هل ستخطئ إسرائيل بحساباتها هذه المَرَّة وتشِن حرباً على سوريا؟
إب نيوز ٢٧ مايو
كَتَبَ : إسماعيل النجار
رغم ما ينتظرها من جحيم إذا ما أخطأت في الحسابات، وإذا ارتكبت أي حماقة بَريَة داخل الأرض السورية لا زال العُتُو الصهيوني مسيطراً على نفوس القادة الكبار،
ورغم ما تمتلكه إسرائيل من معلومات سريَة ودقيقة عن نيَّة قِوَىَ مِحوَر المقاومة إستغلال حماقتها هذه إذا ما حصلت وتحويلها إلى فرصة إلَّا أن غباء مفكريها أصبحَ مشلولاً،
ورغم أن قادة الكيان يعرفون تمام المعرفَة أن هذه الحرب لن تكون كسابقاتها وستكون الأخيرة،،
ورغم،، ورغم،، ورغم،،
ما تمتلكه أجهزة الإستخبارات الدولية من معلومات مُوَثَّقَة حول نِيَّة حزب الله وسوريا وإيران وكُل قِوىَ المقاومة الإنقضاض على إسرائيل،
إلَّا أن العناد الصهيوني يرتفع منسوبه والتخبُط سيد الموقف على طاولة أصحاب القرار داخل الكيان بيَقين كل مَن يقرأ السياسة الدولية والمتغيرات بأن إسرائيل بدأت تنتحر وهيَ تعيش أشهُرَها الأخيرة بكل تأكيد،
إنَّ جنون القصف الجوي المتكرر على سوريا نستطيع أن نَصِفَهُ بأنهُ حالة هلع صهيونية كبيرة، ومحاولاتهم بتغطية الضعف والخوف بتكرار الهجمات يُفَسَر لدينا على مقولَة خير وسيلة للدفاع هي الهجوم بقصد التعمية عن حقيقة الرعب التي يعيشها المستوطنون،
الضمانة الإسرائيلية الوحيدة التي كانت في سوريا وكانت تطمئِن لدورها إسرائيل أصبحت اليوم عدواََ لها،
لا بَل تحوَّلَت إلى خطرٍ إستراتيجي عليها، وإيران مع حزب الله يتسلمان المواقع الروسية الحساسة بكامل الأسلحة الإستراتيجية المتموضعه فيها،
ونؤكد أن كل عمليات القصف، ومحاولات الإرباك التي تعمل عليها تل أبيب بمشاركة أنقرة لن تأتي بنتيجة،
شمالاً أردوغان يخطط لتأمين حزام أمني فاصل بين بلاده والأكراد على طول الحدود بعمق ثلاثون كلم، وإشعال معركة إدلب وريف حلب لإشغال القوات السورية هناك بشكل كبير لإعطاء إسرائيل فرصة إجتياح منطقة الجنوب السوري إنطلاقاَ من الجولان، بهدف قلب الموازين العسكرية ومنع دمشق من إلتقاط أنفاسها ومساندة موسكو في حربها ضد النازيين الجُدُد في أوكرانيا،
لكن هناك مسألة كبيرة جداً تُشغِل بال الصهاينة هيَ:
ماذا لو دخلَ حزب الله الحرب من الجبهة اللبنانية وإجتاحت فرقة الرضوان منطقة الجليل الأعلى، هذا الأمر سيجعل كافة القطعات العسكرية الإسرائيلية محاصرة يقيناً داخل الأرض السورية ومن دون أي خطوط إمداد، وسيخلق صعوبة في إستكمال المخطط، مما يجعل قواتها عُرضَة للحرق والتدمير،
أيضاً هناك أمراً آخر يجب وضعه في الحسبان وهوَ: أن أميركا لا تريد توسيع دائرة النار في سوريا باليد الإسرائيلية لمعرفتها المسبقة بأن حزب الله وشركائه سيجعلون الأمر فرصة لهم وسيقومون بتنفيذ مخططاتهم وسيقلبون الطاولة فوق رؤوس الجميع،
الأسابيع القادمة تحملُ معها تصعيداً خطيراً تلقفَت أخباره دمشق منذ مدة وهي تَحضرَت للمعركة الفصل مع إسرائيل فيما لو حصلت، والرئيس الأسد خلال زيارته موسكو وطهران إتخذَ قراراً مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني ابراهيم رئيسي وبتوجيهات السيد الخامنئي القائد بضرورة توحيد الجبهات وحتمية الرد الجماعي منها،
لذلك إسرائيل مرعوبة وأميركا وأوروبا غير مهتمتين كثيراً بمنطقة الشرق الأوسط لأن الأولوية بالنسبة إليهم هي أوكرانيا الذين قرروا القتال فيها حتى آخر جندي أوكراني، وخصوصاً أن الجيش الأحمر شارف على إقفال ملف الدونباس وسينتقل إلى المرحلة العسكرية الثالثة في أقرب وقت ممكن،
لذلك فإن التطورات ذاهبة نحو تصعيد وتعقيد أكبر ولا حَل في الأُفُق،رغم إعطاء واشنطن لأوروبا فرصة شهرين لإيجاد حل واتفاق قبل أن يقضي في اوكرانيا بوتين امراً كان مفعولآ، وخصوصاً أن واشنطن وشركائها الأوروبيين قرروا اللعب على المكشوف والحرب الجرثومية التي يشنونها على البشرية ما هي إلَّا جزء يسير من أدوات المعركة القائمة،
الدُوَل النامية الفقيرة والضعيفة لا تمتلك القدرة على مواجهة هذه الحرب التي تحاول أميركا تركيعهم فيها، ولكن لا يوجد أي ضمانة لدى كافة الأطراف من إبقاء النيران ضمن إطار بقعة جغرافية معينة فربما تتسع رقعة الإشتباك ويخرج الأمر عن السيطرة وخصوصاً بعد استعمال الجيش الأحمر لأسلحة لايزرية فتاكة أسقطت ٤٥ طائرة مسيرة دفعه واحدة، الأمر الذي أجبر تركيا وواشنطن من إبعاد طائراتهم المُسيَّرَة عن خطر هذا السلاح الذي يستطيع إسقاط المقاتلات الحربية والأقمار الصناعية على حَدٍ سواء.
بيروت في…
27/5/2022