شِعارُ البراءة مِن الكُفار لم يأتي من واقع فراغ
إب نيوز ٢٣ مايو
#إلهام_الدرواني
في نهايت القرن العشرون وفي ظل الأحداث المُخزية التي شهِدتها المنطِقة، وخاصة الوطن العربي.
إبتدائاً من حرب افغانستان التي ساهمت في صناعة ذريعةً شيطانية كانت الابرز لغزوِ البُلادن وإحتلالها، لينتُج في مطلع القرن الواحد والعشرون الفلم الهوليودي (تفجير بُرجي التِجارة العالمي) ليتصدر بطولة ذلك الفِلم تنطيم القاعدة، او أُسامة بِن لادن على حد زعمهم.
فتُكرس سياسات أمريكا في ذلك الحين على صناع حُكام لشعوبِ اُمتنا ليكونو عملاء لها في المنطقة…
عِملت على إنتاج عُلماء، يُسخّرون الدين تمهيداً لها لِحتلالنا بل ويكونو أبواقاً تعمل في خدمة المصالح الأمريكية.
وعمِلت أيضاً على ترويض سياسيين وإعلاميين يعملو على التّلحن بإسمها والترويج لها ولّسياساتها الشيطانية، بِمُسما الحُرية والدي مُقراطية…
فيتصدر مصطلح مكافحة الإرهاب أنا ذاك الوطن العربي، ليكون المٌبرر الأساسي لتواجد القوات الأمريكية في البُلدان الإسلامية، وخاصه الشرق الأوسط.
فيُصبح هذا العنوان،(مُحاربة الإرهاب و القضاء على طالبان) بطاقة ترخيص لدّخُولِ الى بُلداننا واراضي المُسلمين…
فلم يُدرك المُسلِمون انا ذاك أن هذا العنوان إنماهو صناعةٌ أمريكية بإمتياز، وانهُ كأن الذريعة الاولى لغزو البُلدان وإحتلالها والسيطرة عليها.
فلعبة أمريكا في هذا الفِلم دور المُدافع عن الشعوب، من ادواتها اسامة وطالبان.
فيتقن الامريكيون تمثيل ذلك الدور بكل جدارة،
ويتم من خلال ذلك الدور استحمار العقول العربية، وغزو بلادهم وارضهم بمسمى مكافحة الإرهاب، الذي هو غطاءً للسيطرة على موارد وثروات المُسلمين…
وفي تلك الفترة الموْهيْنة كانت اليمن أحد الدول الواقعة في شِباك الصيد الأمريكي لتكون الضحية الابرز.
فقد كانت الاساطيل والبارجات الأمريكيه تملئ بحار وسواحل اليمن، وطائراتهم تجول وتصول اجواء اليمن بِكل حُرية، تضرب حيث ماطاب لها و يتوافق مع رغباتها،وأيضاً جنودهم من مارنز وغيرهم قد ملأوا أرضنا براً وبحراً وجواً.
حينها عمّ السكوت على أبناء هذه الأمة، واُلجِمة افواههم بِلجام الصمت، وقُيّدت مواقفهم بقيود القعود والإرتهان، فستحبو الصمت والقعود على أن يكون لهم أي موقف.
وكان الجواب عندما يسألون.
لماذا لايكون لكم اي موقف تجاه ما يحدُث؟
يقولون (ماذا نعمل مالذي نمتلكه حتى نستطيع ان نعمل شيئاً تجاه العصى الغليظه من أمريكاواسرائيل؟)
حينها يبرُز الصوت الحُسيني من على جبال مران ليُقدّم الحلول لكل تلك التساؤلات،
مُقدِماً الحل من وحي القران قائلاً [ نعود من جديد أمام هذه الأحداث لنقول: هل نحن مستعدون أن لا نعمل شيئاً؟ ثم إذا قلنا نحن مستعدون أن نعمل شيئاً فما هو الجواب على من يقول: [ماذا نعمل؟]. أقول لكم أيها الاخوه اصرخوا، الستم تمتلكون صرخة أن تنادوا: [ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] أليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد_بإذن الله _ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطق أُخرى].
