المؤتمر الوطني الأول للأوقاف : خطوة استراتيجية واقتصادية
إب نيوز ٢٣ مايو
أكد المشاركون في المؤتمر الوطني الأول للأوقاف، الذي نظمته الهيئة العامة للأوقاف بصنعاء،
أهمية المضي في بناء مؤسسة وقفية تنهض بالوقف وتحمي أمواله وممتلكاته وتحقق التكافل الاجتماعي وبما يتوافق مع مقاصد الواقفين.
وأشارت توصيات المؤتمر الذي شارك فيه نخبة من العلماء والأكاديميين والباحثين ورجال المال والأعمال والاقتصاديين ومنظمات المجتمع المدني والجهات الرسمية والحكومية والقضائية والتنفيذية، إلى أهمية اضطلاع الهيئة بإعداد السياسات والآليات التي تضمن استيفاء حقوق الأوقاف بطريقة متدرجة تراعي الوضع الحالي والمعيشي جراء العدوان، خاصة لذوي الدخل المحدود والفئات الفقيرة.
وحثت توصيات المؤتمر الوطني للأوقاف، مجلس القضاء الأعلى بإنشاء نيابات ومحاكم متخصصة للنظر في قضايا الأوقاف، وكذا إنشاء شرطة وقفية تابعة للهيئة لحماية أموال وممتلكات الوقف.
وأكدت على أهمية تعزيز دور وسائل الإعلام في توعية المجتمع بدور الوقف، من خلال إعداد مواد إعلامية للتوعية وتخصيص مساحات إعلامية كافية تتناسب مع حجم أعمال هيئة الأوقاف، والعمل على مواجهة الشائعات وتفنيد الأضاليل التي تواجه أعمال وإجراءات هيئة الأوقاف.
وشملت التوصيات حث هيئة الأوقاف على وضع معايير وضوابط عند بناء مساجد جديدة بما يكفل استدامة خدماتها وتحديد مواقع إنشائها حسب الاحتياج المجتمعي وكذا إنشاء المدارس والجامعات الوقفية بما يعزز من توفير الخدمة التعليمية للمجتمع، وإعداد لوائح منظمة لعمل الإشراف والإدارة والحماية للمقابر بالتنسيق مع الجهات ذا العلاقة.. وشددت على هيئة الأوقاف إنشاء قاعدة بيانات شاملة لكافة المصارف الوقفية، وجمع وترميم وصيانة التراث الفكري والثقافي الوقفي من كتب ومخطوطات وتحقيقها ونشرها والحفاظ على المساجد التاريخية والمعالم والمقامات التراثية الوقفية وصيانتها وترميمها وتنظيم المراكز والمدارس العلمية وتطوير مناهجها ونظامها التعليمي وتحويلها إلى مؤسسات رسمية.. وحثت وسائل الإعلام والجهات الثقافية والتعليمية والتربوية على مساندة جهود الهيئة العامة للأوقاف في توعية المجتمع، بمكانة الأوقاف وحرمة أملاكها ودورها الخيري والخدمي والتنموي لمختلف شرائح المجتمع، لإحياء سنة الوقف والحفاظ عليها.
يذكر أن المؤتمر الوطني للأوقاف ناقش، 22 بحثاً وورقة علمية مقدمة من عدد من أساتذة الجامعات والأكاديميين والباحثين والعلماء، وخمس ورش علمية في الجوانب التثقيفية والتوعية الإعلامية والتشريعية والقانونية والاقتصادية والاستثمارية الوقفية والتطويرية والابتكارية والمالية والإدارية.
