من يُسيء فعلا للنبي الأكرم محمد؟
إبنيوز ١٠ يونيو
ـــــــــــــــــ
وفاء الكبسي:
مما يُؤسف القلب ويُدمع العين أن يُؤذى نبينا الأعظم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- نبي الإنسانية والرحمة المهداة للبشرية، ومازلت أمته تغط في جهلها المقدس، فما قاله البوذي مودي من إساءة لنبينا الأكرم وزوجته عائشة جرح مشاعرنا وثارت له غيرتنا، ولكن لنرجع للوراء ونتسائل من يُسيء فعلاً للنّبي محمّد؟ هل الغرب ومودي أم ما كتبه التراثيون قبل قرون في كتبهم من سيرة وأصحة يحمل إساءة بالغة للرسول والقرآن والإسلام ككل، هذا التساؤل سيحملنا إلى أعماق التراث، طبعاً هذا لن يُعجب الكثيرين ممن يصرون دائمًا على تحصين “الجهل المقدّس” الذي حول رسول الله إلى مجرد متهافت على السلطة والشهوات يحب اللهو والفجور ، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
أكتب هذا وقلبي يقطر دمًا ولكن للأسف هذا مادون في كتبهم من إساءات بالغة من أجل خدمة أهداف شيطانية لتشوية صورة الرسول والإسلام والرسالة المحمدية.
أليست الصورة السيئة الموجودة في كتب التراثيين هي من شجعت الدنمارك وفرنسا و آخرهم مودي على إسائتهم لنبينا الأعظم محمد- صلوات الله عليه وعلى آله الكرام؟!
لست أكتب هذا دفاعاً عن أولئك المجرمون فأنا أعلم أن ما يمس شرف وكرامة نبينا إنما هو حرب صريحة مباشرة على الإسلام وأمته المحمدية جمعاء ، ولكن يجب علينا أن نقف وقفة حق ، ونرد على إسائتهم وإساءت كل مارق جاحد عن طريق تنقية كتب الأحاديث والتاريخ والسيرة من الأفك والتضليل وبهذا سنجد أن أول مسلم أساء لرسول الإسلام محمد ، هو البخاري وليس من رسم رسوم الكاريكاتير ولا فرنسا ولا ماكرون ولا مودي الهندي ، فكلهم نقلوا ما كتبه البخاري في صحيحه الذي يقدسه المسلمون ويدرسونه في جامعتهم ومدارسهم ، ويعتبرونه أصح كتاب بعد القرآن الكريم، فما رسمه فنانوا الكاريكاتير ومجلة شارلي، وما قاله الحقير مودي وغيره للأسف هو بعض مما ورد بكتاب البخاري من إساءات بالغة، فكتاب “الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وسننه وأيامه”، الشهير بِاْسم “صحيح البخاري” هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة، صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري واستغرق في تحريره ستة عشر عاماً، وانتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها، ويحتلّ الكتاب مكانة متقدمة عند أهل السنّة، حيث إنه أحد الكتب الستّة التي تعتبر من أمهات مصادر الحديث عندهم، وهو أوّل كتاب مصنّف في الحديث الصحيح المجرّد، كما يعتبر لديهم أصحّ كتاب بعد القرآن ، مع العلم أن هذا الكتاب كُتب بعد 250 سنة من وفاة الرسول الأعظم، ونقلت أحاديثه جيلاً بعد جيل شفاهًا وليس تدوينًا وكتابة، وإليكم شذرات من روائع ما كتبه البخاري من إساءات يشمئز ويخجل منها المسلم العاقل قبل غيره،
من أبواب البخاري حديث يُنسب للنبي إن الشمس بعد غروبها تذهب لتسجد تحت عرش الرحمن، وبعد أن يأذن لها الله تعود تشرق من جديد، هذا الحديث يدل على عدم معرفة الكاتب بدوران الأرض والكواكب حول الشمس منذ أن خلقهم الله ، هذا كلام ينافي العلم والحقيقية فكيف يدرّس في الجامعات الإسلامية ؟ إلا يسجل هذا إساءة للرسول وأحاديثه وللعلم ؟
كما يدعي البخاري حديثاً للرسول حول ماهية الصراط المستقيم، حيث يسير المرء فوقه وهو ارفع من الخيط، وهو في طريقه إلى الجنة، ويتم وزن اعماله اثناء العبور فوق السراط المستقيم ، فأما يكمل مسيرته نحو الجنة أو يسقط إلى هاوية الجحيم، هذا من الخزعبلات البخارية التي نسب حديثها للرسول، ومن الأحاديث الكثيرة التي تُسئ للرسول حديث أن الرسول تزوج عائشة وهي بنت ست سنوات ودخل عليها وهي بنت تسع سنين وكانت تحمل عرائسها ولعبتها بيدها، بعد أن جلبتها أمها من فوق الأرجوحة ليدخل عليها الرسول ؟
فهل نتفاخر بهذا الحديث الذي اعتمده المسلمون سُنة لهم، فدمروا حياة الأطفال القاصرات بالزواج من بنت تسع سنين وأصغر ، ومن الأمثال اليمنية المتداولة:” زوج بنت الثمان وعليا الضمان” أسوة وقدوة بنبيهم !!
