تحريرُ الدريهمي: تكتيكاتٌ قتاليةٌ خارجَ المألوف!
إب نيوز ٥ يونيو | تقرير*:
خلال الأيام الأخيرة من الهدنة التي استمرت لشهرين، والتي كانت جهود الوساطات تتكثف لتمديدها لشهرين آخرين، كان الاعلام الحربي اليمني يشارك بالمفاوضات أيضاً عن طريق الكشف عن مشاهد تعرض للمرة الأولى، حول جملة من القدرات والامكانيات وأوراق القوة التي استخدمتها قوات صنعاء عند تحرير مدينة الدريهمي الاستراتيجية ومنع سقوط الحديدة عسكرياً بيد قوات التحالف، في رسالة حملت بتوقيتها وكيفيتها أن صنعاء جاهزة لكلا الخيارين، تمديد الهدنة أو عدمه.
في سلسلة وثائقية من 5 أجزاء، كشف الاعلام الحربي اليمني في فيلم يحمل اسم “الدريهمي حصار وانتصار” عن قدرات خارجة عن المألوف، وليس بالأسلحة المتطورة والقدرات التكنولوجية المتفوقة، انما ببراعة استخدام العتاد والأسلحة المتوفرة، للوصول إلى الهدف المنشود بأقل الخسائر البشرية والمادية الممكنة، والتي أثبتت بالفعل نجاعتها وجدواها في قلب موازين القوى وتغيير قواعد الاشتباك.
أهمية مدينة الدريهمي
تعد مدينة الدريهمي والتي تبلغ مساحتها 695 كلم مربع، بمثابة الخط الدفاعي الأول عن الحديدة، والتي تعد بدورها نافذة بحرية مهمة لصنعاء كما التحالف، نظراً لموقعها الجغرافي المطل على البحر الأحمر، ولاستحواذها على ميناء الحديدة الهام. حيث أن مَن يستطيع ان يثبّت مدينة الدريهمي كقاعدة عسكرية استطاع بطبيعة الحال، ان يفتح جبهات في أماكن متعددة (المنظر، قطع الشريط الساحلي، والتحيتا) وتحقق الرؤية والرماية باتجاه الحديدة.
بعد تأمين خلفيتها في مدينة التحيتا والجاح، حاولت قوات التحالف الدخول الى الحديدة دون ان يكون ظهرها مكشوفاً لنيران الجيش واللجان الشعبية، وكانت بأمس الحاجة لإسقاط مدينة الدريهمي، وهو الأمر الذي لم تستطع فعله رغم الحصار المطبق من كل الجهات، وعدم وجود منفذ واحد لدخول المساعدات الإنسانية.
الصاروخ لم يقتل… بل أطعَم
مع بدء زحف قوات التحالف باتجاه المدينة عام 2018، ومحاولة السيطرة عليها، بما في ذلك القصف والغارات والاستهداف الصاروخي المتكرر، والذي كان يرتكز على استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والبيوت والأعيان المدينة والبنى التحتية. حتى نفذت كل المؤن الغذائية والاحتياجات الطبية، وكان على الجيش واللجان ابتكار طرق جديدة لإدخال ما يلزم بهدف مساعدة المدنيين المحاصرين وقوات الجيش في الداخل على الصمود. وكان الخيار خارج حدود المتوقع.
بعد 40 يوماً على الحصار، وباستخدام الطيران المسيّر والصواريخ، استطاعت قوات صنعاء ارسال كم كبير من الطعام والمواد الغذائية والمعدات الطبية إلى داخل المدينة، حيث عمدت إلى استبدال البارود بما يلزم ثم حشوها بالصواريخ كما تظهر المشاهد في الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي.
طائرة هيلكوبتر تحلّق للمرة الأولى
وما كان لافتاً في الجزء الثالث من الفيلم، المشاهد التي وثقت عملية “العاشر من رمضان” والتي رصدت مشاركة القوات الجوية بطائراتها المأهولة منذ بدء الحرب، لتنفيذ عملية إنسانية بحتة لإغاثة المحاصرين في المدينة.
جاءت هذه العملية بعد اشتداد الحصار على المرابطين والمدنيين في المدينة حتى وصل بهم الحال إلى تناول أوراق الأشجار بعد مضي 568 يوماً على حصار المدينة، حينها جاء القرار باستخدام سلاح جديد في المعركة لم يكن في حسبان أحد، يتمثل في طائرة هيلوكوبتر، لتنفيذ العملية الإغاثية التي تكللت بالنجاح.
وفي التفاصيل، فقد جرى تجهيز طائرة الهليكوبتر من طراز 171 لتنفيذ تلك المهمة، على الرغم من أنها كانت خارج الجاهزية، وكذا مرحلة التخطيط للعملية وتجهيز الطائرة، وغيرها من الجوانب المتصلة بحالة الطقس والمسارات المناسبة وحركة طيران العدوان وانتشار القوات والدفاعات الجوية للعدو في الميدان. ونجحت عملية إيصال 3 أطنان من المواد الغذائية خلال مهمة استمرت 31 دقيقة.
جهاز الأمن والمخابرات
بالمقابل، صوّب الفيلم بجزئه الخامس، على القدرات التكتيكية العالية التي يحظى بها جهاز المخابرات التابع لحكومة صنعاء، حيث أنه بات يشكل قوة مستقلة قادرة، ليس فقط على ضبط جبهتها الداخلية وحمايتها من العمليات الأمنية، إنما الوصول إلى عمق معسكرات التحالف، ورصد تحركاتهم ونشاطاتهم.
حيث رصد الفيلم انه في الوقت الذي كانت تتعرض فيه قوات التحالف للاستهداف من قبل الجيش واللجان، كانت قادة الألوية والمرتزقة في المعسكرات الإماراتية غارقين في اللعب ومشاهدة المباريات، كما ظهر في مشاهد وثقها جهاز الأمن والمخابرات لدى صنعاء.
* الخنادق