة في إقتصاد الإمارات الذي يقوم أساسا على الاستقرار .
بنظرة واسعة سنجد أن هناك تنافسا إماراتيا سعوديا على النفوذ والثروة في اليمن ، وفي ظل غياب تام لمصالح الشعب اليمني ، وبإستخدام أدوات يمنية تقوم بالدفع بالمزيد من اليمنيين إلى محرقة لا يستفيد منها إلا المحتلون .
أما الجيش اليمني فقد أثبت قدرته وجدارته في حماية البلد وتحرير الأرض ، ومع مرور الوقت سيتمكن في الأخير من دحر الإحتلال تماما ، وبمرور الأيام ستنضب أموال المحتلين وقدرتهم على التحمل ، ولكن بعد أن يدفع المرتزقة ثمن إطالة أمد العدوان من دمائهم ليذوقوا وبال أمرهم ويكونوا أكثر الخاسرين في هذه الحرب ، وسينتصر اليمن وستدفع قوى العدوان ثمن حماقاتها ضد بلدنا وضد شعبنا الباسل ، وسيأتي يوم الحساب لا ريب ، فالعاقبة للمتقين .