شيء من التاريخ

 

إب نيوز ١٠ يوليو

 


من أخطاء الغزاة أنهم يظنون المقاتلين اليمنيين في معسكراتهم بنفس انحراف ونفسيات عملاءهم من كبار المرتزقة وأنهم خلاص اصبحوا في الجيب وهذا جنون
لقد عادوا بالالاف للقتال مع وطنهم ومنهم شهداء وجرحى والبعض منهم ايضا خدم ومايزال يخدم الموقف الوطني في اكثر من موقع واكثر من
‏من مجال وهكذا هم المقاتلون اليمنيون في الستينيات وعبر كل تاريخهم العسكري يعرفون كيف يضحكون على الغزاة والمحتلين غير أن أكثرهم تهورا في الانكشاف بدافع الغيرة طبعا ماقرأته عن الكتيبةاليمنية الاولى التي أنشأتها بريطانيا عام ١٩١٨م لغرض مواجهةالامام يحي وسلطته الجديدة عقب خروج الاتراك

‏وقبل الانشاء كان اليريطانيون قد اجتمعوا لدراسة الفكرة وكان جانبا منهم متشائم اعتمادا على قراءاته لتاريخ اليمنيين بينما كان فريق آخر بقيادة الضابط جاكوب متحمسين واستعمل بعض الشواهد المتصلة بشيوخ وسلاطين ووالخ وقد انتصرت وجهة نظره لدى مركز القيادة البريطانية وبالفعل تشكلت الكثيبة
‏وتقرر الاكتفاء بها لحين اختبارها عمليا فاذا نجحت التجربة كان من الممكن توسيع التجنيد( دهاء بريطاني )
وبالفعل تم تجنيد حوالي 500جندي من شمال البلاد واخضعتهم لتدريبات عالية المستوى في جزيرة ميون واستمرت الكثيبة تحت التدريب والعنايةالفائقة بقيادةبريطانية مقيمة ومباشرة حتى العام١٩٢٥م
‏كان الضابط جاكوب ومجموعته الانجليزية يتغزلون في هذه الكثيبة ويعبرون في تقاريرهم عن ذهولهم وشديد إعجابهم بها حتى ان احد التقارير وصفها بأنها اكثر من كتيبة عسكرية وانه يمكن وصفها بمجموعة بريطانيا ونواتها السياسيةالاولى في توسيع النفوذ البريطاني شمالا ويكاد الضابط جاكوب يتحول شاعرا ‏وهو يصف ذكاء هؤلاء المقاتلين وروحهم الجميلة وذكاءهم الوقاد ونفسياتهم المرحة وقيمهم الاجتماعية وفي العام ١٩٢٥ بدأت الاوامر بتنفيذ المهام العملية واستدعوا مجموعة منهم ووضعوهم في صورة التعليمات والخرائط والمهام كان اليمنيون يلفهم الصمت وبعد انتهاء المحتلين من شروحاتهم قالوا لهم ‏( قبل هذه اللحظة لم نكن على وئام مع الامام والان يمكننا أن نسألكم هل فعلا تتصورون أن نفوسنا يمكن أن تسمح لنا بتوجيه بنادقنا الى امام اليمن وصدور أهلنا من حاشد وبكيل ؟ ابتسم الانجليز وقالوا أنتم بالتأكيد تمزحون نحن نعرفكم ونعرف نفوسكم المرحة لكن أحدهم قرحت عنده القبيلة وأخرج ‏مسدسه وقال نحن لا نمزح ونستطيع أن ننثبت لكم ذلك ثم وجه المسدس الى احد مساعدي القائد البريطاني وارداه قتيلا واهتز المعسكر ودارت المعركة وقد كان ضباط وجنود الاحتلال محدودين ولذلك لم تدم المعركة طويلا حتى تم تصفية جميع المتواجدين من جنود المستعمر بما فيهم
القائدالاعلى للكتيبة ‏ثم غادروا الجزيرة مؤقتا وفي الطريق انتدبوا مجموعة تسبقهم برسالة الى مولاناالامام نحن ابناءك ومعابر في حزامك وحزام كل حامل سلاح من حاشد وبكيل ولن نفرط في بلادنا ثم وضحوا فيها ماحدث طالبين الاذن بالقدوم أوالأمر بمعاودةالهجوم ليخرج الأهلون بعدها في استقبال ما أسموهم بالعصاة الأبطال

‏تلك قصة أحببت إيرادها لكي يدرك كل جندي ومقاتل في صف العدوان بأننا نفرق بينهم وبين دهاقنةالارتزاق ممن طبع الله على قلوبهم وأننا مانزال ننظر للمقاتلين كإخوة وعليهم أن ينظروا لنا كأهل وأن يوسعوا التنسيق تماما كما نفعل منذ8سنوات وكماكان يفعل الاجداد من قبل ولكن مع قدر من الحكمةوالحذر.

 

نائب وزير الخارجية

*حسين العزي

You might also like