26 سبتمبر كان لها حضور وقامت باستطلاع آراء المشاركين فإلى الحصيلة:
السيد العلامة عبدالمجيد عبدالرحمن الحوثي رئيس الهيئة العامة للأوقاف تحدث قائلاً:
المؤتمر يناقش عدة محاور اهمها الوقف بين الواقع العملي وبين الرؤية الشرعية ومن خلال ذلك يتضح كيفية بناء المؤسسة الوقفية الحديثة وأيضاً كيفية ابتكار صيغ حديثة وجديدة تواكب الواقع وتتلاءم مع مقاصد الواقفين.. نحن اليوم امام تحدٍ كبير فالوقف كان عبر القرون الماضية منذ بداية الاسلام وقبل الاسلام موجود في اليمن لكنه اليوم مع اختلاف العصر وتحديات الواقع بحاجة ملحة إلى رؤية جديدة وتحديث وتطوير تلك الرؤية لتواكب احتياجات الحاضر والمستقبل.. فهناك الكثير من الاوقاف اندثرت للأسف الشديد فلم يعد لهذه الجوانب الخيرية أثر في مجتمعنا وهناك احتياجات جديدة ظهرت على السطح تحتاج إلى رؤية شرعية وقانونية لمواكبة الواقع وعدم الاخلال بشروط ومقاصد الواقفين.. نحن اليوم ومن خلال المؤتمر الوطني الأول للأوقاف سنخطو خطوات واضحة بتوصيات ومخرجات قوية تعيننا في الهيئة العامة للأوقاف على أن نمضي إلى المستقبل بخطى سليمة وبرؤية علمية صحيحة فالبحوث التي قدمت للمؤتمر موثقة ومطبوعة وستناقش من خلال ورش العمل من قبل المشاركين في المؤتمر من اكاديميين وباحثين في مختلف الجوانب لنتعرف على اهم المشاكل التي يتعرض لها العمل الوقفي وذلك للخروج بحلول ناجعة وتوصيات صائبة لمساعدتنا للنهوض بهذا العمل الكبير لأنه في فترات سابقة تعرض للإهمال والتضييع لمدة طويلة..
فنحن على عاتقنا تركة كبيرة من التدمير الممنهج لهذه الفريضة الشرعية التي تظهر عظمة الإنسان ورحمة الاسلام في القيم الإنسانية وفي الانسان كانسان فهي توفر أكثر 150 وجه من اوجه البر والخير لخدمة المجتمع في مختلف مناحي الحياة فتحتاج هذه الروحية القيمية الإنسانية إلى اعادة تجديد واحياء لتعود سنة الوقف.. طبعاً لم يعد هناك اوقاف جديدة انما اصبحنا نحافظ ونعمل بالأوقاف الماضية..فنأمل ان تعود سنة الوقف وصيغ الوقف الحديثة لمواكبة الواقع ولمواكبة احتياجات المجتمع وهذه أهم ما سيخرج به المؤتمر من توصيات ومخرجات.
رسالتي إلى الاعلام بالمساعدة في رفع مستوى الوعي المجتمعي لدى المجتمع فالإعلام سلاح ذو حدين فإن فعل بشكل صحيح ستكون فاعلة بشكل كبير.. فدعوتي إلى الوسائل الإعلامية ان تكون رسالتها نابعة من رفع مظلومية الاوقاف التي عانى منها منذ عقود من الزمن فقد اضرت الوقف ومقاصد الوقف التي اوقف الواقفون اموالهم وممتلكاتهم من اجلها فبيوت الله تأن من الاهمال ونقص احتياجاتها الاساسية وجوانب الاحسان ليس كما ينبغي فالأوقاف رافد اساسي في تنمية المجتمع وعنصر هام من للتكافل والتعاطف المجتمعي فالإعلامي مجاهد بكلمته وقلمه في خدمة قضايا مجتمعه ومنها الاوقاف لكي نستعيد للأوقاف مكانته ودوره الحيوي الهام.
