( إيران) و ( الصهاينة) وأنظمة ( التطبيع) العربية..؟
إب نيوز ١ إبريل
ا / د
احمدالقشائي
( الأخيرة )
إذا كيف تفهم بعض الأنظمة العربية مفهوم ( الأمن القومي العربي) ؟!
وهل من مقومات الامن القومي العربي التخلي عن القضية العربية الاولى وهي قضية فلسطين..؟!
هل التأمر على العراق وسورية وليبيا؟ فعل يندرج في سياق تعزيز الامن القومي العربي؟
هل تجزئية السودان وتجاهل معاناة الصومال من مقومات الامن القومي العربي؟
هل العدوان على اليمن يندرج في سياق ترسيخ مقومات الأمن القومي العربي؟
هل التحالف مع الكيان الصهيوني من العوامل المعززة للامن القومي العربي؟!
وهل تنص أبجديات الامن القومي العربي على معادات دول الجوار العربي وتحديدا إيران والعمل على شيطنتها وشيطنة قيادتها وشيطنة دورها الإستراتيجي وبالتعاون والتحالف مع الكيان الصهيوني..؟!
أن النظم العربية الحالية لاتعرف ابسط أبجديات الأمن القومي العربي ولا تدرك قوانينه ولا اهميته، وإنما تحاول المتاجرة به إعلاميا لتبرير خيانتها للامة وشعوبها واهدافهما الحضارية من ناحية ومن الاخرى تظليل الجماهير العربية ودغدغة عواطفها بالشعارات الزائفة التي تسوقها ماكينة الإعلام للانظمة المرتهنة والتي تتلقفها من المطابخ الصهيونية والامريكية..؟!
لقد تابعنا جميعا ومنذ سنوات كيف تحول ( البرنامج النووي الإيراني) ذات الغاية السلمية إلى كابوس يقلق مضاجع بعض الانظمة العربية التي ذهبت لتحتمي بالكيان الصهيوني وتقيم العلاقات معه والتحالفات متوهمة ان هذه العلاقة سوف تبعد عنها شبح المخاطر التي زرعت في ذاكرتها كذبا وزورا من قبل اعداء الامة؟!
ويرى البعض ورؤيتهم قاصرة ان دول الخليج تخشى من التوسع والنفوذ الإيراني بحكم الارتباط الجغرافي بينها وبين إيران وهو الارتباط الذي يصل حد التمازج والتداخل والشراكة، طيب ما بال بعض دول المغرب العربي وهرولتها نحو كيان العدو كحال مملكة المغرب التي بدورها ذهبت للاستنجاد بالعدو للاستقوى به ضد جارتها وشقيقتها الجزائر..؟!
والمؤسف ان كل انظمة التطبيع ترى ان علاقتها بالكيان الصهيوني سوف تتكفل لها بنسج علاقة متميزة وراسخة وقوية مع البيت الابيض وهي رؤية خاطئة في لحظة تعيد فيها خارطة العالم تشكيل اطيافها وفق موازين قوى جديدة لا امريكا ولا الصهاينة ولا بقية محاور الهيمنة الاستعمارية يملكون القدرة على استشراف افاقها او معرفة مراسي التداعيات الدولية الراهنة.
ان المشروع النووي الإيراني حقا مشروعا للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي غدت قوى إقليمية يصعب تجاهلها او تجاوزها فيما انظمة ( الذل والارتهان العربية) عاجزة في التعبير عن ذاتها ومصرة على البقاء تحت المظلة الامريكية _ الصهيونية وكان قدرها هو المضي بمسيرتها التقدمية إلى الخلف، بعد ان اثبتت الاحداث ان كل محاولات شيطنة إيران قد فشلت بل زادت إيران قوة وحضور بوقوفها إلى جانب الشعب العربي في فلسطين وحركته المقاومة التي تخلى عنها العرب بل وجرموها نزولا عند رغبة امريكا والكيان الصهيوني..!
قطعا لا اقول هذا القول بدافع التعصب لإيران بل حسرة على انظمة عربية أستاسدت حياة العبودية والارتهان لأعدائها بل وادمنت حياة العبودية لدرجة يصعب عليها خلع معطف العبودية الذي ترتديه مهما حاولت تحديث خطابها وتلميع حضورها ونشاطها.
منذ العام 2010م انطلق ماراثون التنافس على زعامة المنطقة وملء الفراغ الاستراتيجي في فضاء الوطن العربي والذي ظل شاغرا منذ رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وقد حاولت كل من ( الرياض) و ( تل ابيب) و ( انقرة) ملء هذا الفراغ وكل عاصمة حاولت بطريقتها تغطية هذا الفراغ خاصة بعد تدمير العراق من قبل الاحتلال الامريكي وتجميد قضية فلسطين وإطلاق يد الكيان للعربدة راسيا وافقيا على الخارطة العربية الفلسطينية ثم التكالب العدواني على سورية وليبيا واليمن ومحاولة تمزيقهم او على الاقل تحويلهم إلى كيانات فاشلة وتطبيق مشاريع ( الكنتنة) على نطاقهم الجغرافي، اي تحول المجتمعات العربية داخل هذه النطاقات القطرية إلى ( كانتونات) حزبية ومذهبية وقد تحققت بعض اجزاء هذا المخطط، لكن اخفق المتنافسون في تحقيق اهدافهم الكلية وبرزت ( طهران) كقوى إقليمية استطاعت فرض خيارتها وانصاع العالم لشروطها وفيما ذهبت ( انقرة) تبحث عن ملاذات بين غبار الازمة الاوكرانية، هرولت ( تل ابيب) نحو شواطئ الخليج العربي لتقيم عليها ( فنارات) الرصد والترقب لنشاط ( طهران) التي اصبحت تطل براسها على كيان الاحتلال من تلال الجنوب اللبناني ومن مرتفعات الجولان العربية السورية، لياتي ( اتفاق ابراهام) كتعويض عن ( صفقة القرن) الساقطة بالضربة القاضية ولرفع الحالة المعنوية لكيان استيطاني يعاني ازمات مركبة.. فيما ( الرياض) زادت من غضبها على الجغرافية اليمنية وليدفعها غضبها للاتجاه شرقا لمغازلة بكين وموسكو دون ان تغفل لقاء الكواليس مع كيان العدو لتجعل منه حمال رسائلها لسكان البيت الابيض..!!
لتبدو طهران هي الفائزة بسباق المارثون وان على طريقتها بمعزل عن كل الحسابات والعبرة في اتفاق ( فيينا)؟!!
فاي عرب، واي عروبة، واي امن قومي عربي تتحدث عنه انظمة المنطقة باللغة ( العبرية) ..؟!