العرب ونوبات الغيبوبات المستمرة!
إب نيوز ٣١ مايو
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.
عندما تصبح مباراة كرة قدم لدى الإنسان العربي حدثاً يفوق من حيث الأهمية قضية فلسطين والقدس ومحاولات قطعان الصهاينة المستمرة والمتكررة استهدافها وتهويدها والنيل من عروبتها وهويتها، فأعلم أننا أصبحنا اليوم أمام جيلٍ عربيٍ قد تجاوز مراحل استهداف العدو الممنهج والمنظم له إلى مرحلة الغيبوبة التامة واللا إكتراث!
بالله عليكم،
قطعان الصهاينة جابوا ودنسوا يوم أمس شوارع وساحات وأحياء مدينة القدس بالآلاف في مشهدٍ عدائيٍ ومستفزٍ لنا جميعاً وعلى مرأى ومسمع من العالم ونحن العرب ولا كأننا حاضرون هنا!
فمازلنا ولليوم الثاني على التوالي نعيش احداث وأجواء مباراة الريال وليفربول!
فلا حديث للناس في الشوارع والطرقات والأندية والمجالس وحتى الأسواق اليوم سوى هذه المباراة وما آلت إليه من نتيجة!
الجميع يعرفون ويناقشون أدق التفاصيل.. كما لو أنهم قد تغيبوها وحفظوها عن ظهر قلب!
يعني لم يكفهم أن حولوا عواصمنا ومدننا العربية وعلى مدى أكثر من ساعتين قبيل وأثناء سير المباراة إلى مدن أشباح كما لو كانت تعيش حالةً من الطوارئ أو حظر تجوال ليخرجوا بعدها ويدخلوا في غيبوبةٍ مطولةٍ أخرى من النقاشات والتعصب والجدال العقيم!
أنا هنا في الحقيقة لست ضد فكرة متابعة أو ممارسة الرياضة بالمطلق طبعاً، بل على العكس من ذلك، فأنا من محبي ومتابعي الرياضة ومن الداعين كذلك إلى ممارستها بصورة مستمرة ودائمة ولكن بشرط أن لا يأتي الإنشغال بها على حساب الإنشغال عن قضايانا وقضايا أمتنا المصيرية وعلى رأسها بالطبع قضية فلسطين.
فوالله وتالله.. لو أننا فقط قد أولينا فلسطين والقدس والمسجد الأقصى ولو بعضاً يسيراً من ذلك الشغف والإهتمام الذي نوليه لمثل هذه البطولات وهذه المباريات لما تجرأ الصهاينة وأقدموا على ما أقدموا عليه اليوم وكل يوم في القدس والمسجد الأقصى، ولما تجرأت بعض الأنظمة العربية أيضاً على الإستهتار والمضي نحو التطبيع وإقامة العلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان المجرم!
لكننا أمة سرعان ما ننسى أو نتناسى ضياع أهم وأغلى ما نملك بمجرد أن نقع أسرى في هوى أبسط وأحقر التفاهات والسخافات التي لا يزيدنا التعلق أو التتيم بها إلا خسارا..!
فمتى نفيق من غيبوباتنا يا ترى؟
#معركة_القواصم