الاستاذ ياسر الحوري أمين سر المجلس السياسي الأعلى تحدث بالقول:
بالنسبة للوقف الشرعي في الاسلام له أهمية بالغة الاثر في تعزيز عدة جوانب اجتماعية واقتصادية لكنه عانى الكثير من الاهمال وعدم الاهتمام من قبل عدة انظمة متعاقبة على حكم اليمن لعدم وعيها بأهميته الكبيرة ودوره الجوهري في تحقيق التنمية ودفع عجلة الاقتصاد في اليمن.. اليوم نحن في مرحلة افضل ونشيد أيما اشادة بعمل الهيئة العامة للأوقاف لكننا ونحن نراها تنتقل إلى عمل مؤسسة وقفية حديثة أن تراعي ظروف المواطن اليمني وان تكون عملية الانتقال تدريجية وان تأخذ في حسابها أن أي مؤسسة أو هيئة جديدة تلمس عدة ردود افعال مقاومة لعملها فننصح بانتهاج مبدأ الحكمة والتدرج في بدأ المهام التي عليها توعية المواطنين بأهمية ذلك.. فالعدوان يتربص بمكامن الخلل ويبحث بكل الوسائل لإضعاف الحاضنة الشعبية في كافة المناطق الحرة لكننا ننطلق من واجب شرعي ومن أوامر آلاهية فمن الواجب التحلي بالحكمة والبصيرة وهذا ما نوصي به الاخوة في الهيئة والعاملين معهم لكي لا يستثيروا الناس اثناء التنفيذ من خطوات تصحيحية لعملها وان تكون تلك الاجراءات تدريجية مراعية لكافة الجوانب..
الخطة الاستراتيجية
الاستاذ عبدالله علاو نائب رئيس الهيئة تحدث قائلاً:
نحن اليوم في المؤتمر الوطني الأول للأوقاف ومن خلال ورش العمل المنعقدة لمدة ثلاثة أيام والتي ستخرج بنتائج وتوصيات ومخرجات هذه المخرجات سيتم بلورتها وتنفيذها على الواقع العملي ويتم تشكيل لجنة متابعة لتنفيذ تلك المخرجات بالشراكة مع الجهات المعنية والاساسية وهي اللجنة العدلية, وزارة العدل, وزارة الشؤون القانونية, ووزارة الداخلية والجهاز المركزي للإحصاء والهيئة العامة للأراضي وهذه المخرجات موجهة نحو الميدان ونحو تحديث آليات العمل والنظم والقوانين من مخرجات هذا المؤتمر التي ستتحول إلى واقع عملي على الأرض.
وبكل تأكيد سيكون العمل الاساسي في مكاتب الهيئة فنحن في ديوان الهيئة راسمو سياسات ومخرجات نحلل الواقع ثم نقوم بترجمة تلك السياسات كمخرجات نظرية لكن يبقى التطبيق العملي وهي مسؤولية مكاتب الهيئة في المحافظات والمديريات ليتم تحويل تلك المخرجات إلى واقع عملي على الأرض.
والذي بدوره سينعكس ايجاباً على دور الوقف في التنمية بشكل عام وكبير جداً لان الوقف ركيزة اساسية وهامة وممول كبير لمؤسسة اجتماعية خيرية تواجه احتياجات المجتمع وتدعم التكافل الاجتماعي وتحقق اوجه البر والاحسان التي اوقف المحسنين اموالهم من اجلها فيأتي دور الوقف للتنمية الاجتماعية سواء بتحقيق احتياجات فئات فقيرة في المجتمع من الغذاء والماء والجوانب الصحية وكذلك الاستثمار في أموال الوقف الفائضة في ايجاد تنمية عقارية تخدم المسكان وتوفير المساكن والمباني السكنية والتي نعمل حالياً لتقييم المباني السكنية التي تم بناؤها في فترات سابقة وايجارات زهيدة..
