من مذكراتي..حوار مع سعوديٍ (سابق).
إب نيوز ١٩ يونيو
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.
هل أنت يماني؟!
بهكذا سؤال استهل حواره معي على الواتس ولا أدري في الحقيقة من أين جاء برقم هاتفي!
ولأني كنت متصلاً ساعتها -وقد عرفت أن السائل من خارج الحدود من خلال مفتاح دولته طبعاً- فقد أجبته على الفور : نعم.. أنا يماني.
فعاد وقال مستفزاً : (ما تستحي إنِك يماني)؟!
فقلت وقد عزمت في نفسي أن أجاريه في الحوار وألقنه درساً لا ينسى :
بل أشرُف وأعتز وأفتخر.. وأفاخر بيمنيتي هذه العالم والدنيا بأسرها، وليست مشكلتي أنك لا تقرأ التاريخ أو لا تعرف من هي اليمن ومن هم اليمنيون، بل هي مشكلتك أنت والذي لو عدت وأحلت سؤالك هذا إليك، لما عرفت ما تجيب وما تقول!
نعم أقولها اليوم وكل يوم وبأعلى صوت مفاخراً :
أنا يمني، فمن تكون أنت؟!
فقال : (والله عشنا وشفنا أبو يمن يتطاولون على رجال المملكة-أنا سعودي (يالزيدي)، أنا عاصفة الحَزِم، أنا الملك سلمان.. فهل عرفتني؟!)
فأجبته قائلاً : لا..، لم أعرفك، ولا أتذكر أن جدي قد حدثني يوماً عنك أو عن جدك أو مملكتك هذه التي ذكرت أو عن أيٍّ من ملوكك جميعاً البتة!
فقال : (ومن عسى جدك ذا يكون)؟!
فقلت : أنا وسائر أجدادي جميعاً، كلنا يمنيون، فأخبرني أنت :
هل كان أجدادك جميعاً سعوديين مثلك؟!
أخبرني عن هويتك في حال ما سقط حكم بني سعود مثلاً.. وسيسقط يوماً بالضبط كما سقط من قبله بنو أمية وبنو العباس وبنو حمدان وبنو عثمان وغيرهم من ملوكٍ ودول كانوا أشد منكم بطشاً وأكثر نفيرا؟
كيف سيصير بها وبك الحال؟
كيف ستعرِّف أو تعنون نفسك؟
سعودي (سابق) مثلاً ؟! أم ماذا يا تُرى؟!
يا حبيبي، إذا كان ثمة من يجب أن يستحي من هويته، فهو أنت وأمثالك الذين مازالوا يُنسَبون لغير وطنٍ، وإنما لإسرةٍ وعائلةٍ مالكة لكل شئ حتى البشر، فهل كنت أنت من عائلة بني سعود حتى تقول أنك سعوديٌ؟!
وهنا وقد بدأ الحوار بالإحتدام ووجدت نفسي أصارع حماقةً وجهلاً لم أرَ مثليهما في حياتي، ولأنه أيضاً قد ظل مُصّراً على رؤيته الحمقى هذه، فقد خفت صراحةً أن يصل بنا النقاش إلى مرحلة التجريح والسبّ -من جانبه طبعاً- لما بدى عليه من علامات التوتر والهذيان أو أن يُحلِّق صاحبنا هذا بحماقته وجهله بعيداً.. بعيداً.. ليصل به الأمر لأن يقول مثلاً أن سيدنا رسول الله نفسه وآل بيته الأطهار وسائر صحابته الأخيار والتابعين وتابعي التابعين و.. قد كانوا أيضاً (سعوديين)!
لذلك فقد آثرت قطع الإتصال ووقف الحوار لعدم جدواه مع هكذا حمقى وهكذا جاهلين.
إكتوبر 2019.
#معركة_القواصم