ما الذي نحتاجه فعلا؟
إب نيوز ٥ مايو
عبدالملك سام
أحيانا أفكر في أحوالنا اليوم، واتسائل عن السبب الحقيقي في إطالة أمد العدوان، فالمفترض أننا قد حسمنا الأمر منذ سنوات حتى لو أن أمريكا نزلت بكل ثقلها لمنازلتنا، فلماذا تأخرنا؟! النتيجة التي أصل لها دائما هي أن الأمر لا يمكن أن يطول إلا بسبب عاملين أثنين: أولهما عائد لدول العدوان نفسها من حيث أهدافها وامكاناتها وظروفها الداخلية والخارجية، وهذه أمور لسنا نحن المتغير الوحيد الذي يؤثر فيها؛ فهناك ارادة الفاعلين الخارجيين كالولايات المتحدة وإسرائيل والدول التي لديها مصلحة في إحتلال اليمن ونهب ثرواته واستعباد شعبه، وطبعا كل هؤلاء يقودون الحرب من وراء ستار، ولكنهم المؤثر الأول على أستمرارية العدوان بفرض ما يرونه على الدول التي في الواجهة كالسعودية والإمارات.
أما العامل الثاني فهو داخلي، وأعني به الطرف اليمني المقاوم لمشروع الاحتلال والهيمنة، وبمعنى آخر (نحن)، فكلما كان أدائنا فاعلا وقويا كلما أنعكس هذا على مدة المعركة! فما الذي يمنع هذا خاصة ونحن نعرف أننا نمتلك منهجا قويا ونقيا، وقيادة قادرة وشجاعة، وقاعدة صلبة وتمتلك الإرادة؟! فما الذي يمكن أن يزيد هذه القوة لتصبح أكثر تأثيرا وتكون العامل الأول في حسم هذه المعركة؟!
المشروع قوي بما يكفي ليغير وجه العالم برمته، ويكفي أنه يستمد قوته من روح الدين وقوة الحق. أما القيادة فأنا أجزم بأننا نمتلك قيادة لا نظير لها في الوقت الحالي على الأقل.. وهذا يعني أن العنصر المتبقي هو في القاعدة التي تنفذ المشروع وفق توجيهات القيادة وخططها، وهذا أمر سيفهمه الأشخاص العسكريين أكثر؛ فمهما كان الهدف والقيادة قويان فلا يمكن تحقيق الأهداف إذا كان التنفيذ ضعيفا وبطيئا، ولو ارتقى هذا التنفيذ إلى مستوى قوة المشروع والقيادة فإن المعركة لا محالة ستحسم وتكون نتيجتها النصر.
سأحاول أن أختصر هنا قدر الإمكان، على أن نحاول تغطية بعض الجوانب معا في مقالات أخرى.. ما أريد قوله هنا هو أننا في السنوات الأولى لمشروعنا حققنا نتائج عظيمة بالنظر للإمكانات التي كانت متاحة لنا في حينه، ولكننا لاحظنا فيما بعد أن هناك تباطؤ رغم أننا ما نزال نحقق نتائج جيدة، ولكن هذا لا يكفي فهو يرفع تكلفة الحرب! ففي ظروف الحرب لا يمكن أن يظل هناك من يركن للتباطؤ تحت تبريرات حتى لو كانت واقعية، فنحن بحاجة لأشخاص إستثنائيين لأن الوضع إستثنائي! ومن المعيب أن ننتظر من القيادة أن تفعل كل شيء بمفردها حتى الفصل في قضايا الناس، فالمفترض أن يتحرك كل واحد منا ومن موقعه لتحقيق المهام الموكلة إليه وزيادة، وضع خطا تحت كلمة (زيادة)!!
هذا ليس وقت مسؤولين يكتفون بتحقيق أي نتائج والسلام، أما عن المقصرين فلا أعرف ما هو الذي ينتظره الأشخاص الذين وضعهوهم في مناصبهم ليكفونا شرهم سوى أنهم شركاء لهم في تقصيرهم وفسادهم؟!! نحن نريد مسؤولين على مستوى عال من الجد والاخلاص، بل ومبدعين وقادرين على الابتكار ولديهم رؤية لحل كل المشاكل وتحقيق نتائج فوق المتوقع، فمثلا محافظ أي محافظة لا يجب أن يكتفي بافتتاح بعض المشاريع التي تظهره بأنه يقوم بدوره فقط وكأننا في حالة سلم، بل يجب أن يعي أننا في حالة حرب ويتصرف كقائد يحشد ويوعي ويتحرك ميدانيا وكأن محافظته هي التي تتعرض للهجوم لوحدها، وهكذا بقية المسؤولين حتى نصل إلى رب الأسرة!
بمعنى أننا لسنا بوارد أن ننتظر سنوات ليحقق فلان نتائج مقبولة بعد أن يفهم العمل، بل يجب أن نقوم بإختيار أشخاص يعرفون تماما ماذا يجب أن يفعلوا خلال أيام وساعات قادمة، فالوقت ليس ملائما للخطط (الخمسية) التي يتحفنا بها بعض المسؤولين الناعسين والتي غالبا ما تنتهي بإستدعاء الرجل المناسب في الوقت غير المناسب ليتحمل العواقب فقط!
لا نريد مسؤولين يبتدعون السكرتاريات والحواجز لينعموا بالهدوء ومزايا مناصبهم، بل نريد قيادات تتحرك مع طواقمها ميدانيا للبت في كل الأمور التي هم مسؤولون عن تحقيقها. يجب أن نضع الشخص (الإستثنائي) في المكان المناسب، نحن من المفترض في حالة طوارئ وتحشيد لو كنتم تفهمون معنى هذا أو فلتتعلموا من الآخرين، وليستحيي كل شخص لم يستطيع تحقيق شيء ومازال متمسك بمنصبه وهو يلوك الأعذار تلو الأعذار!! فهل فهمنا ماذا نحتاجه فعلا؟! ارجو ذلك..