لأهمية المحورية لنصرة القدس
إب نيوز ٢٩ إبريل
بقلم/ بندرعسكر العسل
المسجد الأقصى الشريف والمبارك في بيت المقدس من أرض فلسطين التي يحتلها اليوم كيان العدو الصهيوني الغاصب وتسعى أنظمة العمالة الخليجية إلى تأبيد زمن احتلاله وإطالة عمر تدنيسه للأقصى الشريف من خلال جريمة التطبيع والمسارعة إلى الإرتماء في أحضان ذلك الكيان اليهودي وتنفيذ مشاريع وأجندات تآمره على الإسلام والمقدسات والثوابت الإسلامية .. قال تعالى :”سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَى ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ”.
ها هو المسجد الأقصى المعلم الإسلامي المقدس اللذي ورد اسمه في القرآن الكريم وارتبط ذكرهما بقصة إسراء الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم تجسيدا وتأكيدا على الأهمية المحورية لهذا المسجد ومقدار العلاقة والانسجام بينه وبين المسجد الحرام وما يمثلانه من رمزية ودلالات تعبير عن عزة وقوة أمة الإسلام ..
وهما محور الصراع القديم والمتجدد بين الإسلام وأعداء الإسلام من اليهود .. ذلك الصراع الذي تختزل الكثير من أحداثه ووقائعه ذاكرة التاريخ في مختلف مراحله القديمة والحديثة والمعاصرة ويؤكد حقيقة استمراره قول المولى عز وجل :”ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَٰكُم بِأَمْوَٰلٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَٰكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا *
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلْآخِرَةِ لِيَسُوؤوا۟ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا۟ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوْا۟ تَتْبِيرًا”.
ما حالهما اليوم ؟!!
الأقصى الشريف الذي بارك الله حوله وأحاطه بآياته العظيمة وأسرى بعبده محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليلا إليه وأثبت لنا تلك الحقائق في كتابه المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أصبح اليوم مغتصبا من قبل اليهود والأمريكان وشقيقه وتؤمه الروحي المتمثل بالمسجد الحرام أصبح اليوم منبرا لتبرير جريمة الخيانة السعودية الإماراتية البحرينية للمسجد الأقصى والتفريط فيه وبيعه لأعداء الإسلام من الصهاينة والأمريكان بإسم سلام التطبيع المزيف المخاتل والمخادع والمستخف بوعي الشعوب التي لا يولي ملوكها وأمراؤها وجوههم شطر البيت الحرام بقدر ما يولونها شطر البيت الأبيض وتلأبيب.
ما هو الواجب إذا؟
قال تعالى :”وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ أُو۟لَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ ۚ لَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِى ٱلْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ “.
أما المنع فقد ثبتت حقيقة منع نظام آل سعود لذكر الله في المسجد الحرام بمنعهم على المسلمين أداء شعيرة الحج العام المنصرم وأما السعي في الخراب للمساجد فقد سعوا أيضا إلى هدم وخراب المسجد الأقصى بتطبيعهم مع اليهود وايضا بتويعهم اتفاقيات تطبيع للعلاقة مع الكيان الصهيوني المحتل والغاصب ومباركتهم موافقتهم على اتفاق جعل مدينة القدس الشريف عاصمة لذلك الكيان.
وما دام المولى عز وجل يقول في محكم كتابه :”وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِۦ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ ۚ وَٱلْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ ٱسْتَطَٰعُوا۟ ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُو۟لَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْآخِرَةِ ۖ وَأُو۟لَٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ”.
فإن الواجب الديني والأخلاقي الذي يجب على أمة الإسلام في كل الأقطار أن تسخر كافة إمكاناتها للنهوض به وأدائه على أكمل وجه هو واجب النفير لنصرة المسجد الاقصى وتحريره من دنس اليهود الغاصبين عملا بقوله تعالى :”ٱنفِرُوا۟ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَٰهِدُوا۟ بِأَمْوَٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.
الواجب اليوم هو واجب النفير والخروج إلى ميادين الجهاد في سبيل الله والذود والدفاع عن ديننا وعن مقدساتنا وإنفاق أموالنا وقتال أعدائنا بأيدينا لإعلاء كلمة الله تنفيذا لأوامر الله قال تعالى : “قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ”.
وقال تعالى :”وقَٰتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ ٱنتَهَوْا۟ فَلَا عُدْوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّلِمِينَ”.
وقال تعالى :”وَقَٰتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ ٱنتَهَوْا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.صدق الله العظيم…
*مدير عام مكتب هيئة الأوقاف – محافظة إب