بناء الجيل الواعي هو البذرة لبناء الدولة
إب نيوز ١٣ مايو
احترام المُشرّف
أن تبني دولة لابدلك أن تنشئ جيلا بذرته صحيحة مرتوية من ماء عذب غير ملوث، أن تبني دولة اهتم قبلها بمن سيبنيها ويحميها ويحصن أسوارها، أن تبني دولة أبدأ بالأساس فأي بناء أساسه هش سينقض لا محالة وينهدم أمام العواصف. والأساس هنا هو الاهتمام بالإنسان، والإنسان هنا هو الأجيال الصاعدة فهى تحتاج إلى الاهتمام الكبير الذي لايقل اهمية عن الاهتمام بالجبهات العسكرية إن لم يكن أكثر، فأنت بالجبهة العسكرية تحمى الأرض والعرض من المعتدى الذي استطاع بشكل أو بآخر التوغل بسبب الخونة والمرتزقة من أبناء الوطن ؛ الذين تم بناؤهم وتأسيسهم بطريقة يريدها العدو الذي سعى لهذا منذ زمن طويل .
وهذا مايجعل الاهتمام بالتعليم والمراكز الصيفية وإنشاء جيل بذرته صحيحة قوية واعية ومدركة مايحدث من حولها، وهذا هو من تم التركيز عليه في المسيرةالقرانية المباركة، ألا وهو تدارك مافات على اعتبار أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، وأن نتدارك الأجيال الصاعدة فهذا هو عين الصواب. وقد اتخذ العدو هذه الطريقة أقصد تأسيس خونة في بلاد المسلمين لأنهم يسيرون وفق سيناريو معد من قبل متخصصيهم، ودليل على مانقول نورد لكم نصا شرح فيه كاتبه وهو مقاتل صيني قديم يدعي
(سان سو) ما أسماه (أعلى فنون الحرب)شرح فيه كيف تدمر دولة كاملة بدون قطرة دم واحدة ويعد هذا الكتاب مرجعا لايستغنى عنه في المجال العسكرى والسياسي وقد تم ترجمته إلى 29 لغة
يقول المحارب الصيني: إن أغبى طريقة لتنفيذ سياسة الدولة هى القتال، وإن أعلى فنون الحرب هو عدم القتال. بل تدمير أي شيء له قيمة في دولة خصمك إلى أن تجعله مختلا ولايستطيع أخذ قرارته أيضاً أن تجعله يثق بك ولم يعد يراك عدوه وقد قسم هذه الخطوات إلى أربع مراحل :
المرحلة الأولى، تسمى مرحلة إسقاط الأخلاق التى تحتاج من خمس عشرة إلى عشرين سنة ؛ كي يتم تدمير منظومة القيم في المجتمع وقد فسر تحديد هذه المدة الزمنية لأنها المدة الكافية لبناء جيل جديد على القيم البديلةالمبتذلة ،وفي هذه المدة بالمقدور التحكم في شخصية الفرد وبعدها يتم بسهولة محو هوية المجتمع ، ولهذه المرحلة عدة طرق أولها التقليل من قدسية الدين ورموزه، وأيضاً التركيز على تدمير منظومة التعليم، وكذلك تقديم الدين على أنه رجعي غير ملائم للحياة المعاصرة وعرض الشخصيات المعارضة للدين على أنهم هم أصحاب التفكير المستنير.
آخر خطوة في هذه المرحلة هيا تدمير العلاقات الاجتماعية عن طريق عمل منظمات وهمية مهمتها جعل الفرد يفقد إحساسه بالمسؤولية تجاه المجتمع أو الوطن وهذا عن طريق رموز إعلامية وليس بالضرورة أن تكون مشهورة ولكنها مسموعة ومرأية دائما ومع الوقت سوف تؤثر في المتلقى.
(انتهى كلام المحارب الصيني)
أوردنا لكم هذه الفقرة من كلام هذا الكاتب لكى نعرف بعد النظر الذي يتميز به قائد الثورةالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي _حفظه الله _ الذي حث فيه على أهمية المراكز الصيفية وكذلك الاهتمام بالتعليم بشكل عام وتركيز الاهتمام بالنشء بحيث يكون تعليم يبنى جيلا يقوم على حماية الدين بالشكل الصحيح ، وليس كما أورده لنا علماء الوهابية الذين أساؤوا وشوهوا الدين الإسلامي وجعلوه دين الإرهاب والتطرف و إقصاء الآخر وعدم التعايش،
وهذا مايميز المسيرة القرانية أنها التفتت إلى جانب العمل بالقرآن وتجسيده منهجا للحياة، في حين اوهمنا علماء الوهابية لعقود بأن القران تجويد وإدغام وقلقلة وتلاوة،
المسيرةالقرانية أتت في وقت أصبح لايعرف من الإسلام إلا اسمه ومن القران رسمه فقد. أتت المسيرة في وقت قد أنشأت لنا فيه الوهابية أجيالا يحملون شهادة علمية فارغة من محتواها أوصلتنا إلى مانحن فيه،
ولن أكون مبالغا إذا قلت بأن مشروع هذه المسيرة إذا تم الاهتمام به والعمل عليه كما بدأ به القائد المؤسس _رضوان الله عليه _ ولم يندس فيه من يغير فيه ويبدل فإنه سيكون مشروعا عالميا.
ولكن.وأكررها ولكن لابد من رعاية وحراسة لهذا المشروع القرآني الذي بالتأكيد سيندس فيه من يفسد جوهرة الجميل؛ لنعود لنفس الانحراف من الجانب الآخر ،وليس كلامي هذا تشاؤما أو تخويفا فهو ما ألمسه للأسف في بعض من يتكلمون باسم المسيرة ويرشون سمومهم في عسلها الصافي .
هذا ما أردت أن أوصله من باب الحب والنصح ولله عاقبة الأمور والله من وراء القصد والنية