الإمارات تضيف لأوهامها التاريخية “ألواحاً مسندية” مسروقة من معبد “أوام” الأثري بمأرب

إب نيوز ٦ مايو

 

لم يحدث عبر مراحل التاريخ، أن تقرر دولة حديثة النشأة تقديم مفاجأة تغالط بها العالم كله بأنها دولة ذات جذور تاريخية، وأنها ذات حضارة موغلة في القدم، بل وتريد من العالم الاقتناع بنزوتها العارضة، التي كانت نتاج طفرة نفطية حولتها فجأة إلى كيان ثري،

وفي لحظة نشوة وغرور الثراء يفكر حكامها أن بمقدورهم شراء التاريخ ونسبته لكيانهم الطارئ والمتخم بالأموال، ولم يكن في حسبانهم أنهم سيكونون مادة خصبة للتندر والسخرية بتلك الحماقة التي حالت بينهم وبين إدراك أن هناك سُنناً كونية لا تتبدل، منها استحالة شراء التاريخ أو ادعاء الانتماء إلى حضارة لمجرد أنهم يملكون المال، الذي لم يستطع ملء فراغ أرواحهم وفكفكة عقدة نقصهم التي حولتهم إلى ساخطين على كونهم طارئين وحديثي النشأة، بل وتطورت تلك العقدة حتى وصلت حد نقمتهم وكرههم لمن حولهم من دول كانت أولى الحضارات البشرية منذ ما قبل التاريخ، ومن السُنن الكونية والقواعد غير القابلة للتبديل أيضاً أن الغراب يظل غراباً حتى وإن حاول التنكر بارتداء ريش الطاووس.

 

باختصار ذلك هو واقع دولة الإمارات، الذي تحول إلى متوالية من الإخفاقات على المستويين الثقافي والتاريخي، منذ أن قرر حكامها تحويلها من كيان حديث النشأة إلى دولة ذات حضارة وتاريخ، حيث بدأوا ينسبون إلى أنفسهم احداثاً ووقائع تاريخية وموجودات أثرية وشخصيات تاريخية تخص دولاً وحضارات أخرى، وبمبالغة وصلت حد الابتذال، وجعلتهم هدفاً لسخرية العالم، خصوصاً الخليجيين أنفسهم، حيث لم يتوقع أحد أن تصل الجرأة والكذب بالإماراتيين إلى حد أن ينسبوا لأنفسهم شخصيات تاريخية مثل عنترة بن شداد، مثلاً، ويمنحونه الجنسية الإماراتية.

 

التحليق الإماراتي خارج نطاق الواقع والحقائق الناصعة كالشمس، أفقدهم الخجل والثقة بين شعوب العالم، وكيف لا يحصل ذلك وقد ادعوا أن أقدم حضارات الأرض- اليمنية والفرعونية والبابلية- كان لها جذور إماراتية، بينما لم يمر على نشأة كيانهم أكثر من خمسين عاماً، وإمعاناً في التزييف والادعاء أنشأ الإماراتيون في عاصمتهم أبوظبي نسخة معمارية مطابقة لمتحف اللوفر الفرنسي، والمشكلة ليست في تشييد البناء الذي يعد تحفة معمارية رائعة؛ بل تكمن في ملئه بموجودات ولقىً أثرية ومقتنيات تنتمي للحضارات السبئية والحميرية في اليمن، والفرعونية في مصر والبابلية في العراق، تمت سرقتها من بلدانها عبر شبكات تهريب ومافيا آثار، ومسئولين وتجار من أبناء تلك البلدان، اشترت الإمارات ضمائرهم ومولت عملياتهم الخيانية لأوطانهم بمليارات الدولارات، وتخلو نسخة اللوفر في أبوظبي تماماً من أي شيء إماراتي كونهم لا يملكونه، فالأعوام الخمسون التي مضت على وجودهم لا تسمح لهم حتى بالظهور في هامش التاريخ، وإذا ما وجدوا ذات يوم على ذلك الهامش فسيكون ذكرهم مقروناً بالسرقة والتزييف، ولا نصيب لهم أو إسهام في الحضارات البشرية والتاريخ الإنساني.

 

لا تزال الإمارات حتى اللحظة، تنشط في نهب وتهريب الآثار اليمنية، من خلال مسئولين في الشرعية الموالية للتحالف، وكان آخر أنشطتها المشبوهة نهب تحف تاريخية من أحد أهم معابد مدينة مارب الأثرية، وتتمثل المنهوبات الأثرية في تهريب ألوح مسندية تم نهبها من معبد أوام، حسب تصريح لمستشار سابق في حكومة الشرعية، حيث أشار الصحافي أنيس منصور، إلى أن جهات رسمية في الشرعية على اطلاع بما يحدث من نهب وتهريب للآثار، وقد نهبت الإمارات حتى الأشجار النادرة من أرخبيل سقطرى الذي تسيطر عليه، محاولة زرعها في صحاراها التي لا تحتمل الحياة فيها سوى الأشجار البلاستيكية

YNP –  إبراهيم القانص :

You might also like