ماذا لو وقعت الحرب بين حزب الله وإسرائيل؟
إب نيوز ١٧ يونيو
كَتَبَ إسماعيل النجار
فوقَ صفيحٍ ساخن نقفُ جميعاً في منطقة الشرق الأوسط، هكذا تريد الولايات المتحدة الأميركية المنطقة أن تكون في أكبر مواجهة مع أعدائها على رأسهم إيران وحزب الله! محوَر المقاوَمَة الذي يقف لها بالمرصاد يواجهُ مؤامراتها الشيطانية بالحِنكَة السياسية والصبر والتعقُل والحسابات الدقيقة، وليسَ بالإنبطاح أو المساومَة،
مطَّاطَةٌ تلك المفاوضات النووية التي تجري بين واشنطن وطهران في فيينا، ولا بُد أنها سوف تتوقف عقارب ساعتها عن الدوران إذا ما سارعت واشنطن إلى توقيع الإتفاق بلا مماطلة أو زيادةً أي بند عليه أو نقصان،
المراوغة الأميركية وتأخير إعلان الإتفاق والتوقيع سببهُ تريُث إدارة بايدن قليلاً لمعرفة ما ستؤول إليه الظروف الميدانية في معركة تثبيت روسيا نفسها كقوَّة عُظمَىَ ثانية بلا “ثالث” منازع في أكبر معركة تخوضها موسكو مباشرَةً ضد أميركا بعد الحرب الشيشانية؟،
في المقابل الظروف السياسية في الشرق الأوسط تتغير وتتبدل بسرعة ونبرة التحدي والتهديدات ترتفع من جهة إسرائيل ضد لبنان وبوتيرة عالية جداً، وتهديداتٌ مضادة لا تقل حماوةً وسخونة عن تلك أطلقها حزب الله بوجه إسرائيل أيضاً،
الرئيس الأميركي جو بايدن رأىَ أن الأمور تَتفلَّت من عقالها في المنطقة وأنها ذاهبة نحو مواجهة كُبرَى لا مفر منها، تحدث عنها السيد حسن نصرالله منذ زمن بعيد وينتظرها حزب الله بحرارة وشوق،
المسؤولية الكُبرىَ في التوتر تقع على عاتق أميركا الداعمة للكيان الصهيوني المتهوِر نتيجة إصراره على العربدة ضد سوريا والإعتداء عليها بشكلٍ متكرر، ومحاولاته المستمرة بدعمٍ أميركي لسرقة ثروات لبنان الغازية والنفطية، من أجل ذلك سارع الرئيس الأميركي إلى إعلان توقيت زيارته إلى الشرق الأوسط التي سيبدأها بالسعودية من أجل ترطيب الأجواء مع ولي عهدها المتمرد عليه محمد بن سلمان وفي محاولة للملَمَة أشلاء حلفائه الممزقين وإعادة جمع الأردن ودُوَل مجلس التعاون الخليجي مع مصر وإسرائيل في تحالفٍ عسكري قوي ضد طهران، وذلك خوفاً من إشتعال حرب بين لبنان وإسرائيل بسبب النفط والغاز، أو بين إسرائيل وإيران نتيجة تهوُر قادة الكيان، وفلتان الأمور من عقالها بوجه تل أبيب فيصبح من الصعب لملمة أطرافها وضبطها لما لها من نتائج وخيمة على وجود هذا الكيان برُمَّتِهِ،
ولكن ماذا لو وقعت الحرب ما الذي سيحصل وما هي السيناريوهات المتوقعَة لها؟
هناك عدة سيناريوهات متوقعة، وتخمينات كثيرة مبنيَة على تهديدات الطرفين لبعضهم البعض،
الحرب إن وقعت ليست لمصلحة إسرائيل لأنها ستخسر حقل كاريش وسيتوقف العمل بحقولها الباقية فتكون قد خَسِرَت إقتصادياً ثروتها التي ستبقى تحت الماء لأن حزب الله سيمنعها من متابعة سير العمل بضخ الغاز وبيعه لأوروبا عبر مصر،
لبنان ليس لديه ما يخسره، وإسرائيل ستخسر كل شيء،
