مجزرة أطفال ضحيان بين الوعد و العود
إب نيوز ٢٧ يونيو
الوعد و العود : كلمتان لهما نفس الحروف : الواو ، العين ، الدال ، فالوعد بدأ بالواو الحرف الذي يوحي بحركة في ذاته فلو كتبناه حسب نطقه سنكتب : واو ، أي أنه حرف يوحي رسمه و نطقه بحركة مراحل تسعى لتحقيق المعنى الذي وجد فيه ، فجاءت العين حرف إظهار توحي بنشوء عمل ظاهر يتحقق و يحقق القول الموعود به ، بينما الدال حرف قلقلة يوحي بالقوة و التأكيد على التحقق ، و قد انتهت بالدال الكلمتان وعد ، و عود ،،
كانت الطفولة هي وعد المستقبل المتحرك الذي سيوصلنا لتحقيق طموحاتنا .. الطفولة التي حين نرعاها فستكون وعدا صادقا و عودا أحمد !!
و على هذا فنحن نلاحظ أن الوعد هو قول و في عودته لا يعود إلّا بعد فعل حقيقي ،
الوعد : يبدأ قولا و يجب أن يكون فعلا فما كان الوعد يوما قولا قط ،
هو قول في تلك اللحظة التي يُنطق فيها .. قول يتحول إلى فعل و عمل ، و قد يحدّد بزمن ، أمّا و هو عقد من الزمن ( على الأكثر ) حتّى يكون الطفل فتى فهو وعد قريب و هذه حكاية أطفال ضحيان الذين استهدفهم تحالف العدوان السعوأمريكي بقصف مباشر لحافلتهم .. استهدفهم بعد أن جعل منهم عدوّه باعتبارهم بفكرهم و توجههم القرآني عدوا للشيطان و هو يعلم في قرارته أنه هو الشيطان !!
هؤلاء الأطفال الذين عرف العدوان أنهم من سيقاتله و يقاومه ..
إنهم وعد المسيرة القرآنية .. وعد القتال الشرس للمحتل و الغازي .. هم وعد الانتصار لعقيدتهم و وطنهم ..هم وعد القرآن و هم العدة التي يعدها الحق ليقمع الباطل .. ليزهقه .. هم ممن يندرجون تحت ظلال معاني قوله : ” و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ”
نعم هؤلاء الذين رآيناهم أطفالا فقد رآهم العدوّ رؤية ثاقبة ترمي للمستقبل القريب .. رآهم قوة كبرى و وعيدا سيقتلعه من جذوره .. سيجتثه ؛ ليس لأنهم يكبرون و سيصبحون شبابا ؛ فالدنيا ملآى بالشباب و لكن أي شباب هم ؟
هل شباب بناطيل ( طيحني ) ؟!
أم شباب أبطال الديجتال ؟!
أم شباب أفلام ديزني ؟!
أم شباب عشق الكوري و الهندي و التركي من المسلسلات و الأغاني و … ؟!
هل شباب الشبو و الحوت و …. ؟!
هل شباب متابعة ملكات الجمال و …. ؟!
هل شباب العاب البوبجي و… ؟!
هل شباب ملاحقة البنات على مواقع التواصل ؟!
وهل و هل ، …الخ
الجواب : لا ، هم شباب المراكز الصيفية التي حاولت هذه المراكز استنقاذهم من الفكر الوهماسوني المتطبع المثلي أو لنقل اللوطي الشاذ الذي يريد أن يكونوا أطفالا ثم شبابا معاقي اللب و القلب و الفؤاد و الروح بالانحراف و سينشرون فيه المخدرات و حينها سيكبر هذا الجيل و يقف لكن كوحش يكسر القيم من وطن القيم ،
يريد أصحاب الفكر الوهماسوني جيلا يلقمونه الفحش و المنكر و البغي مع هذه المخدرات .. جيلا سيقع بين العنف و الجنس و أي جنس ؟!
حتى الجنس هيؤوا له الشذوذ ،
نعم : بهذين العنف و الشذوذ سيحتل الوهماسوني ما أراد احتلاله ؛ فمكوّن الشباب الذي يفترض أن يلتحق بجبهات البطولة يذود عن عقيدته و عرضه و أرضه سيصبح ( لولا فكر المسيرة القرآنية ) جيلا مريضا و شبابا مهزوزا بل مهترئ القيم ، و يسير بعكس اتجاه الفطرة السوية و النفس المستقيمة و الخلق القويم ،
و لعلّ هذا ما يبرر حربهم الإعلامية الشعواء على المراكز الصيفية حيث فرضت هدنهم الوهمية عدم قصف هؤلاء الطلاب كما فعلوا بطلاب باص ضحيان ( الأطفال ) ، و هم في عودتهم من رحلة جماعية حين هاجموهم و قتلوا العشرات منهم تحت مرأى و مسمع العالم برممه المتحدة و محبس الأمن، و جندوا كل الزيف و التضليل ليتجردوا من جرمهم ، و لكنهم فشلوا حتّى في ترهيب الناس من إلحاق أبنائهم بهذه المراكز فبعد قصفهم لطلاب المراكز الصيفية في صعدة انتشرت المراكز في محافظات اليمن الحرة أكثر، و الذي يدعو لحمد الله و شكره أكثر أن المجتمع اليمني ماعاد ينصت لقول المرتزقة و العدوان الذي يتكلم المرتزقة باسمه ، بل إن أولياء الأمور آباء و أمهات قد دفعوا بأبنائهم للمراكز الصيفية بقناعة و حب و شغف أيضا ؛ لأنهم باتوا يدركون معنى أن يختلي طفلك بجهاز الآيباد أو الهاتف ، و ما أدراك مابه من مواقع التواصل و المواقع الإباحية و المواقع التي تسيطر على العقول و الأرواح و تخدرها رقميا و عبر النت في غير حاجة لشراء تلك المخدرات من تجارها و موزعيها ،
نعم : أدرك مجتمعنا خطورة هذا النت الذي بات يلوي العقول و الألباب و يجعل الكبار كأن بهم توحد حين يدخلونه فما بالكم بتأثيره على الصغار ، و من هنا بتاريخ 27 /ذي القعدة /1934 ذكرناها مجزرة أطفال ضحيان التي كانت في ذاك التاريخ، و التي ستظل مأساة إنسانية بل و وصمة عار في جبين المرتزق و المعتدي و العالم الأخرس الأرعن ، و لا سلام .
أشواق مهدي دومان