آثار العدوان على المجتمع اليمني

إب نيوز ٢٩ مارس

إعداد/كوثر العزي

خلف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن منذ سبع سنوات أضرار كبيرة وجسيمة تجاوزت الحدود وذلك في تدميرهم للبنية التحتية، وقصفهم للمباني والمسشتفيات والمدارس الحكومية.
العدوان السعودي على اليمـن سبب مـجاعة في شمال اليمـن وجنوبه، وسبب ذلك هو الحصار البري والجوي واحجز السفن والقرصنة على الباخرات النفطية والغذائية، وهذا جـزء مبسط مـن الحصار الخانق.
كما أن سبَّب الحصار كارثة إنسانية على اليمنيين، ونشر الكثير من الأمراض المستعصية، واستهدف المجتمع اليمني بحرب جرثومية، كما ساهم في تدهور مختلف القطاعات إلى حد دفع منظمة “الأمم المتحدة” إلى رفع تقارير بأن أسوء مجاعة في العالم هي تلك التي يُواجهها اليمن، ووضع المجتمع اليمني تحت خط الصفر رغم الاسترتيجية والثروات التي يمتلكها اليمن.
أما منظمة الصحة العالمية فقد أعلنت أن عدد الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالكوليرا في اليمن قد وصل إلى ما يقرب من نصف مليون شخص، وذلك منذ بدء العدوان على اليمن، وباشراف الأمم المتحدة أُرتكبت انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان وجرائم حرب قتلت الإنسانية وفاقمت معاناة المجتمع اليمني، خاصة المدنيين العزل والذين يسقطون ضحايا لغارات العدوان في كل يوم، دون أن تحرك “الأمم المتحدة” أي ساكن لردع الجريمة.
فمنذ بداية العدوان وحتى اللحظة قُتل وجُرح عشرات الألاف من المدنيين، وأجبر 3،2 مليون أخرين على النزوح والتشرد، وتصاعدت حدة الأزمة الإنسانية التي أحاقت بهم، وذلك في ظل غياب تام وتبريرات غير منطقية لإضطلاع المجتمع الدولي بدوره وتحمل مسئولياته في حماية اليمنيين وصون حياتهم وكرامتهم،
كما تسبب العدوان بصورة مباشرة بحرمان أكثر من ستة ملايين طالبٍ وطالبة من الكتاب المدرسي، واستهداف المـدراس وإفزع الطلاب اثناء الدروس واستهدافهم في ذات الوقت.
وهناك معضلة تسبب بها العدوان وهي عدم توفر السيولة المالية التي تمكن مؤسسة المطابع من طباعة المنهج الدراسي، وهذا بحد ذاته يعتبر جريمة، أن يحرم الجيل من حقه في التعليم تحقيقًا لرغبات قوى العدوان الخبيثة ونزواته الشيطانية، وسد رمق الأمريكي بقتل وتجويع وحرمان المجتمع اليمني مـن ابسط الحقوق.
كما أن لوزارة الصحة نصيباً مـن الحصار المفرض على الشعب اليمـني، حيث أشارت وزارة الصحة بأن الحصار المفروض على اليمن منذ ست سنوات، تسبب في ارتفاع معدل وفاة الأطفال دون الخامسة إلى 300 طفل يومياً، مبيناً أنه يتوفى نتيجة الحصار ثمانية آلاف امرأة سنوياً و1.8 مليون امرأة تعاني من سوء التغذية ومليون أخرى من مضاعفات أثار الحصار.
وبينت الاحصائيات أن أكثر من 2.6 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد و500 ألف طفل حياتهم مهددة بسوء التغذية الوخيم جراء الحصار الأمريكي، مؤكدا ارتفاع نسب المواليد الذين يعانون من التشوهات نتيجة استخدام العدوان أسلحة محرمة.
ووفقاً للبيان، هناك أكثر من ثلاثة آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية و500 يعانون من فشل كبد نهائي وألفي حالة بحاجة لزراعة قرنية لا يستطيعون السفر للعلاج بالخارج نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي.
الهجمات الجوية لطائرات التحالف تعمدت مهاجمة وتدمير الأعيان التي لا غنى للسكان المدنيين عنها، كالمحاصيل والاراضي الزراعية ومزارع الماشية والدواجن والمناحل، والسدود والحواجز وأبار مياه الشرب وكذا صوامع الغلال وناقلات ومصانع ومخازن الأغذية، ومحطات وناقلات المشتقات النفطية وشبكات الكهرباء.
الوضع الإنساني في اليمن تجاوز حدود ما يمكن توصيفه بالأزمة، وبات البلد على شفا كارثة إنسانية مزدوجة، إذ يهدد البلاد وباء الكوليرا، وأيضا المجاعة وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذاني، وبحسب ما أعلنت عنه العديد من منظمات “الأمم المتحدة” ومنها منظمة “اليونيسيف”، ومنظمة “الصحة العالمية” “وبرنامج الغذاء العالمي” فلم تتسبب الهجمات الجوية في قتل المدنيين فحسب بل دمرت بشكل كبير البنية التحتية، وجعلت المجتمع اليمني يعيش على هاوية الازمات والمعاناة المختلقة.
ختاما :
العدوان على اليمن ومنذ أول هجمة عدوانية في منتصفت تلك الليلة المظلمة، استهدف المجتنع اليمني في كل ما يخص كرامته وسلامة عيشة، لكن ذلك العدوان قد قوبل بصمود أسطوري زلزل عروش الظالمين وحفر الكرامة في أوساط المجتمع اليمني كحق من حقوق العيش بحرية وكرامة، ولن يدوم العدوان ما دام الشعب في عزة وكرامة وصحوة قرآنية كريمة.

You might also like