لا عاصم اليوم من الإعصار .

 

إب نيوز ١١ مارس

بقلم : د أسماء الشهاري

منذ فترة طويلة يعلم العالم أن تحالف العدوان على اليمن قد وصل إلى طريق مسدود، وأن المسار العسكري قد فشل تماماً، ولم يعد أمامه أي متنفس لإحداث أي ثغرة أو تقدم في أي جبهة على طول ميادين المواجهة، ولا عن طريق الجو على الرغم من ثقل ما يمتلكه من سلاح الجو المتطور والفتاك إلا من ارتكاب المزيد من الجرائم الكارثية التي ستظل أقبح ما عرفه الإنسان على امتداد تاريخ البشرية؛ حتى على مستوى البحر حققت الاستخبارات اليمنية وسلاحها الملاحي إنجازاً عظيماً عندما اقتاد أبطال البحرية سفينة “روابي” الإماراتية رغم أنف أربابها من صهاينة وأمريكان، مما اضطرهم أن يقوموا بمناورة بحرية بمحاذاة السواحل اليمنية جمعت أهل الكفر وأرباب النفاق علّها تستعيد شيئاً من هيبتها المهدورة أمام حنكة المقاتل اليمني وحرفته الاستخباراتية واستبساله في تحقيق الإنجازات الأسطورية.

ومنذ زمنٍ بعيد وأنا أعلم يقيناً أن إحكام قبضة الحصار وتشديد إطباقها على صدور اليمنيين حد الخنق، وأن ينكل بهم العدوان في ذلك أشد النكال، لن يزيدهم إلا إصرارًا وثباتًا، رغم صعوبة الأمر وشدة خطورته على مختلف المستويات، وبالذات ما يتعلق بالمشتقات النفطية كونها متعلقة وداخلة في مختلف الجزيئات الحياتية من أصغرها إلى أكبرها، بدايةً من المواصلات والتنقلات بمختلف الاحتياجات اليومية وما يتعلق بتوليد الطاقة الكهربائية وليس نهايةً بالمشافي والمراكز الصحية ومدى حساسية هذه الجزئية وخطورتها كونها تتعلق بحياة وأرواح الناس الذي يمعن تحالف العدوان بالتفنن في عذابها وقتلها بدمٍ بارد وفي كل يوم يزداد إجراماً ووحشية.

وعلى الرغم من سوداوية الأمر ومدى بشاعته إلا أني من ناحيةٍ أخرى أراه في غاية الإيجابية، حيث إن شدة الحصار تشير إلى اليأس والعجز الذي وصلت له عاصفة الحزم لأنها آخر الأوراق التي بحوزتها، وتعد بمثابة إعلان منه على فشل جميع الخيارات العسكرية، وأن تصعيد الحصار أحدث ردة فعل عكسية لدى اليمنيين وهم الذين لم يبرحوا عن جبهات البطولة ومواقع النزال، وكل مكان يستلزم بذلهم وجهادهم وصمودهم وتضحياتهم في سبيل الله ورسوله ووطنهم وكرامة شعبهم وأمتهم.

وقد أعلنتها قيادتهم وشعبهم قويةً مدوية تحت شعار “إعصار اليمن” الذي يوقن اليمنيون أنه سيعصف بمكر العدو، وحصاره وتحالفه.

الحملة التي انطلقت على عجل تجوب مناطق اليمن ومحافظاته جامعةً للكلمة موحدةً للصفوف وموجهةً للجهود لتلتقي عند نقطة واحدة هي نقطة الصفر التي يحددها اليمنيون وحدهم دون فرض أو إملاء أو وصايةً من أحد، يؤدبون فيها عدوهم ويعرفونه قدره ويلزمونه حدوده رغماً عن أنفه وأنف المستكبرين أجمعين، فاليمن لن يقف مكتوف الأيدي وهو يُقتل ويُباد بحصارٍ خانقٍ جائرٍ مستبد لا يبقِ ولا يذر، ويهلك الحرث والنسل، نعم. اليمن لن يموت أبناءه ورجاله يتفرجون، فهم كما قالوا وكما يقولون وهم من يسبق فعلهم منطقهم “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” تحت قيادةٍ مؤمنةٍ حكيمةٍ عظيمة أعطاها الله الحكمة ومنحها التأييد وتكفل لها بالنصر والمزيد.

فمن جهة تسعى القيادة بالنهضة في مجال الزراعة والاقتصاد وكل ما من شأنه تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف وطأة العدوان والحصار رغم شحة الموارد وتكالب الأشرار، ومن ناحيةٍ أخرى إنه اليمن الذي خرج أبناؤه في أكثر من خمسة عشر ساحة على امتداد أرضه في استفتاءٍ شعبيٍ مليونيٍ جماهيريٍ حاشد يقول كلمته ويسلم لقيادته في جميع خياراتها المقبلة، بل يقول لها نحن يديكِ وقوتكِ الضاربة، فاضربي بنا أنّى تشائين وكيفما تشائين، بل ويحثها ويستدعي ردعها وهي تشحذ هممه وتشدّ على يديه وتقوي عزيمته في تناغمٍ قلَّ نظيره وتكاملٍ أذهل العالم صوت زمجرته وجرأة قراراته وتحديد مساراته

جهودٌ حثيثة خلال الفترة الماضية تحت شعار “إعصار اليمن” تم التجهيز لها بكفاءةٍ ودقةٍ عالية، والتحشيد المادي والبشري وعلى مختلف الأصعدة، وربما لن يكون العدو قد علم عن أمرها إلا من خلال المسيرات التي جابت محافظات اليمن وقُراه، والتي لم تكن إلا تتويجاً وتدشيناً لمرحلةٍ قادمة تكون فيها كلمة الفصل لليمن واليمنيين، حينما تجتمع المَسيرات مع المُسيرات لتدك عروش المستكبرين والطغاة.. وحينها سيعلمُ الذين ظلموا أيّ مُنقلبٍ ينقلبون..

You might also like