قصيدة للشاعر المبدع معاذ الجنيد بعنوان “عِلمٌ وجهاد”
إب نيوز ١٥ مايو
“عِلمٌ وجهاد”
للشاعر الكبير/ معاذ الجنيد
(فَإِذَا فَرَغْتَ).. إذا فرَغتُمْ فانصَبُوا
وإلية في كُلِّ المسائلِ فارغَبُوا
ولهُ اءْلَهُوْا ولهُ الجأوا.. وبِهِ ثِقوا
ولهُ أنيبوا.. منهُ خافوا وارهبوا
إنِّي لأنصحُكُم ونفسيَ أولاً
وأنا المُقصِّرُ والمُسِيءُ المُذنِبُ
حتى نكونَ على ارتِباطٍ دائمٍ
بالله.. في طاعاتهُ نتقلَّبُ
من يَعْشُ عن ذِكرِ الإلهِ يُقَيَّضُ
الشيطانُ فهو لهُ قرينٌ يصحبُ
فإذا غفلنا.. فهو ليس بغافلٍ
عنّا.. ومن إغوائنا لا يتعبُ
أبوابُ وسوَسةِ الضلالِ كثيرةٌ
منها الفراغُ.. فأغلقوا وتجنّبوا
إبليسُ يسكُنُ في الفراغِ، وجُندُهُ
في بابِ غفلةِ كُلِّ قلبٍ رَتَّبوا
فلتجعلوا حرَكاتَكُم، سكَنَاتَكُم
في الله أو فيما إليهِ يُقَرِّبُ
بسبيلهِ نبني، نُصنِّعُ، نكتفي
نحمي، نُزارعُ أرضَنا ونُنَقِّبُ
الوقتُ أعظمُ مِنحةٍ وإذا انقضى
لهواً.. فمِن عُمري وعُمرك يُحسبُ
عن كلِّ ثانيةٍ سنُسألُ هل مضَت
منا بما يُرضيهِ أو ما يُغضِبُ!!
في الله ذُوبوا طاعةً وتولِّياً
ولهُ استجيبوا قبل أن تُستَجوَبوا
من قبلِ أنْ: (رَبِّ ارجِعُونِ) تحرَّكوا
ولِنَيلِ أجر المُحسنينَ تسبَّبوا
وإذا فَرَغتُم فانصبوا لإلهكم
ما قال ربُّك إن فَرَغتُم فالعبوا
لا تطمئنوا للرجيمِ فمكرُهُ
سهمٌ.. إذا طال الفراغُ يُصَوَّبُ
فاستغفروا، أو سَبِّحوا، أو فاقرأوا
القرآنَ، أو في الكائناتِ تعجَّبوا
وتأملوا تدبيرَهُ لشئوننا
كُلٌّ يُراجعُ عُمرَهُ ويُقلِّبُ
لا يَخلُ عُمرٌ من عجائبِ لُطفِهِ
فاستحضروها واشكُروهُ وأوِّبوا
بدروسِ (معرفةِ الإلهِ) تعمّقوا
لمحاضراتِ (الإستقامةِ) غَيِّبوا
وإذا أهلَّت عُطلةٌ صيفيةٌ
بِبَنينِكُم نحو المدارسِ فاذهبوا
ولنمضِ في طلبِ الهدايةِ كلّنا
فالهَدْيُ في كل المراحلِ يُطلَبُ
لِنُعِدَّ جيلاً واعياً مُستبصِراً
من بابِ (وَأعِدُّوا لَهُم) كي تُرهِبوا
بنشاطنا الصيفيِّ لا تتهاونوا
هو جبهةٌ فيها التحرُّكُ أوجَبُ
عِلمٌ بلا عَمَلٍ يضيعُ وينتهي
عَمَلٌ بلا عِلمٍ جُفاءً يذهبُ
عِلمٌ، جهادٌ، حكمةٌ، وبصيرةٌ
نورٌ، هُدىً، رُشدٌ، فلاحٌ، مكسبُ
عِلمً جهادٌ.. أهِلُّوا وتأهلوا
عِلمً جهادٌ.. دَرِّبُوا وتدرَّبوا
عِلمً جهادٌ.. حصِّنوا أبناءكُم
إن نحنُ آثرنا القعودَ سنُضرَبُ
الكلُّ مسؤولون شعبٌ، دولةٌ
فردٌ ومجتمعٌ وأُمٌّ أو أبُ
بِهمُ ادفعوا نحو المدارسِ إنّها
تهدي، تُنوِّرُ، للنفوسِ تُهذِّبُ
