أعاصير أبابيلية .. خيارات حاسمة
إب نيوز ٣ فبراير
طه العامري
بمعزل عن كل الحسابات وبعيدا عن كل النتائج، فإن ( أعاصير) الردع اليمنية تعد أبرز الخيارات الحاسمة في منازلة وردع أعداء تجردوا من كل القيم والأخلاقيات، أعداء لم يحترموا قوانين ولا تشريعات سماوية أو أرضية ولم يحترموا حتى قوانين الحرب وقواعدها ونواميسها، وبالتالي لم يعد هناك من خيارات أمام الشعب اليمني قيادة وشعباً سوى اللجوء لقانون الردع ومواصلة سلسلة ( الأعاصير الأبابيلية) باعتبارها اللغة التي يفهمها العدو ورد فعل طبيعي على جرائم ترتكب بحق شعبنا لم يأتِ بمثلها ( هولاكو) ولم يمارسها بحق امتنا المستعمرون منذ الحملات الصليبية باستثناء ما عهدناه مؤخرا على يد ( جورج بوش وتلامذته) من المجرم ( شارون) المقبور وصولا للمخبولين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان- الله لا سلمهما ولا سلم حلفائهما ومن ينافقهما حبا بمكارمهما وعلى حساب دماء الشعب اليمني..!!
إن أعاصير اليمن سوف تواصل تحليقها في سماء الأعداء كحق مشروع كفلته وشددت عليه قوانين السماوات وتشريعاتها وقوانين الأراض وأعرافها، وليس من حق أي قوة على وجه الأرض أن تعارض هذه الحقوق أو تدين أو تندد برد الفعل اليمني، وهي التي تمارس الصمت المطبق عن جرائم العدوان الوحشية التي ترتكب بحق الشعب اليمني منذ سنوات بصورة علنية وبطريقة القتل والإبادة المباشرين فيما هذا القوى المعادية ومنذ عقود موغلة تمارس بصورة سرية سياسة ترهيب وتطويع وتركيع واستلاب وتبعية بحق شعبنا من ترويكا نخبوية من عملائها ومرتزقتها أنشأتهم ومنحتهم كل عوامل القوة والنفوذ الداخلي ليكونوا لها جسرا تسير عليهم نحو أهدافها المحددة في تطويع شعبنا ووطننا وجعلهما بمثابة ( حديقتها الخلفية) واسطبل لإشباع غرور وغطرسة أمراء ( العهر) وشيوخ ( الرذيلة) من حكام المحميات الخليجية الذين يتوهمون أن المال يصنع الحضارة ويجعل من ( السفهاء) حكماء، ومن أولاد الخيانة والعمالة قادة وعظماء وتنشر صورهم كبرى الصحف العالمية..؟!
نعم نحن لا نملك ما يملكون ولا نحبذ أن نكون على شاكلتهم، ولا نحبذ الاقتداء بهم أو التماهي مع قيمهم، نعم نحن لا نملك وطنا صناعيا حديث العهد والميلاد، ولا نحبذ أن يكون وطننا ( بازارا) أو ( ماخوراً للخيانة والتبعية والارتهان) !!
نحن لا نشتري حاضرنا ولا مستقبلنا بالمال ولا نشتري أمننا واستقرارنا بالمال.
نحن شعب إلينا تنتمي البشرية ومنا ينهل المؤرخون قصص وحكاية العالم منذ بدء الخليقة، وحين نجد أنفسنا عرضة لتطاول خونة العصر والمرحلة فإن كرامتنا تأبى الصمت على أذناب العدوان خاصة إن تمادى هؤلاء اللقطاء في غيهم وحاولوا استباحة دمائنا وقدراتنا وجغرافيتنا ونهب ثرواتنا كـ (لصوص الفجر) في أدبيات شاعرنا الراحل العظيم الأستاذ عبد الله البردوني، الذي كان- وهو المبصر الأعظم في مسارنا- قد نبهنا لرغبات هؤلاء اللصوص وحذرنا منهم..؟!
