رَئِيسُ الجِهادُ والإستشهاد

إب نيوز ١٧ إبريل

_*تسنيم الدّيلمي

توارى قلمي حياءً واستحياءً،وعجزت أبجدية لغتي ومفرداتها،وبلاغة كُلمي،في الحديثِ عن رجل المسؤولية،رئيس الحماية والبناء، من بلغ ذروة الدين كمالاً وذروة الأخلاق رُقياً،وصفاء الروح بريقاً،البشوش دوماً مع المستضعفين والوجهاء،ذلك الرجل المعطاء المغوار،أشتر عصره في عهدِ حفيدِ الإمام علي كرم الله وجهه،صالحٌ اسمٌ على مُسمى.

رئيسٌ من طِرازٍ إيماني، حيدري، قُراناً يمشي على الأرضِ،جَلّ أن نجد له نظيراً في كلِّ أنحاء المعمورة،لم يكن كسابقيهِ يكتفي بالمكوثِ على كرسي السلطة،والإنشغال ببناء وتعمير قصور الدنيا الفانية وجمع المال المحرّم ونهب خيرات اليمن وتراثه،وبناء مدن أثرية وسكنية في البلدان الأُخرى على حسابِ هذا الشعب المضيوم والسعي كل السعي لإفقاره،وإضعافه، بل كان نزيهاً وشريفاً،وحراً أبياً،لم يكتسب من شعبنا الميمون أيِّ مكاسب ذاتية،ولم يمتلك حتى منزلاً بسيطاً للسكن فيه وعائلته، كان سلام الله عليه نزيهاً ومتقياً كالإمام علي عندما أطفأ شمعة بيت مال المسلمين وأسرج فتيلة شمعته الشخصية،وذلك إنقياداً لأوامر الله،فلو كانت الرجولة والإستقامة والإخلاص شخصاً،لكانت صالح الصماد،

ثقفَّ وأرشد، وجّه وأدار،أعدّ وبنا كوادراً صمّادية مقتبسة من ذاته القُرآنية الحيدرية،خَطب في الناسِ ووعاهم،جاهد وأنفق، وتفقد رعيته في شتّى المجالات والجبهات،كان سلامُ الله عليه متواضعاً،ولم يرى نفسه بعين العظمة والغرور،وأنه رئيساً ليس عليه سوى التمركز في مقعد السلطة،ورؤية نفسهِ متوجاً بالملك،بل كان في زهده وتواضعه مواطناً عاديٍّ جداً،بسيط للغاية،بل ورأى أن مسح الغبار من على نعال المجاهدين أشرف من كلِّ مناصب الدنيا،عظيمٌ هو صالحنا عند الله،والقيادة،وفي عينِ شعبه.

لم يروق صمادنا لأنيابِ شرِّ المنطقة؛لمناصرتهِ لقضيةِ شعبه وقضايا الأمة الإسلامية وتمسكه بهنَّ،ولأنهم رأوا حب وتمسك الشعب به،وسِجل إنجازاته الضخمة والعملاقة في فترةٍ وجيزة،وشعاره المرعب لهم(يدٌ تبني_ويدٌ تحمي) فخافوا منه وغضبوا من فكره الفذّ والنير وعزمه وإحسانه وسعيه لعلو ورفعة شعبه،ولإنه لم يكن مسيّراً بإيديهم،ومنفذاً لجرائمهم و مخططاتهم،فسعوا لإفتراسهِ بكمينِ أنيابهم الحادة والشريرة،فارتفعت روحه الطاهرة محلّقة في سماءِ بارئِها،بشوقٍ للرفيقِ الأعلى،حيث النبيين والصديقين والشهداء العظماء،فابتهجت السماء بأن أصبح من سكّانها،وحزن الجميع صِغاراً وكباراً وشيوخاً على فراقهِ حزناً بالغاً،وكان تلقينا خبر استشهاده أمراً لايصدق ولايستوعب،شق أفئدتنا،وترك فينا ندوباً لاتبرى و لاتنسى ولاتغيب عن الذاكرة،أرادوا أن يفنوه،غِلاً وحِقداً ولكنّهم جَهِلوا أنهُ لا فناء لِثائِر، عَمّد مصداقية إنطلاقته،بشهادةٍ وحياة أبدية.

ظنّوا أنهم سيوهنوا شعبنا ويخورون بقواه،ويمحون ذكر الصماد العطر ولم يعلموا أنّ بعض الظنّ إثم،فقد أثمرت دمائه خمس وعشرون مليون صماداً،في شتّى نواحي الجبهات الداخلية والخارجية،وصمّادنا حيٌّ في ضيافةِ الله،وفي أنفسناوشريكٌ هو معنا في صناعةِ الإنتصارات،والتصدي لاضطهاد دول الكفر والفساد،ومسيراته هي المقتصة لدمهِ الطاهر والمانحة لنا الحياة{ولكم في القصاصِ حياة}،جميعنا محتذيون أثرهِ، وكلنا الصماد، فسلامُ الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة

You might also like