ثمار الصمود في وجه عدوان شامل
إب نيوز ٣ مايو
غازي منير
لا شك أن العدوان الأمريكي السعودي الذي دخل عامه الثامن قتل وأصاب عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء بينهم الكثير من الأطفال والنساء بدون أدنى رحمة وبتجرد تام عن مبادئ الإسلام وحتى عن الإنسانية والقوانين الدولية.
هذا العدوان الذي أعلن من واشنطن باللغة الإنجليزية والذي تقوده السعودية والإمارات وتشرف عليه أمريكا وبريطانيا ولا يخفى عن أحد الدور الذي تلعبه أمريكا في هذا العدوان الذي منذ أول غارة له استهدف المواطنين.
وعلى مدى سبعة أعوام متتالية وهو يرتكب أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه قام بقصف وتدمير البنية التحتية اليمنية حتى أنه لم يراع حرمة المدارس والمساجد وصالات العزاء والأفراح والأسواق والجسور والطرقات والمطارات والموانئ ووسائل النقل بل إنه يتعمد تدميرها، بمعنى أنه عدوان يستهدف كل شيء لتعطيل الحياة وتحويل أبناء الشعب اليمني إلى منكوبين ومشردين ونازحين ، عدوان شامل وقتل جماعي، كل الشعب متضرر والشهداء والجرحى الذين سقطوا بفعل غاراته من كل القبائل والطوائف والأحزاب.
وعلى المستوى الاقتصادي تعمد هذا العدوان فرض حصار جوي وبري وبحري وقام بنهب ثروات وإيرادات البلد التي هي حق لشعبنا العزيز.
ولا يعمل المعتدون إلا وفق ما يرون فيه إضراراً بالشعب اليمني، وهذا هو هدف رئيسي لهم، أن يصلوا بنا إلى حالة الاستسلام والانهيار التام كي يتمكنوا من السيطرة على بلدنا وشعبنا ونهب ثرواتنا.
كان خيار شعبنا منذ اليوم الأول هو الصمود في وجه عدوان شامل ، الصمود هو العنوان البارز في كل الجوانب ومن مظاهر هذا الصمود محدودية النزوح، إذ كان هدف للعدوان أن يتحول الشعب اليمني إلى نازحين وكانوا ينادون بذلك ويشجعون عليه وكان هناك نزوح محدود في مناطق الاشتباك لكنهم لم يتحولوا إلى لاجئين في مخيمات بل استمروا في حياتهم في مناطق أخرى وفي المقابل نرى خلال فترة وجيزة أقل من شهر أنه نزح في أوكرانيا ثمانية ملايين نسمة.
النشاط الزراعي استمر على الرغم من استهداف الحقول الزراعية والأسواق التويجية والبيعية بغارات مباشرة .. لقد استمر النشاط الزراعي إلى الأفضل بإذن الله وفي مقدمته زراعة القمح والخضروات والفواكه وكذلك استمر النشاط التجاري والحركة التجارية رغم استهداف العدوان الأسواق ووسائل النقل والطرقات.
كذلك استمر النشاط العمراني رغم أن تحالف العدوان دمر المئات من المنازل، العدوان يدمر والشعب اليمني يبني وهذا ملحوظ في مناطق كثيرة.
أما التكافل الاجتماعي فقد برز بنشاط ممتاز وتممت هذا النشاط هيئة الزكاة والمبادرات الاجتماعية التي كان لها نشاط جيد ومازال يتنامى بشكل ملحوظ وهذا يدل على الإرادة الشعبية اليمنية القوية.
وقد استمرت عملية التحشيد إلى الجبهات على مدى سبع سنوات دون توقف وفي حالات يكون التحشيد بشكل كبير جدا، هبات يمنية واسعة بشجاعة تعبر عن ثبات هذا الشعب ورجولته وصبره واستبساله، وأيضا القوافل ، قوافل العطاء، ورغم أن نسبة كبيرة من الشعب مستضعفون وذوو دخل محدود لكنهم يجودون لرفد ودعم الجبهات حتى النساء –يجدن بذهبهن وبكل غالٍ ونفيس.
