كاتب مغربي : اليمن.. “كوريا شمالية”  في خاصرة الخليج

إب نيوز ٢٦ يناير

يبدو أن التدخل السعودي الإماراتي في اليمن بعناوينه المختلفة بالإضافة إلى تكلفته  البشرية و المادية،  قد نجح في إيجاد نموذج “كوري شمالي” في البيئة الخليجية، الصواريخ اليمنية تبين أنها ليست مقذوفات طائشة،  وأن رسائلها الأخيرة أظهرت أن هناك فجوة إلكترونية استأثرت باهتمام إسرائيلي…

لست خبيرا عسكريا ولكن أن تقاتل ميليشيا على جبهات عدة من الساحل، إلى منازلة دول كبرى في محافظتي مأرب وشبوة الاسترتيجيتين و الغنيتين بالموارد هذا يدعونا إلى التفكير في مكامن قوة الجماعة، وجدوى سياسة الأرض المحروقة المتبعة؟ نحن أمام ظاهرة جديدة غير مسبوقة هي حصاد سياسات تفتقد إلى الرؤية وأخشى أن يستمر العناد العربي في ان نصل إلى مرحلة اللاعودة في هذه الحرب التي توصف بالعبثية، فأن تعدم مظاهر الحياة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي بكتلتها البشرية سيف ذو حدين فلا هو دفع الحشود إلى الثورة على  الجماعة القادمة من صعدة، و لا مناطق الرفاه و الوفرة في الخليج أصبحت آمنة.

من حقنا أن نقلق على مصير المنطقة فالكل واقع في دائرة الاستهداف، و أن إطالة أمد الحرب هو الشرك الذي وقع فيه الجميع فليس من المنطق ان نتعامل في القرن 21 بمنطق “داحس و الغبراء”. الأمر يستدعي أن نقف وقفة تأمل في حصاد التدخل العربي من “عاصفة الحزم” إلى “اليمن السعيد”.

التاريخ اتبث أن السعودية عكس الأطراف الأخرى لها دراية بالخريطة الإجتماعية للجار الجنوبي،  وأن الحوثي مكون يمني،  ومن السذاجة أن نقدم هذه الورقة هدية للمنافسين الاستراتيجيين للعرب، نعم الخبراء الروس يرون أن إيران هي المستفيدة من الحالة اليمنية بالمقابل فتأثيرها عليهم ليس بالهالة التي يقدمها بعض الإعلام العربي. من أجل ذلك نرى أن الخطيئة الكبرى التي وقع فيها التحالف العربي، وبإيعاز من الإعلام القطري هو إفشال خطة المبعوث بن عمر كان أولى أن يترك المجتمعون اليمنيون في موفنبيك بمكوناتهم المختلفة ليطوروا صيغة لإدارة بلدهم وخلافاتهم… مع حفظ مكانة السعودية كجارة لصيقة و لها وشائج مع القبائل اليمنية.

 نحن اليوم أمام مخاطر أمنية حقيقية على مصادر الطاقة العالمية، والمضائق المائية، وحرية الملاحة البحرية،… فالضربات الجوية المكثفة والنوعية الخليجيين لم تمنع الحوثيين من الرد للمرة الثانية على الإمارات وبالتالي لم تشل حركتهم . هدا يدل على محدودية هذه الضربات في تغيير المعادلة على الأرض بالمقابل تزداد الملاحظات الحقوقية عليها، لخرقها مبدأ “التمييز والتناسب و الحيطة”.. وبالتالي تستدعي النقمة الشعبية.

لا نهاية  تَلوحُ في الأُفق لحرب اليمن، و لا أفق للحرب؟، في السياق  يرى الخبراء الاستراتيجيون في أحسن السيناريوهات أن تنحسر الجماعة إلى الجبال، و بالتالي نكون أمام  أسوء السيناريوهات.

*محمد الجميلي

كاتب مغربي

الجميلي

You might also like