فتح الطرقات استحقاق لكل اليمنيين
كم هائل من الضجيج والتصريحات الإعلامية التي تتصادم مع بعضها والاتهامات المتبادلة بشأن موضوع إعادة فتح الطرقات ومن يعيق ذلك، مع أن الأمر واضح للجميع من هو الطرف الذي يعرقل فتح الطرقات في تعز ومارب ومختلف المحافظات اليمنية ومن غيرهم العملاء الخونة ومن ورائهم دول تحالف العدوان التي تتلذذ بمعاناة الشعب اليمني بل وتعمل على صناعتها كل يوم منذ أكثر من سبع سنوات بشتى الطرق والوسائل، من يفرض حصاراً شاملاً على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً منذ سبع سنوات هو الذي يعيق إعادة فتح الطرقات ومن يقتل الشعب اليمني ويحتل الجزر والموانئ اليمنية هو الذي يعيق فتح الطرقات، وهي دول تحالف العدوان إضافة إلى أن المرتزقة الخونة العملاء هم الذين يساعدون دول العدوان، على تحقيق أهدافها الاستعمارية الإجرامية لأنه لا يهمهم أمر ولا مصلحة اليمن واليمنيين ولا يهمهم معاناة الإنسان اليمني، فكل همهم هو مصالحهم الشخصية مع أنهم في حالة يرثى لها قائمة على الخزي والعار والذل والإهانة.
فتح الطرقات في تعز ومارب وبقية المحافظات اليمنية لا يحتاج إلى كل هذه الضجة لا يحتاج إلى جلسات ونقاشات مطولة كما هو الحال عليه اليوم في العاصمة الأردنية عمان، فقط يحتاج إلى إنسانية صادقة ومبادئ إيمانية علمية تدفع إلى تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني ليسهل على الإنسان اليمني التنقل والسفر إلى كل المحافظات في وطنه بأمن وسلام دون أي عراقيل أو تقطع، وهنا نتساءل: إذا كان فتح الطرقات سيتطلب كل هذه الضجة وكل هذا الوقت وكل هذا الجدل رغم أن فتحها واجب وطني وإنساني واستحقاق لكل مواطن يمني فكم ستتطلب بقية الملفات من وقت حتى تصل إلى نتيجة إيجابية.. بل كم سنحتاج كشعب يمني من الوقت حتى نصل إلى السلام الشامل والدائم؟ لا شك أن النوايا الجادة والصادقة والحريصة على تحقيق الأمن والسلام والاستقرار لليمن واليمنيين النابع من الشعور بالمسؤولية والمصداقية والإنسانية هو الذي سيجعل الوضع يتغير نحو الأفضل لو يتوفر في طرف العدوان ومرتزقته كما هو متوفر بالنسبة للقيادة في صنعاء.
هناك سر يكمن وراء تعنت العملاء الخونة في عدم موافقتهم على فتح الطرقات في مارب وبقية المحافظات بسهولة وسلاسة وإصرارهم على فتحها في تعز فقط لأنهم يريدون أن تبقى الطرقات تحت تصرفهم يتقطعون للمسافرين من أبناء اليمن وينهبون أموالهم بل ويقتلون المسافرين كما حصل هذا أكثر من مرة في عدن وفي مارب وغيرهما من المحافظات، ولأنهم لا يريدون أن ينعم الإنسان اليمني بالاستقرار والأمن والسكينة على تراب وطنه ولا يردون أن يتوقف العدوان لهذا يتاجرون بمظلومية الشعب اليمني ويعيقون أي مصلحة أو أي تقدم في الملفات الإنسانية ومنها فتح الطرقات، ولو كان المرتزقة العملاء يتمتعون بذرة من الإنسانية والشعور بالمسؤولية لبادروا إلى الموافقة السريعة على فتح الطرقات في تعز ومارب وغيرهما من المحافظات اليمنية ولكنهم يفتقدون للمسؤولية والإنسانية والمبادئ الإيمانية القائمة على الإحسان وقضاء حوائج الناس، وكيف يمكن لهم أن يهتموا بالإنسان اليمني ومصلحته وهم يخدمون المستعمرين ويمهدون لهم الطريق لاستعمار اليمن ونهب ثرواته والسيطرة الشاملة على شعبه ومقدراته؟!
لهذا عندما نرى الفريق المفاوض التابع لمرتزقة العدوان يمانع ويتعنت ويعيق إعادة فتح الطرقات نخلص إلى أنه يعبر عن نوايا دول تحالف العدوان التي لا تريد أن ينعم الشعب اليمني بالأمن والسلام والاستقرار وكذلك يعبر عن نفسية العملاء الخونة الذين لا يهمهم مصلحة اليمن واليمنيين لأنهم يريدون أن تبقى الطرقات ميداناً لممارسة النهب والتقطع وارتكاب الجرائم بحق المسافرين اليمنيين، أما موقف صنعاء فهو معروف للجميع، من خلال حرصهم الشديد على إعادة فتح الطرقات ومما يؤكد ويثبت ذلك ما أكد عليه الرئيس المشاط في خطابه الأخير خلال حفل تخرج الدفعة السادسة من كلية الشرطة حين قال (سنعلن مبادرة من جانبنا في حال لم تلمس لجنتنا العسكرية في الأردن بوادر جديدة بخصوص فتح الطرق المغلقة لتخفيف معاناة الشعب اليمني سنُعلن عن مبادرة من جانبنا)، وهذا يعني أن القيادة في صنعاء على أتم الاستعداد لفتح الطرقات حتى بدون مفاوضات ومن طرف واحد حرصاً على تخفيف معاناة الإنسان اليمني، وهذا ما يفتقد إليه أولئك اللصوص المجرمون العملاء.