لذا فإن سلسلة ( أعاصيرنا) ستمضي في طريقها ولن تتوقف عند مضاجع ومضارب أدوات العدوان بل ستذهب أبعد من مضاربهم ومضاجعهم وستصل بإذن الله وإرادة أبطال اليمن وصناع مجده التاريخي والحضاري إلى مضارب ومضاجع أسيادهم، ستصل أعاصيرنا إلى المضارب التي يقدسها المعتدون ويقدسون من فيها ويحنون لهم الهامات حد الانبطاح..؟!
إن ما يزعج هؤلاء المعتدين من رد فعلنا قد لا يكون فيه ما يرضينا كشعب تضرب جذوره في أعماق التاريخ الإنساني، الذي نسجنا حروفه وراكمنا تراثه على مدى قرون من الزمن في رحلة تاريخية قدمنا في سبيلها الكثير من التضحيات وخضنا لأجله وفي سبيله ملاحم بطولية يعجز بعران اليوم عن فهمها، ناهيكم عن الإتيان بمثلها فيما نحن نملك الإرادة والعزيمة والإصرار على تأديب وتربية خونة المرحلة وأسيادهم ولهذا تأتي ( أعاصيرنا) والتي لا تزال في طور التحذير ولفت الأنظار لعل وعسى لقطاء المرحلة يفيقون من سباتهم ويعودون إلى رشدهم مع تسليمنا أن هؤلاء اللقطاء قد انخدعوا بحماية أسيادهم الذين ستطالهم أعاصيرنا ويكفينا فخرا أن الإعصار التحذيري الثالث دفع علجهم الأكبر وضيفهم غير المرغوب به وغير المرحب به إلى تجرع مرارة القلق فيما آلته الإعلامية انطلقت في تحليلاتها في محاولة لقراءة مصير مرتقب..!
لقد تحمل شعبنا الكثير من ويلات الغطرسة والتعالى الذي مورس ضده من قبل مبتوري الصلة بالقيم والأخلاقيات، وتحمل كل ذلك لان من تسيد إدارة شؤونه لعقود لم يكونوا سوى حثالة من المرتهنين الذين فضلوا مصالحهم على كرامة شعبهم ووطنهم، ورغم مرارة الأحداث التي مر بها شعبنا ووطننا إلا أن أجمل وأعظم ما أفرزته هذه الأحداث هو هذا الشعور الذي ينتاب مواطنو اليمن وهم يخوضون معركة الحرية والكرامة والاستقلال ويغادرون خيمة التبعية التي نصبها لهم أشباه الرجال من أمراء وشيوخ البترو دولار الذين يعيشون حالة القلق والرعب من تنامي وتطور اليمن الأرض والإنسان، وحالتهم هذه تذكرنا بحال الاستعمار الياباني ومواقفه من الشعب الصيني، فقد كان اليابانيون ينظرون للشعب الصيني كما ينظر اليوم أمراء وشيوخ النفط للشعب اليمني، وعلى هؤلاء اللقطاء أن يدركوا جيدا أنه وكما تحرر الشعب الصيني من غطرسة ووحشية الإمبراطورية اليابانية سوف يتحرر شعبنا من غطرسة وبراثن وعفانة لقطاء المحميات الخليجية.. وها نحن نعيش معركة الحرية والتقدم والنهوض الحضاري.
إن أعاصيرنا الأبابيلية ليست مجرد رد فعل لفعل بل هي رسائل استراتيجية ذات أبعاد تاريخية وحضارية وعلى العالم بكل حساباته ومصالحه أن يدرك أن اليمن بعد 26مارس 2015م، تختلف جذريا وعلى مختلف الجوانب الحضارية والحياتية والوعي والكينونة عما كانت عليه قبل هذا التاريخ، هذا ما يجب أن يدركه ويستوعبه العالم بأسره قبل لقطاء المحميات الذين لا نرى فيهم سوى مجرد تروس في آلة استعمارية صهيونية سنعمل مع كل أحرار الأمة والعالم على تفكيكها، وهذا ليس مجرد كلام طوباوي ولا يندرج في سياق الأمنيات، بل هذا ما نسير فيه ونسطر معادلاته ميدانياً رغم أنف هؤلاء اللقطاء وثرواتهم وأسيادهم