الضَّلالُ المُركَّب .
إب نيوز ١٥ إبريل
*كتب : منتصر الجلي
انطلاقا من مرتكزات الحياة والتي نظر لها الغرب بالعجز تارة والتهرب منها تارة أُخر، مع التأويل والتحريف، والوقف على الأطماع والأهواء، ستكون رحلت حروفنا هذه من خلال ما طرحه الشهيد القائد السيد ” حسين بدر الدرين حوثي رضوان الله عليه”
في معرفة الله وعده ووعيده الدرس العاشر والذي ساق من خلاله قوله تعالى ( *وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِين* َ) سورة فصلت- آية (29)
مُسلَّمٌ لدينا كمسلمين أن منهجيتنا القرآن للدين الإسلامي بشكل عام ، وأن التسليم بكل ما أنزله الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم والأخذ به جملة وتفصيلا، كمنج وأمر إلهي حسب النصوص الآمرة بذلك كمعالم بناء تستقيم به الحياة، وواقعنا الأسلامي على وجه الخصوص.
إذ أجملنا الحقيقة وتتبعنا بعين التأمل عن جوهر الكتاب، نجد خير من تناوله وقدمه الشهيد القائد، لا غيره، في رؤية محكمة البنان كاملة التوضيح بيِّنة الشواهد، وللسائل أن يقول : كيف؟
الإجابة تكمن في مضان العصر ومستجدات المرحلة وبصيرة السيد حسين التي وجدت عن معرفة راسخة للقرآن الكريم وبه، في تقديمه للموضوع بالشكل
الذي وضع الآيات في مواضعها واسقط حججها على بينة الحياة وفي أوساطهم.
في شمولية الضلال الذي مضى على بوتقة العالم بجزأيه – الغربي والإسلامي-تجد الحداثة الفكرية والإيديلوجيا التثقيفية للشعوب مهدت لقيام أجيال فاقدة الرؤية العميق للضلال على مستوى البلاد العربية جرَّاء الثقافات المدرجة عن أهواء سلاطين وعلماء سوء ، وقوانين سطحية الأفق، نتج عنها شعوب ومجتمعات ذات فلسفة فكرية غربية مدجنة في أوساط الأمة تزعمت آثارها العلمانية والرأس مالية والقومية والديمقراطية والمصطلحات الفاقدة الهوية، كلٌ لها مدرجاتها من حيث الترغيب والترهيب والأطماع وسياق الحياة وبشرية الآدمي.
والبعض أرضخ التأويل والصنعة في التحريف لمعاني القرآن مدعمة إياها بالنص النبوي الذي اصبح حُجَّة كل حَجُّة لدى غالبية المثقفين ذوي الطوائف المتعددة
برزت منها الوهابية والبهائية وداعش والصنعات الكثيرة المغلوطة، وهؤلاء يصح أن يصطلح عليهم ” الفلسفة العقائدية الهزلة ” ليس هُراء أو محض افتراء، بدليل منهجية كلٍ منهم، تعدد الأطر لدى أصحاب الاجتهاد والفقه الإنساني، وهو إنساني بحت ففقد الصواب، عملت تلك الأفكار على تطويع النص القرآني والنبوي حسبما يتلائم مع مناخات الأمير والسلطان ، والتوجه وإن كان فاسقا لا يجوز نهيه.
الشق الثاني: من الضلال الذي تمثل في أقلام التحريف على الكتاب وما انزل الله، وهم طبعا اليهود، إذ لم يتركوا العالم العربي أو الغربي بما فيه من قارات وشعوب وثقافات وسلك مجتمعي، كله خضع للرؤية اليهودية والوثنية، على جنبات كل حياتهم، انسلخت المجتمعات الغربية من حالة الفوضى التي ليس لها قيد اوحد، فحين كانت المجتمعات الغربية والفرد في تلك البلدان ناشئاً على الحياة بملكة النزعة الروحية والمادة من حوله بمختلف أصنافها، ملذات ومال وتحقيق رغبة النفس، فقُدِست لديهم الأهواء وغلب على تلك المجتمعات الرذيلة والنفس وأحادية الوجود ولا وجود بعد هذا.
هنا نجد الضلال الذي أورثته الكنسية وما صنعته المعتقدات الهدامة هي بؤرة الشر ومنبع الضلال، فكان سيل الأفكار والمعتقد والتوجه ينصب الى تأليه الحياة والحاكم والقس والراهب والوثني والمادة، لذا حصلت الفوضى وانعدم عنهم المسمى الإنساني الى الواقع البهيمي.
لقد عمل اليهود طوال التاريخ على إضلال البشرية على أصعدة عدة، فتارة باسم الدين وتارة باسم العلم وتارة باسم التقدم الحضاري والكشف عما خلف المستطاع، نتج عنه النظريات المُنظِّرة لماهية العيش، ولم يبحثوا عن حقيقة الله! إن الضلال المركب ترك العالم
في طفرة لا إنسانية فحكم السلاطين بالجور وصنعت الأسلحة الفتاكة وذهب العقل الى تدمير ذاته وترك فطرة الله
التي فطره عليها.