عدنان علامة: مبادراتُ التفاوض السعودية اليمنية تولدُ ميتةً
إب نيوز ٢٤ مارس
عدنان علامة*
تتعمد السعودية على طرح مبادرات وقف إطلاق النار وبدء التفاوض قبل عدة أيام من ذكرى العدوان على اليمن وإحتلاله بتاريخ 26 آذار 2015؛وذلك من خلال خطة مدروسة لصرف الأنظار عن الإحتلال وممارساته ولإظهار السعودية كداعية سلام ولا تريد سوى الخير، وهي تضع نفسها في كل المبادرات كوسيط وحكم وليس كطرف إساسي وقائد لدول تحالف العدوان على اليمن. وهذا هو السبب الرئيسي لموت المبادرات فور الإعلان عنها. فلنستعرض سويًا المبادرات، توقيتها ومضمونها لنستنتج اسباب فشلها:-
1- بتاريخ 22 يناير/ كانون الثاني 2021 عرض وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود مبادرة سلام من المملكة لإنهاء الحرب في اليمن. وتقترح هذه المبادرة السعودية الجديدة وقف إطلاق نار في البلاد تشرف عليه الأمم المتحدة واستئناف للمفاوضات بين الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران. من جانبهم، رفض الحوثيون هذا الاقتراح على الفور.
فهذه المبادرة ولدت ميتة لأن السعودية تعلم علم اليقين بأن الرئيس هادي إنتهت مدة ولايته التي حددت بسنتين فقط من انتخابه بتاريخ 27 شباط 2012؛ وحجة دعم الشرعية لا أساس لها من الصحة، وقد إبتكرتها قيادة تحالف العدوان لتبرير إحتلالها اليمن. ولهذا ماتت هذه المبادرة فور إطلاقها لأنها لا توصف الواقع بأن السعودية طرف وليست وسيط.
وبتاريخ 17 مارس/ آذار 2022، أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أنها قررت دعوة “أطراف الأزمة اليمنية” إلى إجراء مشاورات تحت رعايتها في العاصمة السعودية الرياض”، من أجل التوصل لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة ودعم خليجي.
وقال الأمين العام نايف الحجرف -في مؤتمر صحفي اليوم الخميس- إن المجلس سيستضيف “مشاورات يمنية يمنية”.. خلال الفترة من 29 مارس (آذار) إلى 7 أبريل (نيسان) 2022 بهدف” توحيد الصف ورأب الصدع بين الأشقاء اليمنيين دعما للشرعية اليمنية ولتعزيز مؤسسات الدولة”.
وهذه المبادرة ولدت ميتة للأسباب التالية:-
1- لم يتم التشاور مع أنصار الله على المواعيد المفروضة للتفاوض دون علمهم.
2- لم يعتبر مجلس التعاون الخليجي السعودية كطرف أساسي في العدوان على اليمن.
3- لم يتم إختيار أي عاصمة محايدة من دول مجلس التعاون الخليجي لإجراء المفاوضات.
4- صياغة البيان هو فخ لإضفاء شرعية على منتحل صفة رئيس جمهورية؛ فهادي رئيس منتهي الصلاحية ولا شرعية له، ولتبرئة ذمتي السعودية والإمارات من دم اليمنيين. وآمل التمعن جيدًا بالهدف من المشاورات كما ذكرتها المبادرة:- “توحيد الصف ورأب الصدع بين الأشقاء اليمنيين دعما للشرعية اليمنية ولتعزيز مؤسسات الدولة”.
وبتاريخ 19 مارس/أذار 2022 تم تسريب مبادرة جديدة نسبت إلى “مصادر عُمَانية دبلوماسية“، فيها إغراءات كثيرة حول إعادة بناء ما دمره العدوان وهذه مقدمتها: –
كشفت مصادر دبلوماسية عُمانية عن ترتيبات خليجية ودولية مفاجئة ستسعد كل اليمنيين في الفترة القليلة المقبلة خصوصاً مع التغيرات الدراماتيكية في المشهد الإقتصادي العالمي .
وقال مصادر دبلوماسي عماني إن ترتيبات خليجية موحدة بدعم دولي ورعاية اممية يجري الاعداد والتحضير لها حالياً من اجل انهاء الحرب في اليمن.
واشار المصدر إلى أن التحالف العربي سيعلن خلال الايام القليلة القادمة وقف جميع عملياته العسكرية بما فيها غارته الجوية في كافة الاراضي اليمنية يقابله اعلان مماثل من اطراف الصراع في اليمن وقف شامل لاطلاق النار في كل جبهات القتال.
واكد المصدر أن قوات التحالف ستعلن يوم 20 مارس 2022 وقف جميع عملياتها العسكرية في اليمن ليدخل الاعلان حيز التنفيذ بعد خمسة ايام من الاعلان اي يوم 25 مارس الجاري وهو ذات التاريخ الذي تم الاعلان فيه عن انطلاق عاصفة الحزم.
وقد نسفت هذه المبادرة نفسها لأن صاحبها مجهول ولا يمكن التعويل على وعود مجهول في موضوع إستراتيجي وحساس. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فقد نسفت عملية كسر الحصار الثانية كل المبادرات المفخخة.
وقد أعلن مسؤولي المكتب السياسي في انصار الله وفي اكثر من مناسبة استعدادهم للتفاوض لوقف إطلاق النار مع السعودية كونها قائدة تحالف العدوان في اي بلد تابع لمجلس التعاون الخليجي غير مشترك في العدوان ويجب أن تتم المشاورات وتتبعها المفاوضات بعد رفع الحصار عن كافة المنافذ الحدودية ووقف العدوان طيلة مدة المفاوضات المحددة ؛ إذ لا يمكن التفاوض والبلد تحت الحصار والنار حتى لا يستعمل الحصار والقصف كأوراق ضغط على أنصار الله لصالح السعودية.
فلننتظر ما تخبأه الأيام القادمة من المفاجأت السارة من الإنتصارات التي ستقلب الطاولة على رؤوس تحالف العدوان.
وإن غدًا لناظره قريب.
* رأي اليوم