والغريب هو أن أناس يقرأون القرآن ويدعون اتباع ومحبة الرسول الأعظم-صلى الله عليه وآله وسلم- ومع ذلك يترضون ويترحمون على البخاري الذي يُسيء إلى رسولهم , ويصفه بأبشع الأوصاف التي لايقبلها أدنى مسلم، ولا ينكرون عليه إسائته لنبيهم بل جعلوه قمة في الوثاقة والتقديس والإحترام ، بل والأعجب انهم يدعون اتباع القرآن وهم يتبنون خلاف مايقوله القرآن الكريم ، قال تعالى:
{ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًاانْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا}
فهذا القرآن يُصرح بأن الذي يقول أن رسول الله مسحور فهو ظالم ؟
والبخاري يقول أن رسول الله كان مسحورًا ، فهل نُصدق القرآن ونُكذب مافي البخاري أم العكس؟
فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون؟
أما باب التدواي ببول الإبل ، فقد ذكرها البخاري على أنها من أحاديث الصحيحة ويتناقش بها كل الشيوخ في خطبهم ويتباهون بها، إلا تشكل هذه الوصفة استهزاء بالعلم و الطب عندما ينصح الرسول بأن يتداوى المرضى والسقماء بشرب بول الإبل حتى يصحوا، والمعروف طبيًا أن البول هو خلاصة السموم التي يطرحها جسم الإنسان والحيوان للتخلص منها ؟ وبقائها يسمم الجسم ويقتله .
هناك الكثير والكثير من الأحاديث المسيئة للرسول التي أخجل أن اذكرها، ولعل الباحث في كتب الثرات الإسلامي الموروث سيجد مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب مؤمن من فضائع الأخبار والروايات الإسرائليات المندسة ، فكيف يُقدس المسلمون كتاباً فيه الكثير من الإساءات التي تحط من قيمة رسول الله محمد؟
وكيف لا تثور جموع المسلمين جهلائهم ومثقفيهم مما دون في كتب البخاري ، أليس الأجدر بكم أن تلغوا هذه الإساءات من مصدرها الأصلي، وتحرقوا الكتب التي تُدرس في مدارسكم ومساجدكم وتُسيء لنبيكم أولاً ثم لكم ثانياً وبرضاكم!
للأسف لقد أصبح العالم ينفر من إسلام البخاري وابن تيمية وتراثهم الداعشي الذي شرع الإعتداء على الأبرياء في المدارس والطرقات والأسواق واختلقت ديناً وهابياً جديداً مشوهاً تعتزون به وتقدسوه، ألا تخجلوا منها أو تشعروا أنها تشكل إساءات وإهانات لرسولنا ونبينا الأكرم-صلى الله عليه وآله وسلم.
بالنهاية لكم الحكم من الذي يُسيء للرسول الأعظم هل الغرب ومودي أم “كتب التراث”؟