في الأخير رسالتنا للإعلام الله الله بالوقوف مع الهيئة العامة للأوقاف والتي تواجه مشاكل كبيرة في الميدان من النهابين والغاصبين في الميدان والذي يتحولون في مواقع التواصل الاجتماعي إلى ناقمين على الهيئة فكلما اردنا ضبط شخص او استرداد مال للوقف نتعرض لحملات اعلامية ممنهجة وممولة للحيلولة دون تنفيذ ذلك, تخيل أن احد النافذين يحوز ظلماً وعدواناً لحوالى 2000 لبنة وسط امانة العاصمة وعندما اتت الهيئة مطالبة باعادة تلك الاموال المنهوبة وتستعيدها تعرضنا لحملات شرسة ضد تلك الاجراءات رغم ان مكاتبنا مفتوحة بكل شفافية لتوضيح ما ابهم حول أية قضية او حادثة تخص الهيئة العامة للاوقاف.
المؤتمر شامل جامع
الدكتور عبدالله القدمي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر وكيل الهيئة العامة للأوقاف قال:
نحن في العام الأول من عمر الهيئة هدفنا في المرحلة الأولى رسم الخطوط الاستراتيجية العامة للهيئة, واستطعنا خلال الستة الأشهر الماضية إعداد الخطة الاستراتيجية الوطنية الخمسية للهيئة العامة للأوقاف .. فيأتي هذا المؤتمر دعماً لمسيرة الوقف اليمني ورؤيتنا له في أن يكون تظاهرة علمية سنوية لدعم مسيرة الوقف واستعادة مكانته بين أفراد المجتمع ككل لحشد الجهود والطاقات الرسمية والشعبية لدعم الوقف وحماية أراضيه واستردادها وايضاً تنظيم منافعة, كما نهدف من خلال المؤتمر للاستفادة من الطاقات والخبرات من الباحثين والعلماء بهدف بناء مؤسسة وقفية تتمثل في الهيئة العامة للأوقاف كمؤسسة وقفية حديثة تتحقق فيها كافة المعايير والممارسات العالمية.
وللعلم بأن الخطة الاستراتيجية الخمسية تشتمل على ستين مشروعاً موزعة على مختلف قطاعات الهيئة وتركز جزءاً كبيراً في الخطة الاستراتيجية على قطاعي المال والإدارة بشكل شبه رئيسي إلى جانب الوعي والاعلام, فالمجتمع اليمني بحاجة إلى استعادة هويته الإيمانية كما اشار إليه السيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي في ان المجتمع اليمني في جيله الحالي بدء يعبث بموروثه الحضاري وهويته الإيمانية فقد كان الشعب اليمني معطاء مبادر بالخير للغير من خلال قيامه بوقف أنفس امواله الحرة حيث انه يصل مساحة اراضي الأوقاف إلى الثلث من مساحة الجمهورية اليمنية, فمن غير الجائر شرعاً وقانوناً أن يتم العبث او النهب لما تم وقفه من قبل اجدادنا لأعمال البر والخير تخيل ان البعض يتسابق للعبث واللعب به.. فالرؤية الاستراتيجية للهيئة تهدف في الاساس للارتقاء بمكانة الوقف اليمني واستعادة مكانته..
طبعاً المؤتمر شامل جامع لكل الجهات المعنية والبحثية من كافة الجامعات والمؤسسات العلمية فقد تم الاعلان عنه مبكراً في شهر سبتمبر العام الماضي واعلنا عن المحاور وتقدم عدد كبير من الباحثين وتم تقييم هذه الابحاث وتحكيمها وتنقيحها بشكل علمي دقيق وتم الخروج بعدد 23 بحثاً موجودة في كتاب مكون من جزئين هذا بالنسبة للباحثين أما المشاركين فقد ضم جهات رسمية وشعبية على مستوى عال..