الطرفان يخفيان لبعضهما مفاجئآت؟ ولكن مفاجئات المقاومة اللبنانية ستكون أكبر وأقهَر وأخطر ومُدَمِرَة أكثر من ما حضَّرته لها إسرائيل،
إسرائيل هذه التي تعتمد على سلاح الجو المتطور لديها إعتماداً كُلياً وهو الذي فَشِلَ من حسم حرب تموز عام ٢٠٠٦ خلال حرب الثلاثة وثلاثين يوم، ستتلقى ضربات جوية وبحرية وبرية مُوجِعَة من المقاومة وأن حجم النار التي ستصب حممها على الكيان، ودائرة إتساعها ستكون أكبر بكثير مما تتوقع تل أبيب هذه المرة،
وأن وحدات المشاة الخاصة بالمقاومة ستتحرك وتعمل داخل حدود فلسطين المحتلة بقوَّة لا نظير لها، أي أن المعركة ستنتقل الى داخل الكيان الغاصب،
وأن مقاتلي وحدة الرضوان النخبوية وغيرها من القوات الخاصة للمقاومة، سيضغطون بشكلٍ كبير لكي يكون الإشتباك مع وحدات النخبة في جيش العدو على مسافة صفر لأن جنود العدو سيكونوا مذعورين ومُنهارين بلا ريبٍ ولا شَك،
أما القوة الصاروخية والطائرات المسَيَّرَة للمقاومة ستدُك نقاط العدو الإستراتيجية في العمق الصهيوني وستركز على قطع خطوط الإمداد نحو منطقة الشمال الفلسطيني الذي ستدخله قوات الرضوان ولن يتسنى للعدو إنقاذهم حتماً والأمر مدروس،
هذا إن أقتصر الأمر على لبنان،
ولكن إن تدحرجت الأمور بشكلٍ أكبر واشتركَت أطراف المحور كافة في المعركة فإن حزب الله والجيش العربي السوري وحلفاؤهم لن يتوانوا لحظة واحدة عن الإطباق من جهة الجولان السوري المُحَرَر بإتجاه الجولان العربي المحتل وهناك ستجري الملحمة الأسطورية على تلك الأرض لتستعيد للعرب كرامتهم وعزتهم التي سلبتها منهم إسرائيل طيلة أكثر من سبعون عام،
أيضاً لغزة دور كبير في تحرير أجزاء هامة من فلسطين المحتلة إذا ما أنطلقت فصائلها نحو غلافها حيث يفترض أن تندفع وحدات المشاة بالآلاف نحو المستعمرات القريبة لإحتلالها وتوسيع دائرة النار مع العدو وتحرير الشريط البري المحازي لجمهورية مصر العربية مع فلسطين،
إسرائيل ستكون في وضع لا تُحسَد عليه إذا اندلعت الحرب، ومحوَر المقاومة سيرسم لها النهاية،
المسألة فقط تحتاج الى حماقة صهيونية وينتهي الأمر، والتحضيرات العسكرية واللوجستية للحرب المقبلة جاهزة في المقلب المقابل للصهاينة،
لذلك نَوَد التنويه أن الذين يتخذون القرارات اليوم ويحيطون بالكيان المحتل ليسوا أنور السادات، ولا الملك حسين، أو ولده عبدالله،
بَل هم السيد علي الخامنئي، والسيد حسن نصرالله، وأسد الشام البطل الشجاع الصامد، وفصائل الجهاد من أبناء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في العراق، وألسيد عبدالملك الحوثي في اليمن،
أما إسرائيل التي تعربد اليوم هي مضطرة لفعل لذلك من أجل أن تُغَلِف خوفها بصورة الدولة القوية القادرة صاحبة المبادرة، وأن تقول لشعبها المُحتل أنا لست خائفة وأنا قادرة مع العلم بأن مواطنيها ومنذ مدة يقومون بهجرة عكسية نحو اوروبا تجاوزت اعدادهم حتى اليومرمِئَتَي الف مستوطن،
بكل الأحوال أسابيع وتنجلي الصورة وسنبني على الشيء مقتضاه،
بيروت في…
17/6/2022