‘كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر’ مبدأ التعصب الأعمى
إب نيوز ٨ مايو
د.تقية فضائل
‘كذاب ربيعة أحب !لينا من صادق مضر’ مبدأ التعصب الذي أعمى أبصار وبصائر الكثيرين ممن يتحيزون لحزب أو فكر أو طائفة أومنطقة وجرهم هذا المبدأ السلبي إلى سوء الاختيار ، من ثم كانت العاقبة الحتمية هي الخسارة المنكرة والندم وسوء المنقلب ، !نه الشعار الذي رفعه مناصرو مسيلمة الكذاب واتباعه في الزمن القديم استكبارا و تعصبا ضد المسلمين، في حين كانوا يعلمون أنه كذاب وأن رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ صادق وأن ما جاء به الحق من عند الله ، كانوا يعلمون أن مسيلمة رجل كذاب ورجل شؤم و أينما حل ، حل معه الخراب والدمار؛ فإن دعا لمريض مات ،وإن مسح على رأس صبي مرض، وإن شرب من بئر جف.
ومع علمهم بهذا آمن بدعوته أناس كثير من قومه ونصروه وكانوا يرددون كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر.
هؤلاء هم من يعرفون الحقائق حق المعرفة ولكن العناد والبغضاء يجعلان على أبصارهم غشاوة، والتعصب والمناطقية والطائفية تجعل على قلوبهم أكنة فيسئون الاختيار والتصرف ولا يقدرون العواقب وخواتم الأمور.
و كثيرا ما رأينا التاريخ يعيد نفسه بأحداثه ومجرياته ونتائجه، وتعود شخوصه ماثلة للعيان نفسيات و مواقف وسلوكات وممارسات ..فمن وقف مع العدوان وهو يعلم قطعا أنه يقف الموقف الخطأ وأن هذا العدو شر ودمار لليمن وأهلها منذ ابتلينا بجواره عشرات السنوات التي أذاق فيه اليمنيين الشرور ألوانا وأصنافا ، و قد استخدم هذا العدو المتعصبين مطية يمتطيها لتحقيق أهدافه الاستعمارية العدائية ضد بلادهم وشعبهم ، ولن يجني هؤلاء المتعصبون إلا الحنظل والسم الزعاف.
وما دفعهم لهذا الموقف المشين إلا تعصبهم المقيت لحزب أو فكر أو منطقة أو طائفة و بغضهم لبعض أبناء شعبهم الذين يخالفونهم فكرا ورؤى وانتماء حزبي أو مناطقي.
ويسعفنا واقعنا المزدحم بالأحداث المتنامية بأمثلة يصعب حصرها ويكفينا أن ننتقي القليل من الكثير؛ كي نفيد ولا نثقل و نوجز ولا نسهب .
هذه الفئة زرافات و وحدانا قدمت نفسها طواعية لخدمة العدو بحجج مختلفة كلها كاذبة واهية وهم يعلمون ذلك علم اليقين ، ولم يشفع لهم عند العدو بيعهم الوطن بثمن بخس ، فها هم في سجونه تنتهك حرماتهم وتهان ادميتهم والسجون الإماراتية في مناطق الجنوب تمتلأ بالمئات من قيادات حزب الإصلاح وهم من كانوا أكبر معين للعدوان في احتلال مناطق الجنوب ومناطق في الشمال، ومنهم من خرج وصرح بما مارسوه ضده من جرائم يندى لها الجبين.
وهاهم يختلفون معهم قليلا أو كثيرا على ما يرونه حقالهم وهو مرتب الارتزاق فيضربهم الطيران ويقتلهم بالعشرات والمئات بلا رحمة وبلا تمييز، فتتفحم جثثهم وتتقطع أوصالهم ويتركون في العراء فتتعفن اشلاؤهم أو تأكلهم وحوش البرية، وما حدث لكثير من المعسكرات وتجمعات المرتزقة ما زال حاضرا في أذهان الجميع.
ولكم في مصير هادي وأبنائه والأحمر والشدادي والمقدشي والحسني وابن بريك وغيرهم كثير من قيادات المرتزقةعبرة يا أولي الألباب لعلكم تتفكرون.
التعصب لا يبني الأوطان ولا يحافظ على الشعوب من أعدائها المتربصين بها ؛ بل هو وبال على أي بلد ترسخ في ثقافة أهله بعضهم أو كلهم، وهذه المرحلة البالغة الخطورة في تاريخ اليمن التي عشناها بكل تفاصيلها واكتوينا بنار التعصب، جعلتنا ندرك خطورة هذا المبدأ على حرية بلدنا واستقلاله، وعلى وحدة أراضيه وسلامة خيراته من نهب الطامعين، وعلى نسيجه الاجتماعي من والتمزق والاهتراء .
#اتحاد_كاتبات_اليمن