معالجة بحثية دقيقة
الدكتور محمد القطابري رئيس اللجنة العليا للمؤتمر اسرد بالقول:
المؤتمر يهدف إلى إرساء مبدأ حل الاشكاليات الخاصة بالهيئة العامة للأوقاف بأسس فنية وعلمية وبحثية تستند إلى الرأي والمشورة الأكاديمية والعلمية الذي يهدف إلى إيجاد مخرجات فعلية وواقعة تتناسب مع الأشكاليات المطروحة لنخرج بمصفوفة تنفيذية قابلة لترجمتها على أرض الواقع طبعاً كان التركيز منصباً من رئيس الهيئة العامة للأوقاف عن ماهية الآلية التي تساعد في حل اشكاليات الوقف وفق اساس علمية منهجية قابلة للتطبيق على الواقع العملي فكان التفكير عن الاعلان للمؤتمر في العام الماضي ليتقدم للجنة العلمية 35 باحثاً دكتوراه وخبراء متخصصين في هذا المجال ليتم قبول 22 بحثاً ممن انطبقت عليهم شروط البحث العلمي وهذه الابحاث تنوعت في مختلف الاشكاليات التي تعتبر ملحة وبحاجة الوقف إليها وتحتاج إلى معالجة بحثية دقيقة في الجانب المالي والإداري والاستثماري والتوعوي والتثقيفي والتطويري والابتكاري هذه الجوانب التي فيها اشكاليات معينة ويتأمل المؤتمر من خلال المؤتمر ان يتم مناقشة اوراق العمل المختلفة من خلال الجلسات, ونتوقع ان تخرج جلسات المؤتمر ببيان ختامي يتضمن أفضل التوصيات القابلة للتنفيذ, وبكل تأكيد رئيس الهيئة العامة للأوقاف حريص كل الحرص على ألا يكون المؤتمر عبارة عن تظاهرة إعلامية فقط بل تم تشكيل لجان تخصصية من كافة قطاعات الهيئة مهامها الرئيسية دراسة المخرجات ومتابعة التنفيذ لكافة تلك التوصيات والمقترحات المتضمنة بالأبحاث والآراء النقاشية المستفيضة داخل جدول اعمال المؤتمر.. وعمل اللجان لا يقتصر على الرقابة فقط بل على التحديث المستمر وكشف مكامن الأخطاء وتعديلها.
الابحاث تم خلالها مناقشة احياء سنة الوقف بمعنى إعادة روحية الوقف داخل فئات المجتمع اليمني, استعادة اموال الوقف المنهوبة, تسخير اموال الوقف وفق مقاصد الواقفين, حصر الأموال كافة وتعتبر الأهم وهو ما شدد عليه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بقوله: نحن عازمون على استعادة اموال الوقف, مما تستشعر عزم القيادة واهتمامها الكبير بالوقف ومقاصده.
وللعلم بأنه تم انشاء مركز للدراسات والبحوث خاص بالهيئة هذا سيتولى المجال البحثي والعلمي وسيقع عليه مسؤولية دراسة الجدوى الاقتصادية دراسة الاشكاليات المالية والإدارية وسبل حلها والتعامل معها وفق اساليب علمية وبحثية حديثة, مما يدل على توجه الهيئة بقيادتها الرشيدة نحو التوجه العلمي فلن يكون العمل في المستقبل إلا مرتكزاً على استراتيجيات واسس وابحاث علمية رصينة ومخرجات قابلة للتنفيذ على الواقع العملي.
تحليل حجج الأوقاف
الاستاذ الدكتور عارف محمد الرعوي باحث مشارك قال:
بالنسبة لمشاركتي في المؤتمر الوطني الأول للأوقاف والتي نظمته الهيئة فقد كان منصباً حول دراسة لنماذج من الوثائق الوقفية المتعلقة بأنواع الوقف اليمني ومجالاته, فقد تطور الوقف في اليمن وتعددت مجالاته وأغراضه, وتملك الهيئة العامة للأوقاف مجموعة من أغنى مجموعات الوثائق والسجلات في اليمن, وهي تمثل مصادر مهمة عن التاريخ الاقتصادي والسياسي والثقافي والديني لمجمل تاريخ اليمن.
