لا مجال لليأس

إب نيوز ٨ فبراير

فهد أبو راس

عندما قرر شعبنا اليمني التصدي لهذا العدوان أنطلق وكله أمل بنصر الله سبحانه وتعالى، أنطلق وثقته بالله قبل كل شيء.
ولهذا فلا مجال لليأس في قاموسه أبداً، شعب لديه رصيد كبير من التجربة على مدى التأريخ، ولديه قيم ومبادئ يتلمس فيها العزة والكرامة والحرية ومعها لا يمكن أن ييأس أبداً.
من الممكن جداً أن يسيطر اليأس على شعب لا يمتلك الإيمان وليس لديه تجربة تأريخية ولا حتى إحساساً وجدانياً بتلك القيم وتلك المبادئ التي تشبع بها شعبنا اليمني على مدى تأريخه.
وعلى مدى التأريخ تعرض شعبنا اليمني للغزو فلم يكن الغزو البريطاني هو الأول في تأريخ هذا الشعب المجاهد والمقاوم والداحر للغزاة عبر التأريخ؛ بل أنه حتى فيما قبل بعثة النبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم) تعرض شعبنا اليمني للكثير من محاولات الغزو وللبعض من حالات الإحتلال من قبل الغزو البريطاني والغزو العثماني سوى في حقبة الإسلام أو ما قبل ذلك كان هناك الكثير من العمليات والمحاولات لغزو اليمن بل وأحياناً تعرضت للإحتلال بالكامل، ولكن شعبنا اليمني تمكن من التحرر ودحرهم على مدى التأريخ.
ولذلك فإن الشيء المهم هنا هو أن كل تلك المحاولات لغزو هذا البلد وإحتلاله بائت بالفشل وطُرد الغزو البريطاني وكذلك العثماني ومن قبلهم الأحباش ووو إلخ.
فاليوم هناك غزو لهذا البلد ومحاولات إحتلال تمكنت من بعض أجزائه، وبالتأكيد فإن المسألة هنا والشيء المهم هنا هو أن شعبنا اليمني يجب أن يكون واعياً ومدركاً لهذه الحقيقة، حقيقة أن هذا البلد هو محط لأطماع الكثير من القوى الإستكبارية في هذا العالم وعلى مدى التأريخ وحالياً هذا قائم أو ربما في المستقبل أيضاً من أن هناك من يتطلع إلى غزو بلدنا وإحتلاله والسيطرة عليه وهذا هو حال البقية من بلدان المنطقة.
وعلى هذا فإن مسؤوليتنا اليوم كشعب يمني وبالإستفادة من كل هذه المبادئ والقيم التي ننتمي إليها في ديننا وبالإستفادة أيضاً من ذلك الرصيد المهم والمشرف على مدى التأريخ هي أن نتمسك بهويتنا الإيمانية وأن نستعين بالله ونتوكل عليه وبالإرادة القوية التي لا تنكسر، مهما تمادى الأعداء في محاولاتهم لغزو بلدنا ومهما تمكنوا بمساعدة الخونة والعملاء من أبناء هذا البلد من أن يحتلوا أجزاء منه سوف نتمكن بقوة الله وعونه من طردهم كما تكمن أجدادنا الأوائل من طرد غيرهم من القوى الإستكبارية على مدى التأريخ.

You might also like