وأيضا برز العنفوان والروحية الشعبية في المظاهرات والمسيرات والوقفات التي تدل على أنه شعب حي ، لم تكسر الغارات والحصار إرادته، وها هو يمضي بعزم لا يلين.
ومن مظاهر الصمود أيضا ردة الفعل الواعية فكلما زاد تحالف العدوان من جرائمه وحصاره كلما كان أبناء هذا الشعب واعيين يتجهون إلى الجبهات ويخرجون إلى المسيرات ، فهم يعلمون من هو المعتدي وهويته مفضوحة لديهم وواضحة ومعروفة لأنه لا يرتكب جرائمه في جنح الظلام وحسب بل ويعترف بها ، وكلما حوصر هذا الشعب أكثر كلما اتجه إلى الصمود والمواجهة أكثر ، على الرغم من أن العدوان كان يريد أن تكون ردة الفعل غير واعية وكان يريد توجيه السخط نحو حكومة الإنقاذ وأحرار هذا البلد ، يريد العدوان أن يحمِّل هؤلاء مسؤولية عدوانه وحصاره وعمل بحملات إعلامية ودعائية كبيرة جدا لكنها فشلت فشلا ذريعا وتلاشت أمام وعي الشعب اليمني الكبير، فهو شعب واع لا يمكن ان يخدع ولو خدع لكانت هذه هي الحماقة ولكن شعبنا اكثر وعيا من ذلك.
أيضاً نرى الصمود العسكري في الميدان في ظل ظروف صعبة جدا، وعندما نتأمل في الجبهات نجد قول الله تعالى ( فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين) وعلى الرغم من إمكانياتهم البسيطة أمام ما يملكه أعداؤهم من جيوش وأسلحة حديثة ومتطورة حتى أن بعضهم شاهدهم العالم وهم يقتحمون مواقع العدو ولا يمتلك بعضهم أحذية واستطاعوا تغيير استراتيجية المعركة وتحويل وضع العدو من الهجوم إلى الدفاع ويقومون بتنفيذ عمليات عسكرية برية وجوية وبحرية كبيرة وواسعة جدا وجعلوا العدو يتباكى علنا.
وأيضا الصمود في الجانب الأمني ، فقد كان العدو يحرص على تنفيذ الجريمة المنظمة والحرب الناعمة كالدعارة والمخدرات وعمليات إجرامية هدفها إثارة الفوضى، لكن الأجهزة الأمنية وعيون فرسانها الساهرة قامت بضبطها ومكافحتها وهذا نشاط ملموس في ظل ظروف صعبة ومعاناة كبيرة.
وأيضا الصمود في الجانب الاقتصادي الذي كان العدو يعتبره نقطة الضعف لدى الشعب اليمني لأنه لم تكن هناك –سابقاً – سياسة اقتصادية بناءة ترتقي بالبلد ، فاستغل العدو هذه النقطة وحاول أن يضيق على الشعب تضييقاً كبيراً.
وأيضا الجبهة الإعلامية ، ها هم الإعلاميون الأحرار يؤدون نشاطهم بصبر وفاعلية ، وللإعلام الحربي دور بارز ومميز وكبير وقدم الكثير من الشهداء من أجل نقل آيات الله وألطافه التي تتجلى في ميدان المعركة إلى العالم.
كذلك القنوات التلفزيونية وفي مقدمتها قناة المسيرة التي هي الآن في ذكرى انطلاقتها العاشرة، هي صدق الكلمة وهي صوت هذا الشعب وكل الأحرار وهي منبر للحق وللهدى وللحقيقة وهي التي تعبر عن مظلومية هذا الشعب ، ولهذا عمل الأعداء على توقيف بثها عدة مرات وتدمير مقراتها واستهداف عامليها.
القنوات الوطنية الأخرى والإذاعات والصحف وفي مواقع التواصل الاجتماعي هناك فرسان الإعلام الذين يتحركون بمسؤولية وجد.
ومن ثمار هذا الصمود هو التقدم في القدرات العسكرية من حيث امتلاك قدرات وخبرات، وتربية جيل واع بشكل كبير، ونقول للأعداء ويلكم من الجيل القادم الذي تربى في بيئة إيمانية على الصبر والجهاد والتقوى، والله وعد ولن يخلف وعده.. «والعاقبة للمتقين»