رجل المرحلة الإستثنائية

إب نيوز ٢٠ إبريل

آيةﷲ الدرواني

على أمواج الأحداث وتسارعها وأعاصير الأيام وتقلُبِها، دعونا نذهب في رحلة إستطلاعية نُنقّب من خلالِها على سلاطين شعوب الأمة وحكامِها، ونستنتج من خلالها كيف وضع الأمة الإسلامية ووضع سلاطينها على مر هذهِ العقود فهيّى لنبداء رحالتناااا.

تعاقب على أُمتنا العربية بل الإسلامية حُكام وقادات أساؤا لِمفهوم السلطة من منضور الإسلام، وإدارة الدولة من وحي القران.

فلا الدكتاتورية ولا البيرالية كان لها دواءً لداء أُمتنا التي تفتقر للقيادة الصالحة.

بل تجرعت الشعوب آلاف الويلات والمعاناة جراء حُكام الجور الذين هم تبعاً لأجندة معينة،
مما أدى لضعف الأمة وقهرها وانبطاح الشعوب وذلِها، والعمل على تكميم أفواهها عن إبداء أي موقف تجاه مظلوميتها ، وليس هذا فحسب بل تدجين الشعوب لخدمت أعداءها وتهيئة الساحة الإسلامية للغزو.

فُيرسم من خلال تلك الأنظمة سواء ما كأن منها نظاماً دكتاتورياً أو ملكياً سياسة التبعية والإذلال والوصاية،لأنهم تم صناعتهم من قبل الخارج.

وعلى أمواج هذه الأحداث المهينة، من حُكام وقادات منبطحين، يبرز رجل المسؤولية في زمان إستثنائي، ليُقّدم للعالم معنى القيادة بمفهومها الصحيح وكيفية إدارة الدولة وفق منهجية القرآن الكريم.

إنهُ الشهيد الرئيس صالح علي الصماد مُبلْسم جراح اليمنيين ومداوي آلامهم، في زمنٍ تكالب على هذا الشعب كل حُكام العراب والمنافقين بزعامة أهل الكتاب من اليهود والنصارى.

ويقف العالم مابين مشاركٍ في هذا العدون وما بين متفرجاً وصامت، ويغدو صالح الصماد رجل المرحلة الإستثنائية الذي أثبتت الأيام والأحداث كفاءته المُذهلة وعمله الدؤوب في تحقيق النصر خلال الفترة الذي تولى بها قيادة الدولة.

فلقد عكس الرئيس الشهيد من خلال حركته عظمة المشروع الذي تحرك منه وعظمة المدرسة الذي ينتمي لها وقداسة المنهج الذي يتحرك وفقه، كيف لا والقرآن الكريم منهجه.

فلم يتقيد بمذهب أو حزب أو طائفة معينه ينتمي إليها، بل كان كل إنتمائه ومرجعة من كتاب الله

فكان النموذج الأول والأرقى والأسمى لقيادة شهِدتها الأمة.

فلم يحذو حذو من قبلة من الزعماء في أن يتعامل من واقع تجبر أو تسلط، ولا أن يجلس يوجه التعليمات من مكتبه فحسب، بل كان عملياً متحركاً باستمرار ،
فتارةً نراه في ميادين الجهاد وحفلات التخرج العسكرية والتعبئة المعنوية للمجاهدين، وتارةً نراه يتلمس آلام المحتاجين والمظلومين من أبناء هذا الشعب الذي رأى في صالح الصماد الدواء لآلامهم وجراحهم الذين لطالما كانت أمنيتهم على مر عقوداً من الزمن.

فحمل معاناة الشعب على عاتقه وسعى لرفع المعاناة عنهم، وحمل العلم العظيم والذهن الراشد والحكمة البالغة والرؤية السليمة وهذا ماشهد له حتى أعدائه.

فهو خريج مدرسة الإمام علي عليه السلام، حيث استلهم منه مفهوم السلطة فكانت المناصب لاتمثل له شيء.
وهو الذي قال (( مسح نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا بكلها )).

وهو الذي قال ((فلا يشرفنا إلا أن نعود لشعبنا حاملين لراية النصر بإذن الله تعالى أو محمولين على أكْتاف الرجال شهداء وغير ذلك لا يشرفنا )).
فتجلى فيه قول الله سبحانه وتعالى ﴿ مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ فصدق الله وعده.

وخط بشعارة العظيم ((يداً تبني ويداً تحمي))مشروع البناء والجهاد.

فرأى الأعداء في الصماد رجل خطير لا يتوافق مع أدواتهم من زعماء عبريين، فعمدوا على استهدافه والتخلص منه.

فكان الرقم الثاني في دائرة الإستهداف، فلم يثنيه هذا على التقليص من عمله المكثف، بل زادهُ استمرارية للجهاد والتصدي للعدوان في كل المجالات.

فتغدو أمنية الصماد بالشهادة واقعاً لطالما تعطش لنيل هذا الحلم وتحقيقه، وأمل حاز عليه ووسام شرف ناله وغاية كانت هي الأسمى له دائماً.

فيرحل الصماد تاركاً خلفه الآلاف من صالح الصماد الذين صنعتهم كلماته وثقافته ووعيه،
وسيرسم الرئيس الشهيد بدمائه معالم لنصرٍ مبين ويبني بأشلائه معارجاً للثائرين، وتبقى كلماته وثقافته حيه في قلوب الملايين.

#الرئيس_الشهيد
#الذكرى_السنوية
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة

You might also like