بين كييف وصنعاء ودمَشق خيط رفيع سَيَشِع نورهُ قريباً،

كَتَبَ إسماعيل النجار

خَسِرَت أميركا أكثر حروبها ودُفِنَت مخططاتها في بُلدانٍ كثيرة، وَوُأِدَت أحلامها بتدمير روسيا وتفكيكها، وأحلامها بسيطرة إسرائيل على المشرِق كانت أضغاثُ أحلام،
ربما استعجلت أميركا فَرد جناحيها على المشرِق والمغرب، وخَطَت أولى خطواتها الخارجية في أفغانستان وكانت الحسرة كبيرة على عقود من الدم والإستنزاف لتنتهي بإنسحابٍ مؤامرة فشِلَت أهدافها منذ البداية،
الغطرسة الأميركية لم تقف عند حدودها الدنيا، إنما تخطَّت المعقول من محاصرة ومعاقبة الشعوب الفقيرة، إلى تحدي الدُوَل النووية الكُبرى كالصين وروسيا ولو من بوابة أوكرانيا،
هناك في شرق أوروبا وحدودها الشماليه الأمر مختلف تماماً حيث يقف الدب الروسي على قدميه بمخالبه النووية الإستراتيجية مُلوِّحاً بتأديب كل مَن تُسَوِّلُ له نفسه التحدي،
أما الصين التي تعتبر نفسها المستهدف الأول أميركياً وأوروبياً تدرك أن تفكيك روسيا وإضعافها تمهيداً لتقليم أظافرها هوَ التمهيد الأولي لمحاصرتها خلف أسوارها بما تنتج، ويتم التحكم بها من خلال النفط والغاز كما حصل مع اليابان سابقاً.
حسابات الحصاد الأميركي لَم تأتي متطابقة مع حسابات البيدر الروسي الصيني الذي أعلن رئيسها منذ البداية وقوفه المُطلَق إلى جانب روسيا في معركتها ضد النازية الصهيوأميركية في أوكرانيا، وأعلن صراحةً عدم التخلي عنها عسكرياً، كوريا الشمالية التي تتأهب منذ سنوات لدرء الخطر الأميركي والتهديدات الكورية اليابانية أيضاً أعلنت إستعدادها لخوض أي معركة إلى جانب جيش القيصر،
ومعركة اوكرانيا رسمَت معالم حلف أوراسي كبير يضم كل من موسكو وبكين وبيانغ يونغ وطهران وكراكاس وصنعاء ودمشق وبعض القوى الكبيرة في لبنان والعراق،
لكن واشنطن تلافياً لبلوغ السيل الزُبَىَ وعدم إنخراط ألجمهورية الإسلامية الإيرانية ومَن معها وكوبا وفنزويلا وبعض دُوَل أميركا اللاتينية في هذا الحلف بشكلٍ عميق سارعت الى مفاوضة مادورو ووعدت برفع العقوبات عن بلاده في خطوة تراجعية عن القرارات الأميركية خوفاً من تَحَوُّل الحديقة الأميركية الخلفية إلى مرتَع للمعارضين للإمبريالية الأميركية،
أما على الصعيد النووي الإيراني فإن اليد الأميركية حملت الجزرة في وجه طهران كواحدة من مغريات الوهم الأميركي الذي حفظته الدولة الفارسية العميقة والتي لن تقع في حفرة دهائها ونفاقها.
إذاً ما بين دوَل الناتو المهزومة أما عظمة القيصر وجبروته، وبين يَمن شامخ يؤدب الجزارين السفاحين في منطقة الخليج، وسوريا العظيمة التي تواجه حلف الشيطان الكَوني، وعراق الخير ولبنان المقاومة وفلسطين الصمود خيط رفيع متصل بدءَ يشع نوراً سيضيء مستقبل دولنا ويرسم طريق الخلاص من هيمنة الدولار وغطرسة اميركا واسرائيل واوروبا،
والأمل بالله كبير جداً
*حيَ على خير العمل*

بيروت في..
26/3/2022

You might also like