قد يُوهَبون بعُطلةٍ صيفيةٍ
ما لا يُنالُ بغيرها أو يُوهَبُ
وتذكَّروا أنَّا نُواجهُ هجمةً
شعواءَ تضليليةً فتأهّبوا
إنَّ العدُوَّ يشُنُّ حربَ ثقافةٍ
لمبادئِ الدين الحنيفِ تُغيِّبُ
حربٌ بـ(ناعمةٍ) تسَّمت وهي من
كل الحروبِ العسكريةِ أنشبُ
حربٌ تبنّاها اليهودُ على بني
الإنسانِ.. والشيطانُ قائدُها الأبُ
لا هُدنةٌ فيها.. ولا إيقافُها
أمرٌ بطاولةِ الحوار مُرَحَّبُ
غاراتُها في النفسِ عنقوديةٌ
تدميرُها مُتوالِيٌ مُتشَعِّبُ
روحيةُ الإنسانِ من تأثيرها
تذوي ويخبُثُ كلُّ ما هو طيّبُ
فيموتُ منها وهو حيٌّ، إنما
جسمٌ هزيلٌ جامدٌ مُتخَشِّبُ
إنَّ اليهودَ ليطمعون بحرفِنا
ولكُلِّ أسبابِ الغوايةِ قَرَّبوا
هَمُّوا بإضلالِ النبيِّ.. فكيف لا
يسعون في الأجيالِ أن يستقطبوا
فتداركُوهُم والنفوسُ نقيَّةٌ
إن دُنِّسَت فالأمرُ بعد سيصعُبُ
لا تتركوهُم عُرضةً لوسائلِ
الإفسادِ فهي لكلِّ طُهرٍ تسلبُ
من لم يكُن مُتولِّياً عَلَمَ الهُدى
حتماً لأعلامِ الضلالِ سيُجذَبُ
أوليسَ يكفي المرء إبنٌ صالحٌ
يدعو لهُ وعلى ثراهُ يُطيِّبُ
ويقولُ: ربِّ ارحم أبي فبفضلهِ
عمري بأنوارِ المعارِفِ مُخصِبُ
فلييأسِ الأعداءُ منهم مثلما
يئسوا بحربِ النارِ أن يتغلَّبوا
النَّشءُ مرحلةٌ بها مُستقبلُ
الإنسان يُرسَمُ، والمصائرُ تُكتبُ
فإذا استقامَ النَّشءُ في أجيالنا
صلحَ الشبابُ وبالهدايةِ أعشبوا
من يتَّبِعْ نهجَ (الوصِيِّ) مُربِّياً
ينمو لهُ (الحسنُ) (الحسينُ) و(زينبُ)
* * *
أشبالَنا الأبطالَ يا أشبالَنا
يا نهرَ عِزَّتنا الذي لا ينضبُ
يا فِتيةَ القُرآنِ يا جيلَ الهُدى
آمالُ أُمَّتِكُم بِكُم تتخصَّبُ
(القُدسُ) تحيا الآن حُلمَ قُدومكم
لسوادِ موجِ رؤوسكم تترقَّبُ
ما مَحوُ إسرائيل من إيمانِكُم
إلا كلَمْحِ العينِ أو هو أقربُ
عامانِ أو قُل بالكثير ثلاثةٌ
وبِكُم نرى (البيتَ الحرامَ) يُرحِّبُ
ويعودُ أنصارُ النبيِّ لـ(يثربٍ)
وبفتيةِ الأنصارِ تفرحُ (يثربُ)
أنتُم جنودُ الله، آيةُ نصرهِ
أنتُم مشيئتُهُ التي لا تُغلَبُ
أنتُم بقيَّةُ (صالح الصمّاد) في
شعبٍ لصمّادِ العروبةِ يُنسَبُ
أنتُم عصا موسى، ويفلقُ سيدي
بِكُمُ البحارَ وللحجارةِ يضربُ
سيروا بنورِ الله يا أنصارَهُ
ولنُصرةِ المُستضعفين توثَّبوا
ولتأخذوا القرآنَ من قُرنائهِ
(إنَّ القرينَ إلى المُقارَنِ يُنسَبُ)
ربّي توجّهنا إليك صغارَنا
وكبارَنا رَهَبَاً وعفوَكَ نطلُبُ
أصلِح ذرارينا وأصلِح أمرَنا
واغفر لنا فإليك منكَ المهرَبُ
#معاذ_الجنيد