وجوه الخيارات السياسية في لبنان لفريقين متباعدين وآفاق المرحلة:
إب نيوز ١٣ إبريل
كَتَبَ : إسماعيل النجار
منذ إستقلال لبنان الكبيرعام ١٩٤٣ حتى بلوغهُ العام ١٩٧٥ وحُكَّامه الموارنة ومَن والآهُم من باقي الطوائف ينتهجون سياسة التِبَعيَة إلى الخارج،
وقد حَوَّلوا لبنان ضِمناً من دولة مستقلة إلى مقاطعة أميركية أو فرنسية لكن بوجهٍ لبناني،بمقابل السماح لسلطتهم ألعيش أمداً أطوَل حيث سَنُّوا القوانين التي تخدُم مصالحهم المادية وشَرَّعوها واستمدوا منها قوَّة نفوذهم وسيطرتهم على مُقَدرات البلاد، حتى استطاعوا السيطرة على مفاصل الدولة والحُكم من دون أيَّة معارضة داخلية وازنة، بإستثناء ما قامَ بهِ الشهيد الزعيم أنطون سعادة من ثورة حقيقية وأُعدِمَ بسببها ظُلماً وعدواناً لكي لا تقوم لأي أحد من بعده قائمة بعد ذلك.
بعد نشوب الحرب الأهلية تبدَلَت الأمور كثيراً، وعاشَ لبنان مرحلة الإنتقال من المارونية السياسية إلى الشراكة الوطنية جَرَّاء مؤتمر لوزان ١٩٨٤، التي تبعها توقيع إتفاق الطائف في 22 اكتوبر 1989 وتم التصديق عليه في 4 نوفمبر 1989، وثم خسارة رئيس الحكومة الإنتقالية آنذاك ميشيل عون للمعركة ونفيِهِ إلى فرنسا، والبدء بتوحيد الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة تحت قيادة الرئيس الهراوي، وحكومة الرئيس الوطني سليم الحص التي مَهدَت لعصر الحريرية السياسية عام ١٩٩٢،تلك المرحلة الإنتقالية التاريخية في حياة لبنان والتي أسسَ لها الرئيس الراحل الياس الهراوي مغارة علي بابا والأربعمئة حرامي وكانت السبب الرئيس بوصول لبنان إلى ما هو عليه الآن من مصائب وإنهيارات،
الطبقة السياسية التي حكمت لبنان منذ العام ١٩٩٢ لغاية اليوم تصنيفها كالتالي :
فريق مقاوم،
وفريق مقاوم للمقاوم والمقاومة،
وفريق عدو للمقاوم والمقاومة،
الفريقين الآخرين كانآ هُمآ الخطر الأكبر على مقاومة لبنان ألتي لمعَ نجمها الساطع في سمائه منذ العام ١٩٨٢ لغاية اليوم،
فإتَبع البعض معها سياسة المداهنة وضربة على الحافر وضربة أخرى على المسمار؟
والبعض الآخر إتبَعَ سياسة المواجهة وإعلان العداء العلني لها وطالبَ بتجريدها من سلاحها متماهياً مع الطلبات الصهيونية الأميركية السعودية،
اليوم يعيش لبنان دوَّامة الصراع العربي الإسرائيلي من داخله، حيث يجهَد فريق يحمل الهوية اللبنانية موالي لعوكر لكي يحصل على الأغلبية البرلمانية لتشكيل حكومة من دون حزب الله للمطالبة بتجريده من سلاحه، وتسليم أميركا كل ثروات البلاد والعباد حفاظاً على إمتيازاتهم ومصالحهم الشخصية وأموالهم وتوريث أبناؤهم المقاعد البرلمانية،
وفريق آخر مقاوم حَرَّرَ الأرض وحَمَىَ العِرض ومنع الغرب وإسرائيل من سرقة مياهه وثرواته، يسعى لكي يكون لبنان وطناً حراً سيداً مستقلاً لهُ ما لهُ وعليه ما عليه نِدَّاً ب نَد مع الدُوَل العربية من دون أي تمييز،
هذا الفريق المقاوم يخوض معركة بقاء لبنان، بينما فريق عوكر يخوض معركة بقاء السلطة والإمتيازات بأيديهم،
لذلك لن تقوم للبنان قيامة في ظل استئثار مستوردي الإستعمار الحديث في السلطة، ولن يكون وجه لبنان إلَّا مقاوم مهما بلغت التضحيات.
بيروت في…
13/4/2022