أيُّ حبٍ هذا الذي أحمله لكِ يا مصر !
إب نيوز ٧ فبراير
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
قد أختلف مع النظام هناك في مصر حيناً وقد أتفق حيناً آخر، إلا أنه لا يمكنني بأي حالٍ من الأحوال أن أختلف مع مصر أو أن أتآمر على مصر.
مع مصر عشنا أفراح الإنتصارات وأحزان الإنتكاسات ونسجنا خيوط الأمل ومنها تعلمنا الثورة والوحدة والإعتزاز بالنفس والتاريخ، فما الذي تعلمناه يا تُرى من أنظمة (البترودولار) غير الهزائم والخنوع والإرتهان للأجنبي والتآمر على بعضنا البعض؟!
إن نهضت مصر نهض العرب، وإن نامت وهجعت هجع العرب وناموا، حقيقة يعرفها الصغير منا قبل الكبير والبعيد قبل القريب.
لم يحكِ لي أبي يوماً إلا حكايات مصر ولم يحدثني إلا عن أحاديث مصر وعن عبدالناصر وتأميم قناة السويس وعن السادات وحرب العبور كما لو أن مصر كانت تعيش في داخله مع أنه لم يزرها قط، ولم يَطمَئن حتى أورثني ذلك الحب العجيب لمصر !
أي حبٍ لمصر هذا الذي جعلني -وكل بني وطني- أراها تشارك ذات يوم في قصفنا وقتلنا، فألتمست لها العذر ولم أحمل عليها مثقال ذرةٍ من حقد أو كرهٍ كما لو كانت (أُمَّاً) تضرب أبناءها؟!
فلماذا يَغِيرُ (حثالات) العرب -وإن تطاولوا في البنيان- من مصر ويحقدون ويتآمرون عليها ؟!
لماذا لم يزالوا ينازعونها إزار الريادة والقيادة للامة ويساومونها عليه حتى أوشكت أن تقول لهم : خذوه؟
في الحقيقة لقد أخطأ العرب مرتين، الأولى يوم كذبوا برسالة سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، والثانية يوم ظنوا أن السعودية أو الإمارات أو.. يمكن أن تحل أحداهن أو كُلُّهنّ محل مصر في قيادة الأمة العربية!
وهل يصلح أن تقود الأمة العربية أصلاً (دولٌ) لايزال المواطن العربي يحتاج إلى معجزة لكي يحصل على تأشيرة دخولٍ إليها وإلى كفيلٍ يبتزه ويقاسمه رزقه وعرقه لكي يقيم فيها؟
ما لكم كيف تحكمون ؟
مصر التي لم تؤصد أبوابها قط أمام أي عربي لن تتغيب كثيراٌ..
ستعود يوماً رائدةً وقائدةً للأمة العربية كما كانت وستعود معها اليمن والعراق وسوريا وليبيا وفلسطين ولن يكون الخزي والعار إلا من نصيب كل من تآمر على هذه الأمة أو حاول جاهداً أن يلحقها أويطوّعها في خدمة المشروع الأمريكي والصهيوني المتآمر الخبيث.
هكذا مؤشرات وعوامل التاريخ تقول.
#معركة_القواصم