باي باي يا حسونة
إب نيوز ٣١ مارس
عبدالملك سام
رحل غير مأسوف عليه ، وسواء كانت وفاته طبيعية أو كان مسموما أو “بحادث مروري مؤسف” كما أعتادوا أن يقولوا عن ضحاياهم ، فالأمر محسوم ففي ذمة أبناء الشيخ عبدالله الكثير من الدماء البريئة ، ولابد من هذه نهاية لكل ظالم . ولكن المؤسف والمستغرب هو التعازي التي بدأ البعض يرسلها خفية ، وأخيرا الأخ رئيس المجلس السياسي !
نحن نفهم السياسة يا فخامة المشير ، ونفهم أنك تؤدي دور الرئيس لكل اليمنيين بحكم منصبك ، ولكن ما لم أفهمه هو دور (الأب) الذي عادت لتصيغه مجددا حولك لجنة مستشاريك سيرا على ما كان الحال عليه في الماضي ! ودعني أعاتبك بصراحة بمحبة وود ، فنحن نحبك وفي صفك ..
نحن لا نبحث عن أب ، خاصة وقد ذقنا على يد النظام الظالم البائد نوعا خاصا من الأبوة ، وذقنا على يديه المر والظلم والقهر والفقر وشتى أنواع المهانة حتى وصلت بلدنا إلى أحط مستوى بين دول العالم . نحن نبحث عن رئيس يشعر أنه موظف لدينا وفي خدمتنا كما هي ثقافة المسيرة التي جسدها قادتنا الكرام .. وأنت شخص كريم وثائر شجاع ، فلا تسمح لبعض الجهلة أن يحرفوا عملك عن الصواب بدعوى أن السياسة تتطلب مثل هذه التصرفات !
وبفرض أنهم يريدون أن يخلصوا لك النصيحة ، فما هكذا ترد الأبل يا سيدي الرئيس .. الأب ينظر لأبناءه بعدالة ، أي كل أبناءه ، ويحاسب المسيء وينصف الضعيف المغلوب على أمره ، وهؤلاء الذين بدأوا يتساقطون على أيدي مشغليهم قد تسببوا بضرر بالغ لملايين من أبناء هذا الشعب المظلوم ومازالوا ، فليرحلوا إذا غير مأسوف عليهم .
إن كنت قد نسيت فمن سيتذكر عندما قام هذا التافه وغيره من العملاء بإذاقة أبناء منطقته والكثير من اليمنيين الظلم والقهر ، وكيف تسلطوا على رقاب الناس وأذلوهم بسبب وبدون سبب ، بل وفي بعض الأحيان لمجرد المتعة ! وهناك الملايين ممن مازالوا ينتظرون أن يأخذوا بثأرهم من ظالميهم ويسترجعوا حقوقهم ، وفي تعزيتك في هذا المجرم اهانة قاسية لمشاعرهم !
لو كان حسين الأحمر أو العواضي أو الذين سيتم التخلص منهم لاحقا عادوا لرشدهم ثم قتلوا لكان في الأمر نظر ، أما وقد تم التخلص منهم وهم على ماهم عليه من ظلم وتجبر وخدمة للعدوان الذي أزهق أرواح الألاف فلم يكن من اللائق أن يتم إصدار أي تعازي ولو كانت فارغة ، بل على العكس فإنه من المناسب أن يصدر بحقهم بيان يشمت بالنهاية التي وصلوا إليها ، والإشارة إلى أن ما حدث يعتبر نهاية متوقعة يجب أن يحذر منها كل المرتزقة .
سيدي الرئيس .. أنا – وأقسم على ذلك – وغيري كثر لا نقصد بهذا العتب أن نزعجك أو تفهم كلامنا بشكل مغلوط ، ولكننا نربى بك عن نصائح الجهال الذين أساءوا لماضيك الجهادي الكبير ، بل وتعبنا من الرد على المشككين والمرجفين والعملاء الذين يستغلون كل هذا للإساءة لك ، وحسبك أن الله يعلم بما في صدرك ، ودعائنا لك – خاصة في شهر رمضان المبارك – بأن يوفقك الله ويهديك ويعينك في مسئولياتك العظيمة ، وهو بلاء عظيم .
أخيرا .. لمن لا يتذكر ما قاله حسين الأحمر في مجلسه وهو يحدث مجموعة من الإرهابيين ، وكان يستظرف يومها وهو يسألهم من أين يذبح الثوار ، من العنق أم من القذال ؟! وجاء الرد على لسان أحد المجاهدين أثناء تفجير أحد معاقل الأرهاب ، وأنتشر هذا المقطع كالنار في الهشيم في دليل على فرحة المستضعفين برحيل المجرمين .. لذا يسعدني ويشرفني أن أردد بصوت عال : (باي باي يا حسونه) .