المحاضرة الرمضانية الأولى للسيّدِ القائد (حفظه الله)..
إب نيوز ٣ إبريل
تلخيص#تسنيم الدّيلمي
_شهر رمضان من الفرص التي أتاحها الله للإنسان، وهيء له فيه ظروف ملائمة لتزكيةِ النفسِ وتربيتها إيمانيًا وهدايتِها بهدى الله.
_أبواب رحمة الله متاحة للإنسانِ في كُلِّ وقتٍ وأوان،والإستقامة والصلاح والتقوى أمور مطلوبة مِنّا بإستمرار حيث أنّ التذكّر عاملًا مساعِدًا على الإستقامة.
_هيأ الله للإنسانِ فرصٍ كثيرة تساعده على الإرتقاءِ الإيماني والأخلاقي من جهةٍ، واكتساب الأجر والثواب وأن يحظى بالقُربِ من الله تعالى،وتعزيز علاقته الإيمانية بالله من جهةٍ أُخرى.
_تتهيأ الظروف في رمضانِ مع أجواء الصيام كمحطةٍ للصفاءِ الذهني والنفسي وللقابلية لهدى الله وهي فرصة لنذكّر أنفسنا بهدى الله {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْـمُؤْمِنِينَ}.
_القرآن الكريم في أثرهِ العظيم على المستوى التربوي شفاءٌ للنفسِ البشرية من كل ماتعانيه من الترسبات والعلل الأخلاقية.حيث أنّ لتدبر آياتهِ وتأملها وتقييم أنفسنا وتوجهها عَملياً أثر كبير في تلافي جوانب القصور وإصلاح مواضع الخلل.
_ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}.الغاية العملية المرجوّه من الصيامِ هي (التقوى) وهي ثمرة تربوية لها أهمية كبيرة،تساعد الإنسانِ على الإستقامة وتقيه من نتائِجِ الأعمالِ السيئة.
_الأعمال السيئة ونتائجها السيئة مصدر الخطر على الإنسانِ بالدرجة الأولى والمُباشرة،وهي مصدر الشر في هذه الحياة.
_التقوى مسألة مهمة جداً يجب أن نستحضرها عند صيامنا وعند توجهنا لكل مايساعد على تزكية النفس، حيث أنّها تضبط الأداء العملي للإنسانِ وتقيه من النتائج السيئة التي تخرج به عن خط الإيمانِ والتقوى.
_يكتسب الإنسان التقوى من خلالِ الصيام، والإقبال على الأعمالِ الصالحة، والصبر، واكتساب المنعة أمام أهواء النفس ورغباتها،بالإضافةِ إلى الإهتداء بالقرآن الكريم.
_مجتمعنا لا ينقصه الإقرار والإعتراف والمعرفة بل ينقصه التقوى؛لذا يجب علينا التزود بالتقوى والإلتزام بها كحالةٍ إيمانية لننجّي أنفسنا من عذابِ الله ومن العقوبات التي توعّد الله بها من ينتهك المحرمات ويقصر ويفرط في أداءِ المسؤوليات.
_يذكرنا الله في القرآن الكريم على أهمية السعي لوقايةِ أنفسنا من عذابه.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
_الإنتماء للإيمانِ فقط لا يكفي في وقاية النفسِ من عذاب الله وناره،لذا لا بد من السعي عملياً لوقايةِ النفس من عذابِ الله الرهيب.
_على الإنسانِ مسؤوليةِ النجاة بأُسرتهِ من عذاب اللهِ.
_عاقبة تهاون الإنسان واستهتاره تجاه المحرمات والسير وراء شهوات النفس ومزاجيتها الخلود في جهنم وهذه هي الخسارة الرهيبة وبالذاتِ عندما يكون في ظلِّ فرصة وظروف نجاة مهيئة للفوز.
_{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} هذه الآية بحد ذاتها كافية للمؤمنِ حقاً في أن يسعى للتقوى.
_إنّ مايأتي للإنسانِ على المستوى الشخصي وكثير مايعانيه ويواجهه من المصائِب هو ناتج عن تقصيره وإهماله وتفريطه،وهذا كافٍ أيضاً في الإندفاعِ للتقوى.{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}.
_{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْـمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} هذه الآية تبين حجم مايحصل في المجتمع البشري من المعاصي والذنوب والجرائم والمفاسد التي لو لم يعجل الله لهم المؤاخذه عليها لهلكوا، ولهلكت كل مظاهر الحياة وهذا أمر رهيب يبين حجم التفريط والتهاون في الواقع العام لدى الناس.
