رجالٌ بحجم المسئولية، الصرابي – إنموذج
إب نيوز ٢٧ إبريل
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
في بلادنا قد تحتاج في كثير من الأحيان إلى معجزة كي تقابل مسئولاً أو حتى تكالمه على الهاتف لمناقشة قضية خدمية تهم العامة من أبناء المجتمع، فمكاتب معظمهم -وكما هو معلوم- إما مغلقةٌ بإحكام أمام الناس، وإما خاويةٌ على عروشها طوال الوقت!
أما هواتفهم الثابتة أو النقالة فهي، إما مقفلة على طول، أو محولةٌ على الدوام!
أمَّا أن تطلب منه وبحكم موقعه تسهيلاتٍ مثلاً أو تعاوناً من نوعٍ ما لإتمام عملٍ مجتمعيٍ مطلوب أو انجاز مشروعٍ خدميٍ متاح، فأنت بذلك -وباختصارٍ شديد- كمن يحرث في الماء!
قليلٌ فقط في الحقيقة هم أولئك الذين تجدهم في التحامٍ دائمٍ والتصاقٍ بالجماهير يتلمسون احتياجاتهم ويعايشون همومهم ومعاناتهم ولا يألون جهداً في أن يبذلوا أقصى ما في وسعهم في سبيل خدمة الناس أو اسعادهم.
هؤلاء بالطبع هم من يعرفون واجباتهم جيداً ويتحملون مسئولياتهم كما يجب وعلى أكمل وجه وهؤلاء هم بالفعل من يستحقون منا دائماً أن نرفع لهم قبعة الإحترام.
ومن هؤلاء هو بطل هذه الحكاية :
الإستاذ إبراهيم الصرابي..
مدير عام النظافة بأمانة العاصمة.
لم أكن في حقيقة الأمر قد عرفته معرفة شخصية، أو هاتفته أو حتى راسلته من قبل، إلا أن صورةً إيجابية قد تشكلت له في ذهني سواءً عن شخصيته وما يتمتع به من (كاريزما) قيادية وعملية أو عن صفاته وما يتحلى به من أخلاق رفيعة وراقية..
كان ذلك طبعاً من خلال ما يحدثني به عنه كل من تجمعني بهم الصداقة أو حتى الصدفة من عمال وموظفي ومسئولي النظافة.
الكل بصراحة يجمع على ذلك.
ذلك ما شجعني فعلاً ودفعني أن أقرر مراسلته حين أردت أنا ومجموعة من الشباب وللعام الثاني على التوالي القيام بعمل مجتمعي يهدف إلى فتح مناهل الكتف المطل على السائلة المحاذية لحارة بير نهشل – حي البليلي تحسباً لاحتباس مياه الأمطار ككل سنة وارتدادها على منازل المواطنين.
لم تكن في الحقيقة سوى رسالة (sms) واحدة راسلته بها عرفته فيها بنفسي أولاً ثم عرضت عليه الفكرة وما يتطلب تنفيذها من دعم (لوجيستي) بسيط يتمثل في توفير عدد خمس بدلات وخمسة أزواج أحذية واقية من الأمطار لفريق العمل، ليأتيني منه الرد مباشرةً وعلى الفور بقوله في رسالة :
من عيوني!
بل أنه لم يكتفِ بهذا طبعاً، فقد زاد على ذلك واقترح في نفس الرسالة بأن يكون الإستاذ فيصل الغويزي مدير نظافة منطقة الصافية -والذي يسكن في حارة بير نهشل- هو نقطة الوصل والإتصال بيننا.
وفعلاً استلمت البدلات مع توابعها حسب الوعد والتي بدورها توزعت على فريق العمل وتم بحمد الله تنفيذ ذلك العمل المجتمعي على أكمل وجه وعلى مدى يومين اثنين بالتزامن مع هطول الأمطار كما هو موضحٌ في الصور المرفقة.
لذلك فقد كان لزاماً عليَّ أن أشكر هذا الرجل واشكر فيه هذا الحس الوطني والروح القيادية والعملية الفذة التي يتمتع بها والتي برزت من خلال حرصه الدائم على التجاوب مع كل دعوةٍ يرى فيها أنها تصب في خدمة ومصلحة المواطن.
نعم.. قد يكون ما قدمه لنا لا يساوي شيئاً بالمقاييس المادية والعملية، إلا أن تفاعله وتجاوبه السريع هذا قد وَلَّدَ في نفسي شعوراً مفاده أنني أمام رجلٍ وشخصيةٍ إستثنائيةٍ شآءت له الأقدار أن يأتي ويعمل في زمانٍ وظروفٍ استثنائيةٍ أيضاً.
فألف شكرٍ لك ولأمثالك أيها البطل الهمام :
الأستاذ إبراهيم الصرابي.
#معركة_القواصم