وترافق مع هذا الشعار المقاطعة للبضائع الأمريكيه والإسرائيلية، ليكون اقل موقف…
فقدم الشهيد القائد الموقف العملي والفعّال لتصدي للهيمنة الأمريكية الّتي تعمل على إستهداف الجميع.
فلم ياتي الشعار من واقع فراغ بل هو موقفاً تجاه الأحداث المأساوية الّتي صنعتها سياسة الغرب من اليهود والنصارى، بحق ابناء الأمه الاسلاميه.
حينها تحرك التيار المُنافق باذلاً كل جهده لمواجهة هذا الشعار،والعمل على زرع اليأس في نفوس ابناء الأمة، على أن الشعار مجرد كلمات لا جدوائية من ترديدها وانهُ ستجعل الدولة تضرب وانهُ سيُكلف على الناس و و و…الخ.
لكِّنها تحطمة كل أمالهم في تقويض هذا المشروع القُراني بعزيمة جنود الله عن تركهم هذا الموقف العملي والفعُال ضد إمبراطورية الظلم والاستكبار.
فما أشبه الشِعار بعصى موسى عليه السلام.
فقد سخِرو من جدوائية هذا الشعار واثاره، كما سخِر فرعون بالأمس من عظيم تلك العصى واثارها في زلزلة ملكه وظلمه.
فحشد طغاة عصرنا كل جحافلهم وكل أدواتهم وأذنابهم لإيقاف هذاالشعار، كما حشد فِرعون كُل سحرته ليجمعو عصيهم وحبالهم لمواجهة عصى موسى.
فكانت مشيئة الله ان تلقف تلك العصى كل ما يأفكون، كما تلاشا اليوم كل الطغاة أمام هذا الشعارالعظيم، الذي أرعب كُل قوى الإستكبار العالمي، فقد تعالت صرخات الخوف من البيت الأبيض في واشنطُن خوفاً من خمس كلمات كانت اشد عليهم وأفتك بهم من اي سلاحاً اخر.
كما هزّت بالأمس تلك العصى عرش فِرعون فترعبه وتخيفه وتشق البحر ليصبح يابساً أمام المؤمنين، وتغرق فِرعون و جنوده اجمعين.
وكيف أن الشعار شق طريقه من بلاد السلام في صعدة فاتحاً الطريق للمؤمنين المُضي بهذا المشروع الإلاهي، الذي سيكون إقتلاع اسرائيل بإذن الله على ايدي أنصاره.
ويُغرق هذا الشعار كل مستكبري هذا العصر في مُستنقع ظلمهم وظغيانهم، ويقتلع أقنعتهم التي لطالما اخفو وجوههم القبيحة خلفها ليبدو أمامنا بمظهراً جميل…
وكيف تجلى عظيم قُوّت الله، عندما ضرب نبي الله موسى الحجر فنفجرت منها اثنتا عشر عينا فتروي ظماء بني اسرائيل وعطشهم.
وكيف أن الشعار فجّر في الناس ينابيع الهُدى لنرتوي من عين هُدى الله، بعد إن كاد الضماء يقتُلنا ويُميت قلوبنا عن اداء مسؤليتنا.
ويستمر الشعار في شق الطريق حتى الوصول الى بيت المقدس، لِتُرفع اصوات التكبير بإن الله وحده الملك الكبير، وتعلى هُتافات السخط بالموت لأمريكاوالموت لإسرائيل وتهبَّ أعاصير اللعنة على اليهود فتنزعهم نزعاً فلا تذر منهم باقية.
وينصُر الله بذلك الإسلام الذي هو خِتام شِعار البراءة مِن أعداء الله، حينها سيسمع العالم أصوات النصر تعلو من القدس مُبتهِجتاً بتحريره من كل غازاً وعميل، هذا هو وعد رب العالمين والعاقبة للمتقين.
#الذكرى_السنوية_للصرخة