عسيري أعطينا الحكومة الدعم المطلوب ومسئولون فيها يكذبونه بعد انهيار معنويات الجبهات.
إب نيوز 16-سبتمبر-2016
“ليس الرصاص ما يُخرج القوات اليمنية من الميدان، بل هو الدفع”، هكذا عنونت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرها (الاثنين 12 سبتمبر/أيلول 2016) حول الخلافات بين المقاتلين في صفوف القوات الموالية لعبد ربه منصور هادي من جهة، وقيادة قوات ما يسمى بالتحالف من جهة أخرى، وذلك بسبب ما أسمته الصحيفة تخلف السعودية عن دفع رواتب المقاتلين.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن اللواء وقائد وحدة عسكرية في صفوف القوات الموالية لهادي في مدينة تعز مرتضى اليوسفي، أن مئات من الجنود غادروا الميدان بسبب عدم تقاضي الأموال.
وتقول الصحيفة، إن اليوسفي واحد من العديد من المسؤولين اليمنيين الذين يكافحون لاحتواء الغضب المتزايد من المقاتلين الموالين لحكومة هادي على تأخير الدفع من قوات التحالف التي تقودها السعودية.
وحاول اللواء اليوسفي أن يحتوي الغضب المتنامي لدى هؤلاء المقاتلين، عبر اتفاق يعطي الجنود المتزوجين إجازة لزيارة عائلاتهم وإطعام أطفالهم. لافتاً أن غضب الجنود قد يؤثر سلباً في صورتنا. وقد وافق الجنود بسرعة على الاتفاق وتناوبوا في مجموعات صغيرة على التخلي عن مناصبهم بحثاً عن وظيفة مؤقتة في مكان آخر.
ووفقاً للتقرير، فإن السعوديين يمولون حملتهم على الحوثيين جيداً، لكنهم بطيئون جداً في الدفع، مضيفاً أن تسوية اليوسفي عكست اليأس اليمني من تخفيف الأزمة التي يقول مسؤولون إنها تخفض من معنويات القوات وفعاليتهم وتطيل أمد الحرب.
وأضاف اللواء اليوسفي، أن هناك استياءً متنامياً بين الجنود الذين لا يمتلكون قدرة التأثير في الحكومة أو التحالف للدفع لهم.
وأشار تقرير الصحيفة، أن الذين يشكلون غالبية القوات الموالية لحكومة هادي، هم شبان في أواخر العقد الثاني من العمر، وبينهم من ترك المدرسة للانضمام إلى التحالف حينما اندلعت الحرب، وكانت غالبيتهم تعمل على مراكب صيد وفي المزارع ومواقع البناء لإعالة عائلاتهم، وفق مسؤولين.
وكان التحالف السعودي قد وعد كل موظف بـ 270 دولاراً شهرياً.. لكن، مقابل ذلك الوعد، وجد أغلب الشبان أنفسهم فقراء في آخر الشهر، بسبب تخلف الرياض عن الدفع.
على النقيض، يتقاضى معظم المقاتلين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بين 200 و300 شهرياً مع القليل من التأخير، وفق ما قاله مقاتلون حوثيون للصحيفة.
ورفض المتحدث باسم التحالف، أحمد عسيري، الإجابة للصحيفة بشأن شكوى المقاتلين، مؤكداً أن التحالف أعطى التمويل المطلوب للحكومة. وأضاف عسيري، أن توزيع الأعمال ليس شأننا.
لكن الكثير من المسؤولين اليمنيين لم يوافقوا على هذا القول، وفق الصحيفة، مؤكدين أن لديهم مشكلة في الحصول على الأموال من الأساس.
وفيما تقول “نيويورك تايمز” إن السعودية لا تزال تعاني الانخفاض في أسعار النفط، يتجاهل اليمنيون هذا العامل مفسرين تأخر الدفع بأنه “استغلال”.
من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن ناصر العزيري، مساعد رئيس هيئة الأركان في الجيش الموالي لهادي محمد المقدشي، أن المناطق التي تخضع لسيطرة الإماراتيين لا تعاني من تأخر في الرواتب، بل إن معدلات الرواتب فيها تفوق بمرتين أو ثلاثة أحياناً معدلات الرواتب في المناطق الخاضعة لسيطرة السعوديين.
وأضاف العزيري، أن الكثير من هؤلاء الجنود يتزوجون ويبنون بيوتاً، وقد تحسنت حياتهم منذ أن انضموا إلى الجيش، ولا سيما منذ أن هدأت الأوضاع في تلك المناطق.