وفي تعجيل هذه العقوبات عظة وتذكير للرجوعِ والإنشدادِ إلى الله بالتوبةِ والإستغفار والإنابة إليه.
_سبيل الخلاص مما يعانيه المجتمع من ضنك في المعيشة وعناء ومشقة وجدب هو #الرجوع إلى الله والإنابة إليه بالتوبة والإستغفار واستغلال هذا الشهر الكريم بالدعاءِ والتضرع أيضاً، مع الرجوع العملي وتفقد جوانب القصور لدينا وإصلاحها كَي يقبلها الله.
_بيّن الله تعالى لنا ثمرة التقوى العظيمة والنتيجة الكبيرة للتوبة، للتقوى،في عالمِ الحياةِ الأبدية الدائِمة {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْـمُتَّقِينَ}الجنة والتي تحدث الله عن تفاصيل النعيم فيها لذا لا بد من التقوى للوصولِ إلى الجنة.
_للتقوى آثار عظيمة سواء ماكان في عاجلِ الدنيا أو آجل الآخرة،ففي هذه الدنيا عندما تكون متقياً لله لن تكون وحدك في مواجهةِ هموم هذه الحياة ومتاعبها وأعبائها وصعوباتها بل الله معك يفرج عنك ويتولاك برعايته. {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} وفي الآخرة يورثك جنة الخُلد.{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا}
_{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِـمُونَ} أولاً يجب أن نذكر أنفسنا أننا جميعاً معنيون بنداء الله، وفي سياقِ الحديث عن مؤامرة أهل الكتاب للإرتدادِ بالمسلمين عن دين الله يجب التصدي لهم في مواجهة مؤامراتهم وتحصين المجتمع المسلم من التبعية لهم والطاعة لهم.وهذه مسؤولية كبيرة وعظيمة ومهمة تصل أهميتها إلى هذا المستوى{اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}لذا يجب علينا الحذر والجد والإنتباه واليقظة من التفريطِ في هذه المسؤولية؛ لأنّ عاقبة التفريط علينا خطيرة جداً في الدنيا والآخرة لذلك يجب استحضار التقوى.
_{فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}وفي مجالِ إصلاحِ ذات البين يجب استحضار التقوى لإصلاحِ ذات بيننا وعدم السماح بإن يفسد ذات بيننا ويسوء،لأنّ فساد ذات البين من إساءات واغتياب وافتراءات واتهامات وسوء الظن مفسدة رئيسية تتفرع عنه الكثير من المفاسد بالإضافةِ إلى تشكيلِ عائقٍ حقيقي أمام القيام بالمسؤوليات الجماعية كما ينبغي.
_وعلى سبيلِ المثال استحضار التقوى في المعاملات المالية والحذر من الربا الذي يعد من أكبر الجرائم المترتب عليه نزع البركات وانتشار المخاطر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
_وفي مجالِ الأرحام{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا} تحتاج إلى تقوى الله بدءاً من المحيط الأسري لتعمل ماعليك من إلتزامات وتحذر ما نهى الله عنك.
_التعاون على البر والتقوى من العناوين الكبيرة والعظيمة والمهمة ومن المسؤوليات العامة على المجتمع{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}فتقوى الله في التعاون بالبر والحذر من الإثم والعصبية.
_وفي مايتعلق بالجهادِ في سبيل الله يقول الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } اتقوا الله ولاتفرطوا في هذه المسؤولية العظيمة التي يترتب عليها عزتكم وقوتكم وانتصاركم وتمكنكم من الحرية والإستقلال واحذروا التفريط.
_{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
يأتي الأمر بالتقوى أيضاً في مجالِ الصبر والمصابرة والمرابطة والتحذير من التفريط في الصبر والثبات على الموقف ويذكرنا بالغاية العظيمة التي وعد الله بالوصولِ إليها إذا إلتزمنا بذلك وهي{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
_ إتباع القرآن الكريم مقترن بالتقوى {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} اتقوا الله في اتباعه وفي ان تنحرفوا عن إتباعه لأنّ التفريط في ذلك يترتب عليه عقوبات ومخاطر كبيرة في الدنيا والآخرة.
_يجب علينا استحضار التقوى في إلتزامنا وفق توجيهات الله وفي ماعلينا فعله و ماعلينا اجتنابه، والتخلص من الإتباعِ لأهوائنا ومزاجنا الشخصي ورغباتنا ومخاوفنا، وأن نحرص على أن لا تكون هي المعتمد الذي نبني عليه أعمالنا ومواقفنا وتصرفاتنا.