وتفيد هذه الوثائق والسجلات الوقفية ودراستها الأولية في معرفة الحياة اليومية والأوضاع الاجتماعية, والاقتصادية والثقافية في اليمن والمناطق التي صدرت فيها.. وتعد وثيقة الوقف او حجته مرآة تعكس العلاقات الاجتماعية والسياسية في المجتمع في مرحلة إنشاء الوقف ويمكن من خلال تحليل حجج الأوقاف ودراستها في مرحلة تاريخية معينة, لذلك تعد الوثائق والسجلات الوقفية أكبر الشواهد الدالة على حال الأمة, أو البلد , أو الواقف ذاته, فالوثيقة الواحدة مشتملة على جوانب كثير, وكل نص له دلالاته, يظهر ذلك عند تحليل وثيقة أو حجة لوقف من الأوقاف, إذ نجدها على قصرها, أهل لكل فن تحليل.
فمن خلال هذه المؤتمر الذي يعتبر سابقة فريدة في تاريخ الوقف والمؤسسة الوقفية بشكل عام نوصي على الكشف عن المزيد من الوثائق التاريخية التي ما تزال حبيسة المكتبات وخزائن البيوت ففي الكشف عنها ما يثري المعلومات, ويقدم الدلائل على الوقائع والاحداث لان الوثائق تعد من أكثر المصادر التاريخية مصداقية.
كما نؤكد أن اغلب الاوقاف قد خصصت لطلبة العلم, وكان هناك الكثير من المدارس المسجدية وحجم اوقافها من الضخامة بمكان والآن في وقتنا الحاضر اغلقت تلك المدارس وتوقف دورها التعليمي وبالتالي ريع الوقف المخصص للطلبة ينبغي ان يستمر دوره في دعم طلاب المدارس والجامعات وبناء قاعات لهم وتزويدهم بما يحتاجونه من ادوات ومستلزمات واجهزة ومبان سكنية للطلاب والطالبات فهذا هو الغرض من وقف الدراسة وهذا هو المطلوب من الهيئة العامة للأوقاف وأن يعملوا بنصوص الواقفين وان يقفوا عند حدود ما نصت عليه الوقفيات.. كما أنه يجب تبني منهج الشفافية في نشر مختلف ما يتعلق ببرنامج عمل الهيئة العامة للاوقاف وما يتعلق بميزانيتها وحسابها الختامي وهذا يعمل على نشر الثقافية الوقفية وفق منظور شرعي معاصر من شأنه الارتقاء باحتياجات المجتمع وتطورها.
تنفيذ مصفوفة التوصيات
الاستاذ محمد الفقيه مدير عام المبرات الوقفية بالهيئة العامة للأوقاف تحدث قائلاً:
اليوم ونحن نعيش المؤتمر الوطني الأول للأوقاف الذي تدشنه الهيئة خلال هذه الأيام والذي يهدف إلى تشخيص الواقع الحقيقي للمؤسسة الوقفية وعن طبيعة التعقيدات التي عانت وتعاني منها المؤسسة الوقفية إلى اليوم وعبر اثراء الكادر من الاكاديميين والمتخصصين الباحثين لكل هذه المواضيع بالنقاش المستفيض للخروج بنتائج وتوصيات جادة ستضمن تجويد العمل في هذه المؤسسة سواء من الناحية الإدارية أو التشريعية والقانونية أو من الناحية الفنية والتقنية أو من الناحية الخدمية..
الخلاصة من المؤتمر معرفة الخلل وأوجه القصور والضعف الموجود في العمل الوقفي للإنطلاق إلى حلحلة تلك الاشكاليات والممارسات للنهوض بالعمل الوقفي وفق افضل الاساليب الإدارية والمالية..
طبعاً الهيئة العامة للأوقاف قبل اربعة اشهر دشنت الخطة الخمسية الاستراتيجية للهيئة سواء ما يتعلق منها في الجانب التشريعي أو الإداري أو الاستثماري أو الخدمي, وقد لامس أفراد المجتمع كافة المشاريع التي نفذتها الهيئة عام 2021م وخلال الربع الأول من العام 2022م رغم أننا نراها متواضعة مع بداية المشوار لكنها مقارنة مع الوضع سابقاً تعتبر نقلة نوعية في إطار العمل الخدمي لكل المصارف الوقفية التي قصدها الواقفون بطبيعة الحال الهيئة بكادرها وفروعها في المديريات ستعمل كخلية نحل في تنفيذ مصفوفة التوصيات والنتائج التي ستصدر من المؤتمر الوطني الأول للأوقاف.
