“حصار تعز” ودموع التماسيح
إب نيوز ٩ يوليو
نفذت صنعاء وعد السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي بإيجاد حلول بديلة للطرق المغلقة في تعز، وإن من طرف واحد.
قبل يومين أعلن الرئيس المشاط عن فتح طريق الستين – الخمسين الذي يختصر المسافة والزمن من خمس ساعات إلى حوالي 15 دقيقة .
هذه الخطوة التي جاءت من طرف واحد، تعكس حرص السيد القائد وحكومة صنعاء على تخفيف معاناة المواطن وخصوصا مع حلول عيد الأضحى المبارك، وحاجة الناس إلى التواصل وزيارة الأقارب ومعاودة الأرحام .
وهو حرص نابع من مسؤولية دينية ووطنية واجتماعية، حرص من يهتم بقضايا المواطن، لا من يتاجر بهمومه ومعاناته، كما يفعل الطرف الآخر الذي يضع قضية طرقات تعز وإغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة في معادلة واحدة.
فالنظر إلى فتح مطار صنعاء وفتح طرقات تعز كصفقة – هذه بتلك – نظرة غير منطقية ولا وطنية، بل لا أخلاقية.
طرقات تعز المغلقة واقعة في خطوط تماس، والإغلاق جزء من تداعيات المواجهات المسلحة بين يمنيين، كل منهم لا يزال في مترسه، وفتحها يحتاج إلى تسوية سياسية شاملة .
لكن إغلاق المطار حصار تقوم به دولة خارجية. دون مبرر سوى الحصار والإذلال وعزل اليمن عن العالم .
طرقات تعز المغلقة تربطها بالمحافظات المجاورة، والطرق البديلة تؤدي إلى نفس المقاصد، وكل الطرق تؤدي إلى روما .. بينما مطار صنعاء نافذة اليمن على العالم، يغلقها السعودي بالضبة والمفتاح ولا يسمح ببديل، وفي هذا إهانة بالغة لكل اليمنيين، بما فيهم اليمنيون الذين يضعون إغلاق مطار صنعاء وطرقات تعز في معادلة واحدة.
مطار صنعاء يخدم كل اليمنيين وليس لفئة، وأبناء تعز يشكون ثلث سكان العاصمة .. وطرق تعز المغلقة تؤذي كل اليمنيين وليس أبناء تعز فقط، الحال نفسه ينطبق على إغلاق طريق مارب الذي يؤذي كل اليمنيين و ليس أبناء مارب فقط، فمتى ستخرجون من القروية ؟
المؤسف أن هذه المعادلة يجري تسويقها من قبل ناشطين بدرجة باحثين يديرون مراكز دراسات، إذا يقول أحدهم:
« مطار صنعاء يخدم آلاف في الشهر بينما طرقات تعز تخدم عشرات الآلاف يوميا .».
لا ندري كيف استنتج الباحث هذه الأرقام، لكنه يبدو استند إلى المعيار السعودي الذي حدد أربع رحلات أسبوعيا قبل أن ينكث بوعده وجعلها أربع رحلات جوية في الشهر .
فتح طريق الستين – الخمسين، ينهي عمليا ذريعة « حصار تعز « التي يستغلها المرتزقة كحائط مبكى لتضليل الداخل والخارج، ومع ذلك، يبدو أن دموع التماسيح سوف تستمر .
هذا ما يؤكده موقف المرتزقة في رسالتهم إلى المبعوث الأممي هانس جروندبيرغ، وأغرب ما فيها قولهم أن طريق الستين – الخمسين “لا يعرفها أبناء تعز” .
لا يستبعد أن يعمل المرتزقة على منع المسافرين من الاستفادة من الطريق الجديدة، وما ذلك بغريب على من يعرقل صفقات تبادل الأسرى، وأحدثها صفقة لتبادل 200 أسير .
المحاصرون فعلا :
عشرات الآلاف من أبناء محافظة تعز المهجرون والنازحون في العاصمة صنعاء، لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم، لا يستطيعون زيارة أهلهم وأقاربهم في تعز، ليس بسبب إغلاق طريق الحوبان، فهم يتمنون زيارة تعز وإن كان الوصول اليها عبر طريق الرجاء الصالح، ولكن هل سيأمنون على حياتهم في ظل سيطرة ميليشيات المرتزقة على المدينة وبعض مديرياتها ؟!.
هؤلاء هم أبناء تعز الأكثر معاناة، وهم المحاصرون فعلا، وهم المغيبون عن الإعلام ودعاة حقوق الإنسان . فمن يدافع عنهم وعن حقوقهم .؟