رسالتنا إلى الإعلام برفع مستوى الوعي عند أبناء المجتمع بشكل عام بأهمية الوقف وعند المعنيين بالعمل الوقفي بشكل خاص ومن هنا ندعو كل المعنيين في الجانب التوعوي والاعلامي لكافة الوسائل إلى نشر ثقافة الوقف أو على الأقل لنعود إلى اصالتنا في مختلف القضايا منها قضية الوقف وكما يقول في المثل” انفض ثوبك من تراب الوقف” فالاعلام دوره محوري لتقليص نقص الثقافة المجتمعية بأهمية الوقف.
استعادة الوعي المغلوط
الدكتور حمود الاهنومي باحث وكاتب مشارك أسرد قائلاً:
المؤتمر الوطني الأول للهيئة العامة للأوقاف مؤتمر علمي يبحث جوانب وابعاد مختلفة ومتنوعة عن العمل الوقفي من حيث تطويره وسبل الاستفادة من الوسائل الحديثة في تطويعها للإدارة الأمثل والافضل في تنظيم تحصيل اموال الأوقاف وتوظيفها لصالح التنمية البشرية حيث ان الاوقاف كما سمعنا في كلمة السيد العلم قائد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي هي اصلا تصب في خدمة هذا الإنسان هذا هو محور ما يدور حوله اعمال المؤتمر من حيث التأصيل ومعرفة الأمكانات التي يمكن توظيف هذه الامكانيات وتطوير العملية الوقفية بالشكل الأمثل..
طبعاً هناك عملية تعاونية ليس واجب الهيئة العامة للأوقاف التوعية بأهمية الوقف والحفاظ عليه بل هناك العلماء وصناع الرأي والمثقفين والاعلاميين فالاعلام له دور كبير وإيجابي بناء اذا ما استغل بشكل ممتاز في صناعة واستعادة الوعي المغلوط اللازم في الحفاظ على الوقف وتنميته وتوجيه بوصلته بالشكل الصحيح فالأهمية بالغة في هذا الجانب لان عليه ايصال الصوت إلى جميع فئات المجتمع..
اثقال تركة كبيرة
سميرة عبدالرحمن الاصبحي باحثة ومشاركة تحدثت بالقول:
المؤتمر الوطني الأول للأوقاف يعتبر مرتكزاً أساسياً لعمل الهيئة ودورها الساعي لإيجاد واقع جديد يساعد في الحفاظ على أموال الأوقاف وتحديث عمل الهيئة من خلال حماية واسترداد اموال الأوقاف المنهوبة وتنميتها واستثمارها بما يعود بالفائدة لمقاصد الواقفين الرئيسية في أعمال الخير والتخفيف من وطأة الظروف المعيشية وغيرها كما ان المؤتمر يسعى لتسيير عمل الهيئة كما ينبغي.. فالأوقاف عانى في الفترات السابقة من إهمال متعمد كبير فالهيئة حملت اثقال تركة كبيرة من الاشكاليات المالية والإدارية بالنسبة للعمل الوقفي واهمال كبير في حصر وتوثيق ممتلكاته.. فيعتر المؤتمر باكورة عمل مؤسسي قادم على أسس صحيحة وعلمية فالأوقاف كانت تبني دولاً وترتكز ميزانيتها عليها.. فمن خلال الهيئة سيستعيد الوقف والعمل الوقفي مكانته الصحيحة في قادم الايام .
*صحيفة 26 سبتمبر :
تغطية: عبد الحميد الحجازي – محمد الضلاعي